تحت عنوان “رؤية تنموية لغد افضل” التقى المئات من الشخصيات الاقتصادية والعمالية في العيد الـ 80 لادارة حصر التبغ والتنباك في عين التينة اليوم حيث رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري اطلاق الريجي لـ” مشروع التنمية المستدامة للعام 2016″.
واكد “إن حلحلة الامور في لبنان تتوقف على انتخاب رئيس الجمهورية، وان هذا الاستحقاق يجب ان يكون قريبا، وهو ثمرة نضجت وأخشى سقوطها”.
وأكد “أن سلام لبنان وعبوره الى الدولة لا يمكن ان يتحقق إلا خارج التحالفات والخطوط، وان لبنان الذي كسب اعجاب العالم بمقاومته لا يمكن ان يفرط بهذه المقاومة او يتنازل عنها طالما لا تزال في ارضنا ولا تزال اطماعها، ولا يمكن ان يتنازل عن دورها وسلاحها وعن سيادته ولا ان يقبل التهديدات لحدوده الشرقية والشمالية كما الجنوبية”.
وحضر رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، رئيس جمعية المصارف جوزف طربية، رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت، المدير العام لوزارة المال آلان بيفاني، المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس، المدير العام للجمارك شفيق مرعي، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، النائب الاول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين، المدير العام لمجلس الجنوب هاشم حيدر، عضو لجنة الرقابة على المصارف أحمد صفا، المسؤول عن الشؤون البلدية والاختيارية في حركة “أمل” بسام طليس، وفد من الاتحاد العمالي العام برئاسة نائب الرئيس ورئيس اتحاد نقابات مزارعي التبغ حسن فقيه، وعدد من رؤساء مجالس المصارف ورجال الاعمال، وحشد من رؤساء الاتحادات والبلديات ومجلس الريجي والموظفين العاملين في الادارة.
استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم كلمة لعريفة الحفل بفيلم وثائقي عن مشروع التنمية المستدامة لإدارة الريجي.
وألقى رئيس الريجي ومديرها العام المهندس ناصيف سقلاوي كلمة قال فيها :
“بينما تطفئ إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية شمعتها الثمانين، تستعد لإضاءة شمعة أكثر اشعاعا للمجتمع الذي ترسخت فيه على مدى ثمانية عقود، نعم بلغنا الثمانين ولكننا لم نكن يوما على هذا القدر من الشباب والطموح والرؤية للمستقبل.
كيف بدأنا والى أين وصلنا. البداية لم تكن سهلة ابدا. كان المطلوب ان نعيش في المجهول الذي لا نعرف شكله، تارة خصخصة وتارة تجزئة أو الغاء. كنا أمام صراع إرادات في السر والعلن وأحيانا حرب مكشوفة. وخلال فترة طويلة تم استنزاف طاقاتنا في معارك رد الأذى المفبرك علينا، في المحصلة كانت الغاية أن نستسلم لاقتناع بأن لا ثقة بقيامة المرافق العامة.
إن السنوات القليلة الماضية شهدت تطورا سريعا على كل المستويات :
أولا- في الزراعة: ترجمت توجيهات دولة الرئيس بتحرير شتلة التبغ من سجن الاقطاع والوصايات السياسية والقهر والإذلال، فتم توزيع التراخيص على 25 الف عائلة، بعدما كانت لقلة لا تتجاوز 4% تملك أكثر من 90% من المساحات المرخصة. ونترك للتاريخ أن يسجل كيف تحولت شتلة التبغ الى حكاية الصمود والبقاء في منطقة أرادها العدو الاسرائيلي أرضا بلا شعب.
ثانيا- في الادارة: هيكلية حديثة خفضت عدد الأجراء من 4500 موظف الى ما دون الألف موظف. وسياسة مدروسة لبناء القدرات من خلال إنشاء مركز التدريب بالتعاون مع معهد باسل فليحان المالي واطلاق سياسة التحفيز كما ثقافة تقييم الاداء.
ثالثا- في الصناعة: بعدما كان السعي لتعزيز الصناعة الوطنية تهمة، اليوم تتبوأ صناعتنا الوطنية المرتبة الاولى من حيث المبيعات.
رابعا- في التجارة: عمل منظم ومتقن وسياسة جريئة في مكافحة التهريب من أفراد وشركات.
وكان نتيجة لهذا كله. إيرادات في قطاع التبغ بلغت في السنوات الخمس الأخيرة مليارين و666 مليون دولار بلغت حصة الخزينة 5ر75% في حين لم تبلغ هذه النسبة أكثر من 40% في فترة تولي الشركة الامتياز. هذه الأرقام كافية لتثبت أن العصر الذهبي للريجي هو اليوم وليس الأمس البعيد.
ولأن العمل يحتاج الى فريق لا يعيش مع هاجس القلق على المستقبل، كانت لدولتكم الرعاية الاولى لتثبيت العاملين، كما لتحسين أوضاعهم وتعزيز مكتسباتهم.
