مخطّط كسر بطرس حرب في البترون

لا زالت أصداء ما أعلنه النائب أنطوان زهرا من مجلس النواب الأربعاء الماضي، عن نيته عدم الترشح إلى الانتخابات النيابية عن المقعد الماروني في البترون الشمالية، تتردد في كواليس التحالفات الانتخابية، ويتردد حولها الأسباب المعلنة والغير معلنة لهذه الخطوة التي رأى البعض في إعلانها توقيتا غير مناسب ينم عن تمظهر الخلافات بين نائبي التحالف المسيحي الجديد “القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر” في الذكرى السنوية لـ”تفاهم معراب”.

إلا أنه في الحقيقة عدم ترشّح زهرا للانتخابات المقبلة أمر متفق عليه بين الثنائية المسيحية (القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر)، فرضته مقتضيات المعركة الانتخابية في قضاء البترون، وبالتالي يرسم أعظم تجليات التفاهم المسيحي – المسيحي الذي يثابر على كسر شوكة كل من لم يدخل ببيعة الثنائية المسيحية الجديدة.

تتوزع أصوات البترونيين التي تُرشح مقعدين نيابيين، على ثلاث مناطق جغرافية، وهي الجرد الذي عادة ما تصب أصواته لصالح الوزير السابق بطرس حرب، والوسط الذي تصب أصواته لصالح النائب أنطوان زهرا، والساحل الذي تصب أصواته لصالح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

وتشير معلومات إلى أن تحالف القوات – التيار في البترون وإن خاض المعركة مع باسيل وزهرا سينجح، ولكن أرقام الأصوات التي سيحصل عليها حرب ستكون “محرجة” للتحالف الذي يضع “نوايا الإلغاء نصب عينيه”.

ولذلك كان تنازل زهرا عن ترشحه للانتخابات النيابية، على اعتبار أن باسيل ليس بوارد التنازل، لا سيما وأن على رئيس التيار الوطني الحر غسل “عار خسارته” في مسقط رأسه البترون ضد حرب والقوات في الانتخابات النيابية السابقة.

أمرا واقعا تفرضه الاستراتيجية الدفاعية، التي عزّزت أوراقها بترشيح وليد حرب عن القوات اللبنانية في منطقة جرد البترون، أمر فسّر على أنه الغاية من خلفه إضعاف قوة الوزير السابق بطرس حرب، وبالتالي اللعب في ميزان القوى في الجرد، وتعزيز الأصوات التي ستصب في كفة الثنائي المسيحي، لا سيما وأن أصوات الوسط ستذهب تلقائيا في هذه الحالة للائحة التحالف القواتي – العوني، والخلاصة هنا هي إخراج “الوزير حرب” خاسراً في الإنتخابات وإلغاؤه من اللعبة السياسية التي فرض نفسها فيها لأعوام طويلة كحالة خاصة من خارج إصطفاف الأحزاب.

ويصف المتابعون هذه الخطة بأنها لعبة لكسر حرب في البترون والسيطرة على الساحة المسيحية التي يبدو بأن الثنائي الجديد يريد أن يختصرها بتحالفه.

التعليقات مغلقة.