انفراجات لبنانية قريباً والتسوية السورية قبل الانتخابات الأميركية

 

تقارب أوساط قريبة من “8 آذار” بإيجابية مسار التطورات في سوريا، وتبدي ثقتها الكاملة بأن هذا البلد، مهما حدث، سيحافظ على وحدته.

وتنطلق الاوساط من زاويتي الانسحاب الروسي الجزئي والهدنة المعلنة، وتشير الى أن “هناك تحركاً جدياً نحو تسوية سورية، والانسحاب الروسي هو انسحاب جزئي في جانب منه إعلامي”. وتقول انه “عندما أسقط الأتراك الطائرة الروسية، دفعت موسكو بكمية ضخمة من المعدات المتطورة جدا تحسبا لإمكانية حصول مواجهة مع أنقرة، إضافة الى المعدات التي سبق أن أرسلت لمواجهة جبهة النصرة وتنظيم داعش وأمثالهما من التنظيمات التكفيرية الارهابية، وبغرض دعم النظام السوري الذي تمكن جراء هذا الدعم من استعادة زمام المبادرة مجددا”.

وتوضح ان “الجيش العربي السوري حصل على تسليح مجاني لم يحصل عليه في السنوات الخمس الاخيرة، اذ ان ايران عرضت في السابق على روسيا تحمل الاعباء المالية كاملة مقابل تسليح الجيش السوري، وكان الروس يرفضون ويبررون انهم ينتظرون الى اين ستذهب المعركة”.

وتشير الأوساط إلى انه تم تجهيز الجيش السوري بأسلحة ومعدات وتقنيات جديدة مجانا بعدما اصبح الروس موجودين على الارض، بحيث تم تدريب الجيش السوري على المعدات الحديثة، كما أعيد تحديث الطيران السوري الذي يمكن القول انه ولد من جديد بعدما كان يقصف البراميل المتفجرة ويفتقد الطيران الليلي، فأصبحت لديه طائرات بتقنيات تتيح له تنفيذ مهمات قتالية ليلية مع احدث الصواريخ الذكية.

تقول الاوساط ان الاشتباك مع الأتراك دفع الروس الى استقدام معدات إضافية الى سوريا، كون تركيا دولة اقليمية كبرى، ولكن تبين بعد فترة ان قاعدتي طرطوس وحميميم تحولتا الى مخزن سلاح ضخم لا يحتاجه الروس في حربهم ضد الارهاب ويكبدهم أموالا فأخذوا القرار بسحب الفائض، وأبلغوا الرئيس بشار الاسد بقرار سحب المعدات الاضافية وهو أبلغ الايرانيين و”حزب الله” قبل عشرة ايام من سحب القوة الإضافية.

وتشير الاوساط إلى ان “الانسحاب جزئي لقوات إضافية لا للقوات الحقيقية، بدليل ما يحصل في تدمر، اذ ان الطيران الروسي هو الذي يقوم بالتغطية الجوية وتنفيذ الغارات”. كما تلفت الانتباه الى ان الجانب الايراني و«حزب الله» لم يكونا متحمسين لعملية تحرير تدمر في لجنة التنسيق العسكرية لأنها مدينة وسط الصحراء وليست مفيدة الآن، ويمكن ان تترك وتسقط كالثمرة الناضجة وحدها، لكن موسكو أصرّت على استعادتها، في رسالة الى العالم انها مستمرة في المعركة ضد الارهاب.

أما في ما يتعلق بالهدنة فتكشف الاوساط انها كانت موضع خلاف بين الروس والسوريين وبين الروس والايرانيين، “خاصة انها حصلت بعد التقدم والاندفاعة في شمال حلب حيث اصبحت داعش والنصرة وكل الفصائل الاخرى في حالة انهيار”.

أمسك بوتين بورقة الهدنة وقال للجانب الأميركي: كنتم تبحــثون مع الموفــد الــدولي ستيفان دي ميستورا عن هدنــة في حمص أو حلب، أنا سآتي لكم بهــدنة في كل سوريا. وتبين أن الهدنة جدية، “ويكفي مــثالا ان حركة أحرار الشام قد خرقــت الهــدنة في الزبداني فسارعت الى الاتصال بغــرفة العمليات وقــدمت اعتذارا وتعهدت بعدم تكرار الخرق”.

تعتبر الاوساط ان “هذا القرار الدولي بالهدنة، يفتح الباب في السياسة على المفاوضات، وروسيا تريد الوصول بالمفاوضات الى نتيجة نهائية قبل نهاية عهد الرئيس الاميركي الحالي باراك اوباما، والأخير سيكسب جراء ذلك انه أوجد حلّا للازمة السورية في عهده الرئاسي، كما ان الروسي يريد الحل بعدما حقق أهدافه وثبّت قواعده، لا بل زادها في المياه الدافئة، كما حقق توازنا دوليا من دون الدخول في الاستنزاف”.

أين نحن اليوم من الحل السوري؟

الوقائع تشير إلى أن الأمور هي ضمن سقفين :

ـ الشعب هو من يختار قيادته وبالتالي يحدد مصيره ومستقبله.

ـ التمسك بوحدة التراب السوري.

أما كل كلام عن فدرالية وتقسيم فهو ليس صحيحا ولا مكان له في الحل السوري، وبالتالي لا خوف من انعكاسات سلبية إضافية على لبنان انما انفراجات يمكن ان تبدأ بالظهور قريباً.

التعليقات مغلقة.