وداع مؤثر للجندي الشهيد محمد السبسبي في ببنين

 

ودع الجيش اللبناني وبلدة ببنين وعكار الجندي الشهيد محمد حسام السبسبي (مواليد 1992)، الذي استشهد فجر اليوم الخميس في المواجهات التي خاضها الجيش مع تنظيم “داعش ” في جرود رأس بعلبك، في مأتم مؤثر أقيم في بلدته ببنين.

واستقبل الأهالي جثمان الشهيد الذي وصل إلى مدخل البلدة ملفوفاً بالعلم اللبناني، بالورود وصيحات الغضب والحزن الكبير، ورفعه زملاؤه العسكريين واصدقاؤه ومحبوه على الأكف ليزفوه عريسا شهيدا على مذبح الشرف والتضحية والوفاء.

وانطلق موكب التشييع من ساحة العبدة، وصولاً إلى دارته العائلية في بلدة ببنين، التي احتشدت شوارعها واحياؤها بالمشيعين الذين وقفوا وقفة واحدة بجانب العائلة في مصابها الأليم. وكان في استقبال الشهيد الوالد والوالدة والأشقاء والأقرباء الذين ذرفوا الدموع الحارقة على فقدان ابنهم، وهو في ريعان الشباب لا سيما أنه كان يحضر لزفافه القريب.

وبعد ذلك، انطلق الموكب إلى مسجد الحبيب المصطفى في وسط بلدة ببنين، وتقدمت النعش ثلة من رفاق السلاح أدوا التحية العسكرية على وقع موسيقى الموت التي عزفتها فرقة موسيقى الجيش وحملة الأكاليل والاوسمة.

وشارك في التشييع ممثل وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد فوزي خوري، ممثل وزير العدل المستقيل أشرف ريفي حسن شندب، النائب خالد ضاهر، قائد سرية درك عكار الاقليمية العقيد مصطفى الأيوبي، إضافة إلى ضباط من فوج المجوقل وحشد كبير من الشخصيات السياسية والفاعليات الاجتماعية والتربوية ورجال الدين وورؤساء بلديات ومخاتير وعسكريين. وأم المصلين الشيخ عماد السبسبي، الذي ألقى خطبة قدم فيها التعازي إلى العائلة وقيادة الجيش والاهل في بلدة ببنين.

ثم ألقى خوري كلمة قال فيها: “بمشاعر الإكبار والإجلال، تزف المؤسسة العسكرية إلى الوطن واحدا من خيرة رجالنا الأبطال الجندي الشهيد محمد السبسبي، الذي مضى الى عالم الخلود ولسان حاله يقول هذا دمي أسكبه من أجل وطني وشعبي، ومن أجل أن يبقى علم بلادي شامخا عزيزا معبرا بأبيضه الناصع عن صفاء عقيدة جيشي، وبأخضره المتجدد عن صلابة تلك العقيدة في مواجهة المحن، وبأحمره القاني عن استعداد رفاقي الجنود لري تراب لبنان بالعرق والدم في ساحات الكرامة والبطولة”.

وأضاف إنّ “العملية النوعية التي نفذتها قوة من رجال النخبة في الجيش فجر اليوم ضد مجموعة ارهابية كبيرة في جرود رأس بعلبك، والتي ارتفع خلالها شهيدنا البار محمد، وهو يتعملق شجاعة واقداما وبطولة، أثبتت مرة جديدة قدرة الجيش على حماية الوطن من الأخطار وعزمه على استئصال الارهاب من جذوره، فلا مهادنة مع التنظيمات والخلايا الارهابية تحت أي ظرف من الظروف، ولا مساومة على حق الجيش في الدفاع عن كل شبر من تراب الوطن وتوفير الامن للمواطنين والضرب بيد من حديد كل من يحاول استدراج نار الفتنة والفوضى إلى أي بقعة لبنانية”.

وتابع: “أيها الشهيد البطل، مهما أسهبنا في تعداد مزاياك وخصالك الحميدة لن نتمكن من حصرها، ولن نفي والديك الكريمين الشكر على التربية الصالحة المثالية”. وختم: “آلمنا جميعا رحيلك المفاجىء وتوقف مسيرة عطائك لجيش وطنك وأنت في ريعان الشباب، وما صورة الجموع المحتشدة في هذا المكان اليوم، إلا تعبيرا صادقا عن المحبة لشخصك الكريم والتقدير لسيرتك الناصعة”.

ثمّ قرأ نبذة عن حياة الشهيد، ليوارى بعد ذلك في الثرى في مدافن العائلة، التي تقبلت التعازي من الجموع المشاركة.

التعليقات مغلقة.