إثر الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله، ضاقت بي الوسائل للتعبير عن مدى امتناني كمسيحي لبناني عربي لما أوصلنا اليه السيد نصرالله. فنموذج حرب تموز لم يتغير ولا تغير ذاك الرجل الذي لطالما وعدنا بالنصر.. وعاد منتصرا.
سيدي،
من غير الضروري أن أعرف عن نفسي، فأنا واحد من مئات آلاف المسيحيين التواقين للتعبير عن خالص الحب والوفاء لحزب الله، المقاومة الإسلامية في لبنان.
أتوجه إليكم شاكرا حميتكم وغيرتكم على المسيحيين في سوريا والعراق ولبنان، أنتم الذين دافعتم عن مناطق المسيحيين في غير مكان. أنتم بما تمثلون من مقاومة ونهج أضحيتم مصباح نجاة لبنان، فافتديتموه في ساحات الوغى عند الحدود الشرقية وما زلتم ترابضون عند حدود فلسطين دفاعا عن لبنان والأمة جمعاء.
أنتم المقاومة التي قدمت مجاهديها قرابينَ دفاعٍ عن الأمة – الوطن، لا يليق بها أن تستحصل على شهادة تدجين أو حسن سلوك من دول مجلس التعاون. أولئك الذين ينادون بالعروبة، تآمروا على عبد الناصر بالأمس ويتآمرون علينا اليوم.
فلبنان، بوصلة العروبة وقبلتها، بجناحيه المسيحي والمسلم أضحى الحصن المنيع أمام أحلام الصهاينة وأطماع نواطير النفط. يوم وقفت المقاومة وحيدة لمواجهة الإجتياح الإسرائيلي لبيروت وقف العرب كل العرب يتفرجون، بوهنهم وضعفهم وعجزهم وبل بتآمرهم علينا.
أما يوم هوجمت سوريا لبيتم نداء واجب العروبة، العروبة الحقيقية والغيرة والحمية، وذهبتم بهامات المقاومين لدحر داعش ومشتقاتها ولرفع سقف التحدي وستعودون منتصرين. شهداء حزب الله ثرايا في سماء الوطن العربي عسى الضالين يجدون طريق العودة الى العروبة أو أقله الى الوطن.
سيدي،
خرجتم أخيرا وكما في كل مفترق طريق بخطاب حملتم به أنفسكم عواقب وتبعات كرامتنا، وأنتم الذين دفعتم وتدفعون ثمن حريتنا وقدرتنا على مناصرتكم أم معاداتكم. تدفعون يوميا ثمن حرية التعبير التي نتمتع بها ويستعملها البعض لبث الفتنة وطعنكم من خلف.
أتوجه اليكم ومثلي آلاف المسيحيين الجاهزين لدفع ضريبة الكرامة والعيش الحر قائلين لكم:” نحن مع الحق ولو على قطع الأعناق.. والحق معكم”. دفعنا كمسيحيين أثمانا باهظة وخضنا حروبا دفاعا عن حريتنا، ولم نرتدع عن مناصرة الحق ولم ندجّن ولو قتلنا وذبحنا وفعل بنا ذلك ألف مرّة لن نترك الحق.
نحن قوم اعتدنا الاضطهاد والعيش في المغاور، فلا يخيفنا ناطور النفط ولو تملك ثروات العالم أجمع. فيطردونا من الخليج وليحاصرونا وليقتلونا إذا تمكنوا لا نبالي، عسانا بذلك نرد ولو بعض الجميل من تضحياتكم في ميادين القتال.
ايلي لحود
التعليقات مغلقة.