“لن يمر” قالها إقليم الخروب من الساحل حتى الجبل، “لن يكون هناك مطمر للنفايات ويكفي الإقليم ما يُعانيه من ترابة سبيلن الى دواخين الكهرباء الى التلوث جراء مياه الصرف الصحي”.
وبالفعل فالإتحادات البلدية والبلديات والحراكات الشعبية أدارت محركاتها منذ اللحظة الأولى لسقوط مشروع ترحيل النفايات، ربما حدس فاعليات المنطقة ومؤسساتها المحلية وابنائها كان أقوى وسباقاً لإلتقاط إشارات بأن الكرة قد تعود الى ملعبهم مع عودة الحديث عن المطامر، أقلّه من خلال المعلومات التي بدأت تصلهم بالتواتر عن إحتمال إقامة مطمر في منطقة إقليم الخروب وربما قد يكون في موقع بين بعاصير والجية.
إلا ان الموقع لم يكن موضع نقاش لدى بلديات الإقليم كون الفكرة مرفوضة من الأساس جملة وتفصيلاً، لا هذا المكان أو ذاك، بل “ممنوع إقامة أي مطمر في أي موقع في إقليم الخروب إن كان سبلين أو بعاصير أو الجية. قالها إقليم الخروب الصيف الماضي ونزل أبناؤه على الأرض وبقوا آنذاك 30 ساعة على الأوتوستراد.
واليوم ومنذ أيام أعادوا الكرّة وحذروا وهددوا بالعودة الى الشارع حتى تلقى إتحادا بلدياته الشمالي والجنوبي وعوداً بأنه لن يكون هناك أي مطمر في المنطقة وأكدها اليوم لهم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. إطمئنوا إلا أنهم لم يرموا السلاح طالما الأزمة في البلد قائمة، سلاح ضد شبح النفايات التي تملأ شوارعهم وهم يقولون: “أتركونا نُعالج نفاياتنا، كفوا أياديكم ولا تجلبوا نفايات الغير الى مناطقنا ونحن بألف خير”.
لن يكون…
رئيس إتحاد بلديات #إقليم_الخروب الشمالي محمد بهيج منصور قال في إتصال مع “النهار”: ” لن يكون هناك مطمر في إقليم الخروب وما حصل كان تكملة لما حدث الصيف الماضي عندما نزل الإقليم الى الشارع وأسقط محاولة إستحداث مطمر في كسارة سبيلن، حينها وُعدنا من رئيس الحكومة ومن وزير الداخلية بأن هذا المشروع لن يمضي قُدماً، وبالفعل هذا ما حصل”.
وعن ما حصل اليوم قال:” ربما الحكومة حاولت جس النبض فسرّبت معلومات حول إمكانية إستحداث مطمر في المنطقة فجوبهت برفض عارم وبيد واحدة وصوت واحد لا لن يمر هذا المشروع وكفانا مشاريع وأمرض وأوبئة. لقد عانى الإقليم وما زال يُعاني وكثرت الأمراض في صفوف أبنائه جراء التلوثات البيئية. كانت أيدينا على قلوبنا إنما تصدينا ونجحنا. والحقيقة أن كل الإقليم تصدّى ونجح. ولقد كانت الإتصالات تجري مع كل الأطراف على الأرض لا سيما”تيار المستقبل” والحزب التقدمي الإشتراكي والجماعة الإسلامية”.
أما رئيس بلدية سبيلن محمد قوبر فقال:” إن منطقة إقليم الخروب تمدّد جغرافي وأصبحت مأهولة بإمتياز. نحن بدأنا تحركاتنا بتصويب كلام بعض السياسين، وكان وليد بك وعدنا، نحن رؤساء وفاعليات إقليم الخروب، أثناء لقاء معه عند الحاج جميل بيرم منذ عدة اشهر بأنه لن يكون هناك مطمر أو مكب في إقليم الخروب. على الجميع أن يعوا وأن يضعوا الأمور في نصابها وأن لا تُطرح الأمور بطرق عشوائية أو أن تُرمى الأفكار عن أماكن هنا أو هناك من إقليم الخروب.
هذا الإقليم لم يعد يحتمل. هذا ما أجمع عليه أبناء المنطقة بجميع مكوناتها وقد أثمرت الضغوط على الأرض”.
وقال رئيس بلدية الجية الدكتور جورج القزي لـ”النهار”: ” مئة بالمئة الضغط الشعبي وعمل البلديات والإتحادات البلدية هو من أجهض هذا المشروع الكارثة، وما حصل في الجية بالأمس من حشد ضد قدوم هذا المطمر الينا كان أكبر دليل. لقد لهم منذ زمن بعيد لن نقبل بأي مطمر في مناطقنا وقلناها بالأمس ونقولها اليوم. لا لن نقبل بأي نفايات على أرضنا”.
وعن مصير نفايات إقليم الخروب قال:” لدينا نحن خطة لمعالجة نفاياتنا، لكن لتُكف الأيادي عن منطقتنا بأن لا تُجلب نفايات الغير لعندنا ونحن سنكون بألف خير وسنستطيع معالجة نفاياتنا”.
وبعد انتهاء مؤتمر بلديات الاقليم الذي اعلن الرفض القاطع لاقامة مطمر في المنطقة، أعلن رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد #جنبلاط في تغريدة عبر “تويتر”، انه “على سبيل أخد العلم والأخبار، ليس هناك اي مشروع لمطمر نفايات في إقليم الخروب، فكفى تقاذف اتهامات وشعارات”.
وبدوره، أطلق وزير الزراعة أكرم شهيب صرخة عبر “النهار” تدلل على المأزق الذي بلغته الازمة معتبراً ان “عدداً من رؤساء البلديات يتصرفون كأن الانتخابات البلدية حاصلة غداً. وللاسف لا يمانع عدد آخر منهم بقاء النفايات في الشوارع، بينما يمانع التوصل إلى حل صحي وبيئي لها”.
وإزاء سقوط مشروع مطمر الاقليم والذي سيترك ارتداداته على التقدم المحزر في شأن خطة المطامر، يصح سؤال “ماذا بعد” علة وقع تهديد رئيس الحكومة باتخاذ اجراء حكومي حاسم في حال لم تعمل القوى السياسية بجدية لانهاء الازمة.
التعليقات مغلقة.