سلسلة بشرية رفضاً لـ مكب الموت في الكوستابرافا

 

“لا لمكب الموت… نعم للحياة” تحت هذا الشعار نزل أهالي الشويفات والقرى المجاروة وجمع من أبناء الضاحية بدعوة من”خلية الأزمة” التي كانت قد تأسست مع قرار إقامة مطمر في ال”كوستابرافا” وإعادة فتح مطمر الناعمة، الى المكان الذي سيُقام به المطمر على طريق الأوزاعي وحيث تجري الأعمال على قدم وساق من أجل إنشاء المطمر المزعوم، وشكلوا سلسلة بشرية على طول الخط الذي سيُحيط المطمر، يداً بيد في تحرك سلمي كانت خلية الأزمة قد إتخذته ضمن التحركات التي ستتوالى رفضاً لإقامة المطمر على شاطىء الشويفات.

وشارك في الإعتصام ناشطون بيئيون وجمعيات أهلية وبيئية ومخاتير ونساء وأطفال. ورفع المعتصمون لافتة كبيرة:” هذه التلال المجبولة بدماء الشهداء، إذا إنبطحت أمام هذا العفريت الأسود حتماً لن تقبل بسمومه في أحشائها”. فيما رفع الأولاد لافتات كُتب عليها:” أنا من الشويفات سموم المكب ستقتلني”.

وقال عصام سليم أحد المشاركين:” نقف هنا اليوم لنقول للحكومة وللجميع ولنعبر عن رفضنا الكامل للمكب الذي سيستحدثونه والذي سيوزع سمومه ويقتل الناس. في الوقت الذي يضحكون فيه على المواطنين بطرق جدا سخيفة.

بعد أن أوصلوا الناس الى أمر يعتقدونه واقعاً وهو أن النفايات أصبحت في الشوارع ويجب أن تُرفع بأي طريقة من الطرق. في الوقت الذي في حوزتهم أكثر من حل لمشكلة النفايات.

إلا أنه لا يهمه هم وقد تركوا الأمر لنا في وقت راحوا يوزعون سمومهم الفكرية والسياسية والمالية الى التحاصص حتى في الزيالة وفي النهاية يقتلوننا وأولادنا. الجميع ومن جميع المناطق يشارك اليوم في هذه السلسلة لنقول أن المشكلة ليست طائفية بل بيئية بإمتياز.

ولنقول أن ما يستحدثونه هنا ليس بمكب بل بمطمر عشوائي”.

وأكد سليم أن هناك مشاركون في السلسلة من الليلكي وبرج البراجنة وحي السلم وضواحي مدينة الشويفات.

وقال مشارك آخر:” (…) الشويفات رُكن من أركان هذا الوطن وهي الشريان الحقيقي لعروس الشرق، بيروت. أقول للرئيس تمام سلام بأن الشويفات لا يمكن أن تحتضن غرام من الزبالة لأنها تحتضن أجسادنا وقلبها يتسع لكل المذاهب والطوائف والأحزاب، لكن فليسامحهم الله يكيفينا سموم، وأعد الذئيس سلام أننا سنراقب حتّى البحصة في هذا المكان لأننا لن نسمح بالصفقات بأن تمر من دون رقابة”.

وقال آخر:” هناك رفض قاطع للمطمر. الشويفات هي بوابة الجبل وهي مدخل العاصمة بيروت. ونحن كأبناء الشويفات والجوار إمتداداً من الأوزاعي الى المريجة الى حي السلم فبرج البراجنة، دير قوبل وبشامون وعرمون. إن كامل هذا المحيط يرفض هذا المطمر. لن نراقب البحص ولا غير البحص نحن نرفض هذا المطمر رفضاً قاطعاً. هذا مطمر السموم الذي سيقتل أهلنا”.

وقال الناشط أنور ياسين:” إن لمعيب إضافي لما تقوم به الحكومة بأن هذه الجبال وهذا التراب في هذا المكان، جُبلت بدماء الشهداء الذين سقطوا بعدوان تموز على لبنان، وبالتالي من المُعيب أن يُطمر في هذه الرمال نفايات. إن هذه السلطة التي تُريد فرض الأمر الواقع على الشعب، على الشعب أن يتحرك ضدها، ليس فقط في موضوع النفايات بل في العديد من القضايا.

فقد وضعوا المواطنين أمام معادلة إما أن تأكلكم النفايات او أن نتحاصص ملايين الدولارات وأن تتحول هذه البقعة التي كانت من أروع بقاع لبنان الى مطمر ومكب للنفايات. هذا مرفوض وعلى الشعب اللبناني أن يتحرك ضد هذه السلطة”.

وقال الناشط عماد القاضي:” هذه المنطقة مصنفو سياحية الى جانب منطقة الآثارات القريبة منها وإنها لا تصلح لمطمر أو مكب للنفايات أو لتلك الجريمة البيئية. مدينة الشويفات أصبحت مدينة منكوبة بيئياً إمتداداً من نهر الغدير الى مركز المعالجة في العمروسية الى هذه البقعة ولمركز معالجة جديد بالإضافة لفكرة وجود محرقة.

إني أطمئن الجميع وأوجه رسالة الى الحكومة اللبنانية بالتحديد أنه مثل ما وضعنا اليوم يدنا بيد بعض لرفض هذا المطمر سنرفضه بالأطر القانونية وضمن تطبيق المعادلات الدولية وسينكسر بهذه الطريقة، أي بتطبيق معاهدة دولية”.

واشار القاضي الى أن “هناك تزوير بقرار الحكومة الذي إستند الى طلب من بلدية الشويفات بإقامة هذا المطمر، إلا أن هذا الطلب غير موجود ومزوّر ولذلك سينكسر قرار الحكومة بالقانون وعلى الأرض”.

الإعتصام عند الكوستابرافا إستمر زهاء الساعة، في وقت ظهر على بعض مواقع التواصل الإجتماعي إستنكار من سكان الكوسترابرافا في إسبانيا لإستعمال إسم الكوستابرافا كمطمر للنفايات.

التعليقات مغلقة.