ولأننا نرى في التكامل مع القطاع الخاص مصدر غنى، نجحنا في الجمع ما بين قدرات القطاع الخاص في الأعمال المتممة كالنقل والمكننة وإدارة الاستشفاء وطورنا قدراتنا الذاتية في سائر المجالات الأخرى”.
وأضاف: “إنطلاقا من الحكمة الصوفية التي تقول (عند التمام يبدأ النقصان) فإننا اليوم، وفي مناسبة العيد الثمانين هديتنا لمجتمع الغد خطة غير مسبوقة للتنمية المستدامة نسعى من خلالها الى تلبية تطلعات المتعاملين معنا والارتقاء بنوعية حياتهم في الحاضر والمستقبل. هذا الحس بالمسؤولية ليس بالجديد على ادارتنا التي وضعت باكرا على خارطة التنمية المستدامة فكانت من اولى المرافق العامة التي وعت أهمية دورها في تنمية المجتمع المحلي وأنجزت الكثير على مستوى العاملين والمتعاملين معها.
وها نحن اليوم نضع الحجر الاساس لخطة طويلة الامد، قوامها تعزيز التنمية الاقتصادية وحماية البيئة ومكافحة التجارة الغير مشروعة وعمالة الاطفال وتحسين عيش العاملين والمزارعين والمجتمعات المحلية حيث نعمل، وإننا إذ نضع هذه الأهداف نصب أعيننا فإننا على ثقة بأننا سوف نتلمس نتائجها ونجني ثمارها معا خلال السنوات العشر المقبلة. كما ستكسبنا ميزة تنافسية وستعزز علاقتنا مع المجتمع وترفع قدرتنا على جذب المستثمرين، فرؤيتنا “أن نكون من رواد المؤسسات وشركات التبغ المستدامة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا”.
نحن اليوم نحول الريجي مؤسسة فاعلة اجتماعيا اقتصاديا وبيئيا، إن هذا المشروع لم يتبلور إلا من خلال تبني معالي وزير المالية الاستاذ علي حسن خليل للمشروع وآلياته التنفيذية ، له منا كل الشكر والتقدير” .
بري
واستهل بري كلمته بالقول: “أرى هنا “رؤية تنموية لغد أفضل”. غدا الجلسة ال 37 لانتخاب رئيس الجمهورية، فهل هناك رؤية تنموية لهذه القصة؟ الظاهر لا يوجد، لذلك الشخص عندما “ينكرز” (يغضب) الافضل له ان يتجه الى الدخان (التبغ).
لإدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية بشخص مديرها العام المهندس الناضج بالعطاء ناصيف سقلاوي ولمجلس الادارة والعاملين في الادارة موظفين ومياومين لمؤسسة الوطن والمواطن التي كانت تعبيرا عن القمع والاحتكار في عيدكم الثمانين في هذا اليوم اقول لكم:
كل عام وانتم بخير ومش عقبال المية عقبال الثلاثمئة”.
أضاف: “إنكم اليوم وبعد سنوات طويلة من النضال المطلبي والكفاح تدخلون من بوابة ادارتكم الى مشروع: “خطة التنمية المستدامة الخاصة بادارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية وهو مشروع تستحق الادارة عليه التنويه والتقدير لأنها استطاعت منذ ما قبل ذلك اثبات ان الدولة ليست ادارة خاسرة للموارد بل ادارة مربحة وقطاع التبغ يمثل انموذجا” في تحقيق ارباح عكس ادارات اخرى من المفترض ان لا تخسر فكيف يخسر شريك المياه وشريك الضوء والى متى التحجج بالعجز عن الجباية(…)”.
إنني لذلك كله أبارك لكم إطلاق هذه الخطة(…)”.
ثم إننا نعبر من بوابة هذه المناسبة الى الوقائع الضاغطة على لبنان والتي يمكن ان نطلق الحلول لها، بل يمكنها أن تجد طريقها الدستوري بمجرد ان يعبر لبنان فقط موضوع واحد الاستحقاق الوطني المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية. لبنان افضل بقعة في منطقة الشرق الاوسط وفي المنطقة العربية ، قد لا ابالغ في ذلك. الكوب ليس فقط النصف الفارغ، لا.
لبنان فيه كفاءات اقتصادية الآن تضاهي اكثر بلدان العالم. لبنان الآن من الناحية الامنية يتجاوز رصيده الامني ليس فقط العالم العربي بل اكثر من ذلك الشرق الاوسط، ولا ابالغ ايضا القسم الاكبر من اوروبا، واعزي بلجيكا التي سقط فيها اليوم 23 شهيدا حتى الآن. كل يوم حادث حتى في اوروبا .
الحمدلله رب العالمين بفضل حوارنا وتماسكنا ووحدتنا، وبفضل ايضا جيشنا وامننا مع العلم ان الذي يتحمله لبنان وهذا واجب، حتى في اوروبا لم يحصل حتى في التاريخ في كل التاريخ لم اقرأ ولم اعرف ولم اسمع ان شعبا سكانه الآن حوالي اربعة ملايين نسمة يتحمل حوالي مليوني نسمة من اخوة سوريين وفلسطينيين ، ويقوم بكل الواجبات .
