السلاح المتفلت من جديد، يحصد هذه المرة روح طفل من ببنين. وبعد أن قيلَ إنّه توفّي أثناء لهوه بالمسدّس، تبيّن أن الرصاصة التي أصابت جبينه وُجِّهت، عن طريق الخطأ، بينما كان المسدّس بيد خاله ابن العشر سنوات، وفق أحد أفراد العائلة. وكان الجَدّ ترك سلاحه على طاولة المطبخ، غير آبه بوجود أطفال قد تدفعها الحشرية إلى اكتشاف هذه القطعة الحديدية القادرة على تخويف الناس وقتلهم. سَمع صوت طلقة نارية، فركض الى المكان، ليكتشف أين أوصل إهماله، فوجد ابن ابنته ممداً على الارض غارقاً بدمائه.
لم يتسنّ لابن الأربع سنوات حلمي خويلد أن يحلم بدمية، أو بلقاء والده محمد الموقوف في احد السجون، فقد وجد الطفل نفسه بطل قصة مأساوية انتهت على غير عادة بوفاة البطل. وشرح ابن عم الوالد عبد الله بعضاً من تفاصيل ما حدث قائلاً: “وقعت الحادثة عند الساعة الثامنة صباحاً من نهار أمس في بلدة تل حياة في سهل عكار، فحلمي الذي تربّى في بيت جده منذ دخول والده السجن، كان يلعب مع خاله سعد الدين، قبل أن يترك جده المسدس على الطاولة ويخرج من المطبخ، فأصابه سعد عن طريق الخطأ برصاصة أدّت إلى وفاته مباشرة”.
مزيدٌ من الدماء
“منذ شهر واحد انتقل جدّ حلمي عبد المنعم الموظف في الدفاع المدني، من ببنين الى منزله الجديد في تل حياة قضاء عكار، وانتقلت والدته وشقيقتها معه بحسب عبدالله الذي لفت إلى أن “خالة حلمي المتزوجة من عمه كذلك، عادت هي الأخرى الى منزل والدها، لأنّ زوجها في السجن مع شقيقه”.
قضاء وقدر
حضرت القوى الأمنية الى المكان، وتبعتها الأدلة الجنائية ثمّ الطبيب الشرعي، ونُقلت الجثة الى مركز اليوسف الاستشفائي. مخفر العبدة حقّق بالحادث، وفي السياق قال عبدالله: “سمعوا إفادة سعد الدين قبل ان يطلق سراحه كون ما حصل قضاء وقدر، فلا يعقل ان يَقصد ولد قتل ابن اخته، يجب ألا ننسى أن الحادث ادى الى قتل ولد وإصابة الآخر بصدمة، فمشهد الدماء لوحده يكفي، فكيف اذا كان ما حدث على يده؟ فعلا حلّت مصيبة على العائلة، والوالد في السجن لا يعلم الى الآن أنّه فقد عزيزه، وان شقيقة حلمي البالغة من العمر سنة واحدة لن تلعب بعد الآن معه ولن يكبرا سويّة ويتبادلا الضحكات والدمعات والذكريات”.
من جانبه أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار” أن “سعد الدين أطلق النار عن طريق الخطأ على حلمي، وقد أُخذت إفادته وأطلق سراحه، أما والده عبد المنعم فقد تُرِك رهن التحقيق”.
من التالي؟
حلمي ليس الطفل الأول الذي يلقى حتفه، ولن يكون الأخير اذا استمرّت فوضى السلاح. وقبل ايام واجهت الطفلة نغم عباس العوطة (مواليد 2007) المصير نفسه بعدما أُصيبت بطلقٍ ناري من بندقية صيد في رقبتها عن طريق الخطأ، بينما كان أحد اقاربها ينظّف سلاحه، ونُقلت على أثره إلى مستشفى بعلبك الحكومي، لكنها ما لبثت ان فارقت الحياة. ويبقى السؤال الى متى هذا الاهمال حيث بات السلاح في متناول الصغار قبل الكبار؟!
التعليقات مغلقة.