بدأ السباق الانتخابي البلدي في بيروت يأخذ طابعه الجدي، خصوصاً بعد تبني “تيار المستقبل” ترشيح المهندس جمال عيتاني لرئاسة المجلس البلدي، وفق ما أكده رسمياً الأمين العام المساعد لشؤون الفاعليات التمثيلية في “المستقبل” صالح فروخ لـ”النهار”، ومن المرجح أن تكون أسماء أعضاء البلدية التي يدعمها التيار قد حسمت خلال الساعات الـ 24 المقبلة.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها “النهار”، لا تزال القوى السياسية المسيحية في مرحلة التواصل ومناقشة موضوع الحصص والأسماء، في ظل رضى مسيحي على اسم عيتاني. وفي هذا السياق، يقول وزير السياحة ميشال فرعون لـ”النهار”: “نحن أيضاً كنّا نفكر باسم جمال عيتاني كرئيس بلدية، ونرى أنه رجل لديه خبرة في مجلس الانماء والاعمار والشأن العام والخاص ومهندس، ونحن ايجابيون حيال هذا الاسم”. يشار إلى أن عيتاني شغل منصب رئيس مجلس الإنماء والإعمار في العامين 2002 و2004 فيما هو اليوم المدير العام لشركة “سوليدير”.
ويبدو أن “التيار الوطني الحر” ليس الوحيد الراغب في الحضور في المجلس البلدي، إذ كشفت مصادر مطلعة لـ”النهار” أن الثنائي الشيعي يبذل جهده لتقديم مقعد لصالح “حزب الله”، وأن الرئيس نبيه بري يتواصل مع “المستقبل” في هذا الموضوع، لكن الأخير حتى الساعة ليس متحمساً لهذا الطرح. ووفق الصيغة الحالية للمجلس، فإن للشيعة ثلاثة مقاعد: مقعداً لـ”حركة أمل”، مقعداً يسميه “تيار المستقبل” وثالثاً للعائلات الشيعية البيروتية أو عائلة بيضون. وفي حال دخل “حزب الله” على الخط فيكون بذلك قد تم تطيير مقعد العائلات الشيعية البيروتية، وتسأل المصادر: “هل يوافق المستقبل على مقعد لحزب الله في بيروت؟”.
سؤال طرحناه على فروخ فأجاب ان “هذا الموضوع لا يزال في طور النقاش مع الرئيس بري ولا معلومات بعد في شأنه”، وتابع حديثه عن دعم عيتاني بالقول “هو مهندس ولديه خبرة وعمل في الشأن التنموي وتطوير المرافق العامة، كما انه عملي ويتعاطى مع الناس ويحب العمل الجماعي لا التفرّد بالقرارات”.
هل نقول وداعاً للرئيس الحالي بلال حمد؟ يجيب: “الحكم تداول والدكتور بلال قضى قسطه وخدم وكان رئيس مجلس طوال 6 سنوات، واليوم هناك فترة جديدة والتغيير مفيد، وبالتأكيد سيبقى في التيار لأنه في صلب صفوفه”.
كوادر
أما في شأن أسماء أعضاء البلدية، فيكشف فروخ عن أن “الأمور باتت منتهية بنسبة 90%”، مشدداً على أن “بيروت يجب ان تمثل الجميع”، نافياً أن يكون “المستقبل” قد دفع أياً من قيادييه أو كوادره إلى المجلس البلدي، ويوضح: “لم تشهد أي جولة انتخابات أن يأتي المستقبل بأشخاص من التيار مباشرة، بل من العائلات البيروتية. ففي المجلس الماضي كان بلال حمد فقط محسوباً على المستقبل أما الأعضاء فكانوا من العائلات الذين نهتم بهم كاتحاد العائلات البيروتية، المؤسسات الاجتماعية، خريجي المقاصد، جمعية المقاصد، وبهؤلاء تكبر البلدية لأنها تمثل كل أهلها”.
ويتابع ان “بلدية بيروت واحدة وسيعمل فيها السني لصالح الأشرفية وغيرها مثلما سيعمل الماروني لأجل طريق الجديدة، وعند دخول ممثلي التيار الوطني الحر إلى المجلس يصبحون بالنسبة الينا بيروتيين ويمثلون العاصمة ويعملون من أجلها وهكذا كان يفكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
ووفق المعلومات، فإن أحد المقاعد السنية سيتم تسمية مرشحه بالتنسيق بين المهندس فؤاد مخزومي و”المستقبل”، وقد يرسو الاسم على عضو الهيئة العام للمؤسسة هدى قصقص مقعد مخزومي.
وفي هذا الشأن، يقول فروخ: “ليس هناك من أمر محسوم لكن في شكل عام ما نعرفه عن السيدة قصقص أنها ناشطة اجتماعية ودرست في الجامعة الاميركية واختصاصها في المعلوماتية وبالتالي كانت في المجلس، ويمكنها أن تساهم في موضوع الداتا وتطوير المعلوماتية وموقع البلدية، فنحن لا ننظر إلى الأسماء على أنها مرشحة من جهة معينة بل على كفايتها”، ويضيف ان “العاصمة تستحق من أبنائها جهداً لأنها تعاني وتحتاج إلى أشخاص من أهلها يعملون لها”.
وبالعودة إلى المناقشات على المقاعد والأسماء المسيحية، يشدد الوزير فرعون على أن “الأمور تسير في شكل طبيعي، ومن الطبيعي أن نشهد مراحل توافق ونقاش أو محطات فيها عراقيل بسيطة، ولا يمكن القول أن هناك معركة عادية بل تواصل ومحاولة للتوافق على الأقل في الحد الأدنى”، ويضيف: “بالنسبة إلى توزيع المقاعد فإن الأمور لا تجري بمناقشة العدد بل نهتم بالعمل على مرشحين يتم التوافق عليهم من طرفين، وآخرين يكونون أقرب لجهة معينة وليسوا منخرطين حزبياً في شكل عمودي”.
ووفق المعلومات، فإن القوى المسيحية تسير في طريق تفاهمات ايجابية وأن التنسيق والتواصل مستمران لكنها لم تصل حتى اليوم إلى نتيجة في شأن الحصص والأسماء، وتؤكد المصادر أن “النقاش لا يزال في موضوع الحصص ويليها موضوع الأسماء”، مشيرة إلى “عدم وجود نقص بالأسماء، فالكفايات كثيرة وليس هناك من مؤشر لأي تصعيد بين المسيحيين أو صعوبات ولا تزال ضمن إطار التفاهمات”.
محمد نمر
التعليقات مغلقة.