لم تكن العملية العسكرية التي نفذها الجيش اللبناني فجر امس، في جرود منطقة رأس بعلبك ضد جماعات «داعش»، المتحصنة في تلة رافق المشرفة على مواقع عسكرية متقدمة، سوى انعكاس لواقع لبنان المحاصر بلحظة اقليمية شديدة التوتر، وهو يجد نفسه عرضة لمفاجآت تارة ديبلوماسية وسياسية وطوراً ميدانية وأمنية.
اذ ان اوساطاً سياسية عدة ذهبت الى ربط هذا التطور المفاجئ بالانتقادات السعودية التي ترددت على نطاق واسع للجيش اللبناني اخيراً عقب توقيف المملكة هبة الأسلحة الفرنسية له، ومن ثم صعود انتقادات علنية للجيش في موضوع العلاقة مع «حزب الله» وكذلك في موضوع اطلاق المحكمة العسكرية الوزير السابق ميشال سماحة وهو ما كرره قبل يومين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
إلا ان مصادر معنية بمجريات الامور الميدانية التي حصلت، امس، سخرت من المنطق السياسي الذي ذهب في اتجاه الحديث عن توقيت مقصود لعملية الجيش في رأس بعلبك وقالت ان «هذا الربط ينم إما عن جهل في معرفة المعطيات الميدانية أو عن اتجاه مقصود لتوظيف سياسي مزعوم في اتجاهات معينة، في حين ان لا علاقة اطلاقاً للوقائع الميدانية بكل هذه الاجتهادات».
ذلك ان ما حصل يتصل فقط بالواقع الميداني الذي رصد معه الجيش منذ ايام عدة تحركات لـ «داعش» في جرود رأس بعلبك وبدأ الاستعداد لمواجهتها في شكل حاسم، ولم يكن ممكناً ترك تلة رافق الاستراتيجية تحت سيطرة التنظيم لانها تشكل خطراً محدقاً بالمواقع العسكرية المتقدمة ولذا كان الهجوم الاستباقي للجيش على التلة والذي أفضى الى إيقاع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف مسلحي «داعش» وطردهم من التلة، فيما استشهد الجندي في الجيش اللبناني محمد السبسبي، اضافة الى سقوط 8 جرحى في صفوفه.
التعليقات مغلقة.