هكذا هدد المشايخ وليد جنبلاط

كثيرة هي الملفات التي تؤرق بيك المختارة هذه الايام. فلا “كف” الانتخابات البلدية بتداعياتها الحزبية والشعبية تم هضمها، ولا معركة العماد عون نجحت في اراحته من “كابوس” وصول العسكر الى بعبدا، فيما توريث الزعامة لتيمور متعثر لالف سبب وسبب، ليضاف الى “حصان طروادة الجاهلية”، رعب من مجموعة مشايخ نجحت في اختراق القواعد الدرزية والاشتراكية بشكل واسع.

فقد ايقظت وفاة احد الشبان منذ ايام وما رافق الجنازة من اطلاق نار كثيف ومشاركة غير “طبيعية” لمسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي، المخاوف في الجبل مما يحاك في الخفاء، خصوصا ان اسباب الوفاة التي بقيت مدار اخذ ورد لايام، قبل ان تحسمها التقارير بانها ناتجة عن اصابة برصاصة من سلاح متوسط عيار 14,3، اعادت فتح ملف التدريبات العسكرية وعمليات التسلح التي تشهدها اكثر من منطقة لبناني، تحت شعار الامن الذاتي “لما يدق الخطر عا الابواب”.

غير ان اخطر ما سجلته الجنازة تمثل في تلاوة رسالة تعزية موجهة باسم دروز اسرائيل مزيلة بتوقيع شخص معروف بالعلاقة التي تربطه باحد الفنانين اللبنانيين، الذي تدور الشبهات حول وقوفه وراء عمليات تمويل لمخيمات تدريب ترعاها مجموعة من المشايخ.

امام هذا الواقع كان لا بد لوليد جنبلاط ان يتحرك، فلا “الجنازة العسكرية” بمشاركة مسؤولين عسكريين وامنيين من حزبه، ولا تلاوة الرسالة “الاسرائيلية” يمكن السكوت عن خطورتهما وما قد تفتحه من ابواب جهنم على الطائفة، اذ لا قدرة على تحمل تبعات ذلك بحسب المختارة، ما دفع بالبيك الى توجيه توبيخ لمسؤولي حزبه وانذارهم بانه سيبلغ فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي بالامر ليفتح تحقيقا بتفاصيل ما جرى.

غير ان السفن الجنبلاطية لم تجر وفقا لرياح المشايخ الذين ابلغوا البيك بوضوح بان قيام اي جهاز امني باعتقال اي شخص سيؤدي الى اشتباك في الشارع ولن يسكت عنه. ما دفع برئيس الاشتراكي الى الرضوخ والقبول بالامر الواقع.

واقع تفيد معطياته بان مجموعة من المشايخ، تقف الى يمين الداعي عمار، بدأت منذ مدة بتدريب مجموعات من الشباب الدرزي تخطى عددها ال 12 مجموعة على السلاح الخفيف المتوسط والثقيل وسط دعوات لاقت رواجا في الوسط الدرزي عن ضرورة التسلح لحماية النفس “اذ من الافضل الموت بكرامة من الموت بذل”، في ظل عجز مؤسسات الدولة عن تامين تلك الحماية.

واذا كانت تلك العمليات قد تمت “بقبة باط” جنبلاطية سابقا دون ان يكون للحزب علاقة تنظيمية مباشرة بالامر، رغم مشاركة عدد من كوادره العسكرية والامنية المعروفة في التدريبات، يبقى الاخطر في المستوى التنظيمي ودرجة التسلح الذي بلغته تلك المجموعات، فضلا عن نظام اتصالات يربطها بمجموعات درزية داخل اسرائيل وسوريا من بين وسائطه وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات على واتساب، قادرة على رصد تفاصيل ما يجري في سوريا لحظة بلحظة.

امور لم تقف عند هذا الحد، اذ تكشف المعلومات ان مجموعة من المشايخ القيمون على مقام الشيخ عبد الله الشهير في الشحار الغربي يقدمون دروسا دينية “متطرفة” بلغ عدد المنتسبين اليها حتى الساعة حوالي اربعة آلاف شاب درزي، معبؤون فكريا ودينيا، الى حدود عنصرية، تدفعهم الى الاعتداء على اي شخص يشتبه بانه غير درزي بالضرب المبرح وهو ما حصل اكثر من مرة.

لعقود اعتبر الكثيرون ان البيت الجنبلاطي هو الآمر الناهي درزيا، الا ان العالمون بشؤون الطائفة وادارتها يشيرون الى ان مركز القرار الفعلي لطالما كان حكرا على مجموعة من المشايخ الذين لم تستطع المختارة في يوم من الايام السير بعكس ارادتهم او توجههم، رغم العطف الكبير الذي حازت عليه وليس آخره ما يحصل هذه الايام بعد التسريبات الامنية المشبوهة الاهداف عن تحضير “داعش” لاغتيال وليد جنبلاط والتي اعادت الالتفاف حوله بعدما كاد يسحب البساط من تحت قدميه.

التعليقات مغلقة.