في ذكرى أسبوع الحاج علي فياض “علاء البوسنة”، كشفَ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن مشاركة الحزب سرًا في القتال بالعراق “تحت قيادة عراقية”، وقال في خطابه: “في نصف الليل تعا يا حاج علاء.. تعا يا أبو محمد سلمان (إبراهيم الحاج وإسمه الحركي الحاج سلمان) استدعينا بعض القياديين من الجبهات وذهبنا الى العراق وقاتلنا هناك”. فمن هو “أبو محمد سلمان”؟
“هو الذراع الأيمن لنصرالله”، بهذه الكلمات عرّفت عنه والدته في حديث مع “لبنان 24″، حيث لفتت إلى أنّ إبنها كان الجندي المجهول، وعلمَت بأهميته الجهادية بعد رحيله، إذ كان كغيره من القادة في الحزب يعمل بسريّة مطلقة. ونقلت عن مقرّبين من نصرالله قولهم لها: “السيد كان يقول حيث يكون الحاج سلمان يتحقّق النصر.. وأينما يتواجد أنام مرتاحًا”. وتذكّر بحادثة “كاراج عيتا” الشهيرة في أروقة المقاومة، حين واجه ضابطًا إسرائيليًا في عيتا الشعب إبان حرب تموز 2006، وأبلغه الأخير أنّهم باتوا محاصرين وعليهم تسليم أنفسهم، فوقف أمام ذلك الضابط وجهًا لوجه غير آبهٍ لكلامه.
مقرّبون من “الحاج سلمان” كشفوا لـ”لبنان 24″ أنّه أوّل قائد يخسره “حزب الله في العراق، فهو كان مسؤولاً عن “حزام بغداد”، ويشرف على العمليات في العراق، كما كان ينسّق مع قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، حيث كان الأخير يتصل به يوميًا للإطمئنان إليه، وقبل يومٍ من إستهدافه بصاروخ على أطراف بغداد خلال إجتماعه ببعض القادة للتحضير لعملية في اليوم التالي، قام بجولة في تلك المنطقة برفقة سليماني. وأضافوا: “سليماني أرسلَ وفدًا من قادة الحرس الثوري لتقديم واجب العزاء إلى ذوي الحاج سلمان، كذلك فقد نُقل جثمانه إلى إيران حيث يقال إنّ السيد علي خامنئي صلّى عليه، ووضعت بعد ذلك ملابسه داخل معرضٍ في إيران”.
وأفادت مصادر “لبنان 24” أنّ القادة العسكريين في “حزب الله” أجمعوا على أنّه “أفضل قائد ميداني أنجبته المقاومة منذ عام 1982″، فهو من أكثر المشاركين والمخططين لعمليات نوعية إشتهر بها الحزب، وهو من إستهدف موكب قائد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، الجنرال إيرز غيرشتاين لدى مروره على طريق مرجعيون – حاصبيا عند نقطة الهرماس، خلال قدومه في زيارة لتقديم العزاء عام 1999.
وتابعت المصادر أنّه قاد عمليات عدّة للمقاومة قبل عام 2000، ثم كان مسؤولاً عن محور عيتا الشعب عام 2006، وهو الذي ذكره نصرالله في خطابه الشهير بالقول: “طلبتُ من الشباب الإنسحاب فرفضوا”. ومؤخرًا، أسّس وكان القائد الميداني لعمليات القلمون، ثم قادَ محور عمليات حلب وفك الحصار عن مطارها، وبعدها انتقل وقاد “عمليات تحرير كسب”، قبل أن ينتقل إلى العراق حيث قُتلَ في 27 تموز 2014.
وبحسب مصادر الحزب، فقد كان “الحاج سلمان” قائد الهجوم على ثكنة الريحان، شارك في كمين الريحان العيشية، قاد عمليات خاصة ضمن محور كفرحونة حيث قتل “العميل سمير”، قادَ عمليات جزين وقتل قائد مدرعات فوج الـ 20 اللحدي، قادَ عملية كمين الأرز، إضافةً إلى عمليات نوعية أخرى في مرجعيون وسهل الخيام وبيت ليف، وشارك في مواجهات ميدون وقاد مواجهات بئر الضهر ومواجهات بوراشد الجبور، واقتحام الأحمدية. وكان له مشاركة فعالة بكلا حربي 1993 و1996. وشارك باقتحام موقع صيدون، وفي عملية الغجر وهو من قادة عملية خلة وردة.
عندما تحدّث عنه نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، ناداه “يا أخي”، ولفت إلى أنّ كل الميادين وجميع المقاتلين في “حزب الله” يشهدون أنّه الأكثر تجربة وخبرة وبراعة منذ إنطلاقة المقاومة عام 1982، ولفت إلى ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي “غولاني”، وبعده “جفعاتي” لم تصمد أمام خططه في العمليات، والحزب إذ يفتخر به، يعتبره قائد التحرير عام 2000 وقائد الإنتصار عام 2006. وكشف قاووق أنّ “الحاج سلمان هيأ لمعادلات أرعبت إسرائيل وأبرزها “الجليل” التي لا تزال إسرائيل تتحدث عنها حتى اليوم”.
أمّا رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد فقال: “معه دخلنا عصر الإنتصارات، فقد كان المخطط والقدوة وفي كلّ موطئ قدمٍ له شجاعة وبطولة”.
توازيًا، قال مسؤول عراقي من “كتائب سيد الشهداء” في العراق: “إنّه زعيم وقائد خبير يمتلك نظرة ثاقبة، فقد كان بعيد المدى وقرأ تطورات في العراق قبل حدوثها”، ولفت إلى أنّ خلال إستهدافه كان يتواجد القائد العسكري لـ”كتائب سيد الشهداء” أبو علي النظيف الذي قضى معه.
وبحسب المصادر، فإنّ عملية إغتياله حصلت في الليلة الأخيرة من شهر رمضان، فآثر نصرالله عدم إعلان هذا النبأ كي يمرّ العيد بسلام على عائلته، ولفتت إلى أنّ “الحاج سلمان” كان يرسم مع نصرالله خطة القلمون لحظة بلحظة “وحيثما يكون الحاج سلمان يرتاح نصرالله”.
إشارةً إلى أنّ الحاج سلمان متحدّر من بلدة قليا في البقاع الغربي، وُلد في مشغرة عام 1970، متأهل ولديه 3 أولاد، وقد حاز على ماجستير في العلوم التربوية وإجازة في التاريخ.
التعليقات مغلقة.