اي بلد اوروبي عدد سكانه يتجاوز الملايين يشكو من 30 او 40 او مئة الف نازح. في الاتحاد الاوروبي وفي البرلمان اللاوروبي منذ اقل من شهر سئلت عن هذا الموضوع من اشخاص يتذمرون من وجود بعض اللاجئين السوريين هناك، فقلت ان مساحة اوروبا السكانية قياسا على ما لديكم الآن في اوروبا فان عدد اللاجئين هو ال 0.11 بالمئة من عدد سكان اوروبا كلها ومع ذلك انتم تشكون ، نحن هنا في لبنان نتحمل ما يوازي 50 بالمئة من عدد السكان . هذا البلد المعجزة نحن لعلنا الوحيدين لا نعرف قيمته”.
وقال: “العرب يحبوننا أكثر مما نحب أنفسنا، والاوروبيون يحبوننا أكثر مما نحب انفسنا، وربنا يحبنا لكننا نحن لا نحب انفسنا، لان كل ما خلقه ربنا لنا كان من اروع ما يكون، هذا هو الواقع. مشكلتنا الآن هي انتخاب رئيس، كي تتفكك الامور ونخلص من عقدنا. بالرغم من ان الدستور لا يمنع الحكومة ان تعمل بكامل طاقاتها وكذلك المجلس بكامل طاقاته، دعكم من الاجتهادات “الخنفشارية” التي نسمعها. نحن لدينا صناعة وطنية في ديمقراطيتنا، وعندنا 18 طائفة وعليك ان تراعي الحساسيات، لذلك لا نستطيع ان نقوم بكل العمل حتى لو كان قانونيا. حلحلة هذه الامور تتوقف على انتخابات رئيس الجمهورية.
ثم اننا نعبر من بوابة هذه المناسبة الى الوقائع الضاغطة على لبنان والتي يمكننا ان نطلق الحلول لها بل يمكن لها ان تجد طريقها الدستوري بمجرد عبور لبنان للاستحقاق الوطني المتمثل بإنتخابات رئيس الجمهورية وعدم الاستمرار في لعبة الغميضة الجارية او بالاحرى لعبة اعماء لبنان ونحن ننشد من خلفه “انا اعمى ما بشوف انا ضراب سيوف”، ذلك لأن تغييب رأس الدولة امر يسحب نفسه كما لاحظنا وكما قلت للتو في تعطيل التشريع وتقييد ايدي مجلس الوزراء اي بصراحة تعليق عمل الدولة على انتخاب رئيس الجمهورية وكما قلت في بلجيكا هذا الاستحقاق يجب ان يكون قريبا وهو ثمرة نضجت واخشى من سقوطها”.
إن سلام لبنان وعبوره الى الدولة لا يمكن ان يتحقق الا خارج التحالفات والخطوط ولا يمكن ان نلمس مصلحة لبنان المقيم والمغترب كضرورة لبنانية وعربية واسلامية ومسيحية ودولية الا خارج الاصطفافات ولعبة شد الحبال الجارية حاليا” في اكثر من مكان.
اضاف “ان لبنان الذي كسب اعجاب العالم بمقاومته والذي صمد وهزم آله الحرب الاسرائيلي صيف عام 2006 لا يمكن له ان يفرط بهذه المقاومة او ان يتنازل عنها طالما اسرائيل لا تزال في ارضنا ولا تزال اطماعها ولا يتنازل عن دورها وسلاحها وكذلك سيادته ولا ان يقبل التهديدات لحدوده الشرقية والشمالية كما الجنوبية كما لن يقبل بتهديد حدوده البحرية الغربية.
ان لبنان ومن اجل ضمان سلمه الاهلي ولوضع حد للاطماع الاسرائيلية والخلاص من واقع ازمته السياسية يرى ان المخرج الرئيسي للفكاك مما هو فيه حاليا هو حواره الوطني على خلفية استعادة العلاقة السعودية الايرانية لايجابيتها وبناء الثقة بهذه العلاقة رغم كل ما اسمع.
ان استعادة زخم هذه العلاقة بين السعودية وايران يمثل ضرورة اسلامية وعربية ويمثل ضرورة لبنانية وكذلك سورية وعراقية ويمنية وبحرانية والى آخر المشوار ولا بد من وقف التحديات ووقف التوترات السائدة نظرا الى ما لها من انعكاسات مرة على شعوب المنطقة”.
وأضاف بري: “إننا إذ نؤكد ترحيبنا بانخفاض مستوى العنف في سوريا وتأييدنا لوقف اطلاق النار والعودة الى طاولة المفاوضات، نرى اليوم كما منذ اليوم الاول لاحداث اليمن ان الضرورات تقضي بالسير الى الحل السياسي والتفاهم بين المكونات السياسية.
اننا نرى ان استمرار الحرب على الارهاب وعلى دولته في سوريا والعراق امر يستدعي جهدا” امميا” مشتركا” وربما غرفة عمليات دولية يترافق تنظيمها للحرب مع تجفيف مصادر الارهاب ووقف ضخ السلاح والمسلحين عبر الحدود”.
التعليقات مغلقة.