بعد ساعات معدودة تسقط آخر أوراق العام 2015، ليفتح العام 2016 أولى صفحاته وسط الفراغ الرئاسي والشلل البرلماني والتعطيل الحكومي، وسط سؤال عمّا سيحمله العام الجديد للبنانيين، وأولى نقاطه، ماذا عن رئاسة الجمهورية؟
هكذا يقفل العام أبوابه، على انقلاب المشهد.. مصدر فاعل في قوى “14 آذار”، يقول لصحيفة “الأنباء” الكويتية: “لن يكون هناك رئيساً للجمهورية غير رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بتوافق أميركي ـ روسي وعربي إقليمي لأسباب عدة”، لافتاً إلى أنّه “عندما يضع الروسي الإيرانيين أمام خيارين إمّا الإنتخاب العاجل للرئيس اللبناني المتفاهم عليه، أو العبث بوجود حزب الله في سوريا، سيختار أهون الشرين بالنسب إليه، وهو إزاحة النائب ميشال عون من طريق فرنجية بأسرع وقت ممكن”.
ماذا قال نصرالله لفرنجية؟
لكن الموقف قابله آخر، فقد أفادت الصحيفة عينها أنّ “الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله قوله لفرنجية في لقائهما الأخير: أنت واحد منّا، ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون حليفنا، ونحن لن نتراجع عن أيّ التزام مع حليفنا هو مرشحنا إلى الرئاسة، ومازال أمامك المزيد من الوقت”.
النائب سليمان فرنجية قد لا يكون الحل المثالي، لكنه الحل الذي يكسر حلقة الجمود والفراغ، وفق نقلت صحيفة “النهار” عن مصادر في “تيار المستقبل”، والتي كشفت أنّ “الخوف من الاسوأ هو الذي أملى هذا الموقف”، مشيرةً إلى أنّ “الأسوأ يكمن في التحديات الأمنية والسياسية والإقتصادية والمالية التي تتهدد البلاد”.
انتهاء الفرص
مصادر ديبلوماسية أوروبّية أكّدت لصحيفة “الجمهورية” أنّ “لبنان تجاوَز العام 2015 باستمرار الشغور الرئاسي نتيجة القصور اللبناني في تنفيذ أيّ من السيناريوهات التي رسمت لتمرير الإستحقاق وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بقدرات لبنانية داخلية”، معتبرةً أنّ “اللبنانيين امتهنوا تجاوز المهل الدستورية وكذلك الفرص الذهبية، التي يمكن أن تؤدي إلى انتخاب الرئيس العتيد، وهو أمر لا نعتقد أن دولاً تعيش مثيلاً له”.
ولم تشأ المصادر وضعَ القادة اللبنانيين جميعهم في سلّة واحدة، واعتبرَت أنّ “مَن يمتلكون قرارهم باتوا عاجزين عن بت أيّ خطوة سياسية وطنية أو دستورية وحتى حكومية، والكلمة الفصل باتت لدى من يستغل ما يجري في المنطقة سعياً إلى ترجمته في الداخل”، موضحةً أنّ “الشغور سيستمر لاعتقاد البعض أنّ انتصاراً لحلفائه في سوريا والمنطقة لابدّ أنّه آت، لكي يترجم في الداخل ولو عن طريق فرضِ الأمر الواقع، وهو أخطر ما سيواجهه اللبنانيون العام الجديد، مؤكدةً أن الشغور مستمرّ إلى حين”.
لا عودة للحريري
وأفادت مصادر مقرّبة من “8 آذار” لصحيفة “الديار”، أنّ “هذا الفريق يرفض عودة الحريري لرئاسة الحكومة”، وتعتبر أنّه “إذا كانت التسوية تقضي بإبعاد المرشح الأوّل لـ8 آذار إلى رئاسة الجمهورية النائب ميشال عون، فإنّ هذه المعادلة تسري على 14 آذار عبر إبعاد المرشح الأوّل لـ14 آذار لرئاسة الحكومة أيّ سعد الحريري، كما أنّ 8 آذار تؤكّد أنّه لا يمكن التوافق على عودة الحريري بدون شروط وتوافق مسبق على قانون الانتخابات وملف النفط والسياسة الإقتصادية”.
“حزب الله” هو العقبة؟
ونقلت “النهار” عن أوساط نيابية بارزة في “14 آذار” أنّ “العقبة الرئيسية في مواجهة المبادرة الرئاسية هي أنّ حزب الله لا يريد الآن إجراء الإنتخابات الرئاسية، إنطلاقاً من حسابات إيرانية تتصل بمصير نفوذ الحرس الثوري الايراني في سوريا”. ولفتت إلى أنّه في المقابل، كسب الحريري رصيداً في التزامه إنهاء الشغور الرئاسي وسط مؤشرات تفيد أنّ حظوظ المبادرة الرئاسية مازالت عالية بغطاء خارجي عبّر عنه أخيرا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي”.
وأشارت إلى أنّ “تيار المستقبل يحظى الان باستقرار داخلي مع الإعتراف بأن هناك خسائر منيَ بها في المرحلة الماضية لكنها قابلة للتعويض في المرحلة المقبلة، خصوصاً في حال عودة الحريري إلى لبنان وبالتوقيت الذي يقدّره هو”.
ماذا عن الرئيس التوافقي؟
وسط كلّ هذه الصبابية الرئاسية، نقلت “النهار” عن مصادر سياسية مواكبة لحركة المشاورات الرئاسية الجارية، تأكيدها أنّ “مجموعة وقائع ستحكم مسار المرحلة المقبلة، أبرزها أنّ الفرملة الإيرانية المعطوفة على مناخ إقليمي متشنج جدّاً تشي بأنّ الرفض لا يستهدف فرنجيه شخصياً، بل الرئاسة بشكل عام”.
ولفتت الى أنّ “الرئاسة لا يمكن أن تكون بنداً وحيداً في إطار مبادرة يتيمة لا تشمل الرزمة الكاملة التي تحدث عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”، معتبرةً أنّه “ما دام الرئيس سعد الحريري لم يعلن تأييد فرنجية رسمياً، فإنّ هذا الترشيح يبقى ضمن القرار الشخصي لفرنجية، ولا يختلف فيه عن ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع”.
وأشارت إلى أنّه “لم يحن الآوان بعد للإنتقال إلى البحث عن الرئيس التوافقي، الأمر الذي يتطلب تحركاً من بكركي على طريقة اللي شبكنا يخلصنا، كما يقول مرشح رئاسي وسطي، بعدما حصرت الرئاسة بأربعة”. ورأت المصادر السياسية أنّ “التعثر الذي حال دون وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، وقبله العماد ميشال عون، يؤكّد أنّ القرار الإقليمي إنجاز انتخاب الرئيس المسيحي لم ينضج بعد. وهذا ما سيحول دون تزخيم الطرح الرئاسي بعد الأعياد ويجعل الجهود السياسية منصبة في اتجاه تعويم الحكومة السلامية”.
التعليقات مغلقة.