الفساد في لبنان يفقأ العيون فهل من يحاسب

الناشطة مايا مالكاني

 

بغض النظر من الموقف اتجاه قضية النفايات وفساد شركة سوكلين من جهة والموقف اتجاه ناشطي الحراك المدني. لكن، أن يواجه حق التظاهر والاعتصام بالاعتداء من قبل موظفي وحراس شركة سوكلين إلى حد إصابة ناشطة باصابة بليغة في عينها قد تفقدها البصر فيها أمر غير مقبول وعليه فانه من البديهي فتح تحقيق في الحادثة.

لم تكن تدرك الناشطة مايا مالكاني أن الاعتصام تعبيرا عن رأييها سيكلفها عينها. فمساء أمس، فوجئ المعتصمون من “حملة بدنا نحاسب” أمام مبنى شركة “سوكلين” في الكرنتينا رفضاً لإعادة تسليم الشركة دفّة إدارة ملف النفايات بخروج عدد من موظفي وحراس الشركة من المبنى حاملين العصي و وانهالوا عليهم بالضرب مما أسفر عن وقوع أكثر من عشرة جرحى كانت من بينهم الناشطة مايا ماكالني التي تعرضت إلى إعتداء مباشر وضرب مبرح بواسطة الزجاج على عينها بشكل متمعد. وتم نقلها على الفور إلى مستشفى الجامعة الأميركية للمعالجة.

وقد تبين بعد ان الكشف الطبي تبين أنها قد لا تتمكن من النظر مجدد بعينها وسيُجرى لها عملية جراحية بعد ظهر اليوم. هذا بحسب ما أوضحته الناشطة في حملة بدنا نحاسب نعمت بدر الدين لـ “جنوبية”.

وتابعت عن حلة مالكاني الصحية “أنها حال عينها حرج وتم نقلها من مستشفى الوردية إلى مستشفى الجامعة الأميركية لعدم توفر المعدات الطبية اللازمة.

وعن الحادثة الأمس قالت بدر الدين التي أصيبت أيضًا بجروح أن “عمال “سوكلين” اعتدوا أمس على ناشطين وناشطات معترضين على فساد الشركة المستشري بالأدوات الحادة والرشق بالزجاج”. مضيفتًا “هذا التحرك أتى بعد تجديد عقد شركة سوكلين في مجلس الوزراء، في ظل وجود قرار قضائي في حقها بتهمة الرشوة والفساد”.

وأكدت أن “الإعتصام كان سلمي لتسجيل موقف ضد الشركة وهناك فيديوهات تظهر كيفية التهجم”. وأوضحت “في البدء كانت أبواب الشركة وقد دخلوا حاملين شعارات وهتافات ومن ثم خرجوا للإعتصام في الخارج إلى أن صُدِموا بتهجم العمال عليهم”. وتابعت “بالتأكيد، ما جرى ولّد تضارب ورد فعل من قبل المعتصمين بواسطة عصي عمال سوكلين ولكن ليس بنفس الحدة”.

وأشارت بدرالدين إلى أن” اللافت عدم مؤازرة القوة الأمنية التي كانت موجود في المكان والتي لم تتخطَ 7إلى 8 عنصر بالمزيد من العناصر بعد وقوع التضارب”. كما أكدت إلى أنه “هناك تواطؤ مع شركة سوكلين إذ تم أخذ إفادات مصابو الشركة الموجودين في مستشفى الوردية أما المصابين من المتظاهرين فلم يتم أخذ افاداتهم حتى الآن إذ لم يتم أخذ حتّى افادة الناشطة ماكالني التي تأذت بشكل كبير”.

وخلصت بدر الدين إلى أنه سيتم التحرك قضائيا، كما ستتجه حملة “بدنا نحاسب” إلى الاعتصام أمام مبنى “مجلس الإنماء والإعمار”، اليوم عند الرابعة عصراً، الذي صدر بحقّه تقارير في التفتيش المركزي تختص في موضوع هدر وفساد”.

وكانت قد أطلقت اليوم شركة سوكلين بيان سألت فيه: “هل صارت سوكلين مكسر عصا؟ وبات كل متضرر او رافض لخطة الحكومة اللبنانية برفع النفايات يتوجه الى سوكلين بالاعتداء على الموظفين، وتكسير الآليات، واقتحام مقر الشركة، بعد ان تمادى البعض من قبل بالافتراءات والتهجم اللفظي”.

أضاف البيان:”ان شركة سوكلين تنفذ قرارا رسميا اتخذه مجلس الوزراء ولم يكن لها اي دور في اصداره، وما حدث من اقتحام مقر الشركة والاعتداء على حراسه والموظفين فيه، بعد دخول العشرات الى الباحة الداخلية للشركة بالقوة، كان قد سبقه اعتداء وتعرض لموظفين ومحاولة حرق آلية”.

وختم:”ان شركة سوكلين تؤكد استمرارها بتنفيذ قرار الحكومة بتطبيق خطتها لاعادة النظافة الى مختلف المناطق اللبنانية التي حرمت منها لأشهر ولن يثنيها عن ذلك اعتداءات او تخريب”.

التعليقات مغلقة.