رنده بري : قيامة لبنان تستدعي بناء حضورنا بوسائل تجعل حياتنا معقولة

الألعاب الرياضية لذوي الحاجات الخاصة:


انطلقت الالعاب الرياضية بين الفرق اللبنانية لذوي الحاجات الخاصة وطلاب مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية في مجمع فؤاد شهاب الرياضي – جونيه.

تضمنت العاب كرة هدف، كرة طاولة وكرة سلة كراسي، برعاية رئيسة اللجنة البارالمبية اللبنانية رنده عاصي بري وحضورها ونجيب القاعي ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، العميد عمر العاكوم ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الرائد رولان ابي عاد ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المقدم ريمون بو معشر ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، قائمقام كسروان بالانابة جوزف منصور، أعضاء المجلس البلدي لمدينة جونيه، رئيسة مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية الاخت ريتا خيرالله، رئيس دائرة الرياضة في وزارة الشباب والرياضة محمد عويدات، عضو اللجنة الاولمبية اللبنانية رلى عاصي، نائب رئيس اتحاد كشاف لبنان حسين عجمي والمفوض العام للاتحاد جورج نيسي، وفد من “كشافة الرسالة الاسلامية”، رئيس مجمع شهاب الرياضي المهندس اسبر زوين، وحشد من المهمتين.

مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية
النشيد الوطني فكلمة ترحيب من عريفة الاحتفال علا بو عبدو التي القت كلمة مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية جاء فيها: “هذا اليوم العالمي هو مناسبة للعيش وطلابنا القيم الروحية والاجتماعية التي تدخل في صلب رسالتنا رسالة العائلة المقدسة، فنحن نصبو الى تربية تجعل من طلابنا مواطنين يحترمون وطنهم، ويقبلون على المجتمع مهيئين ليربحوا أشرس المعارك في حياتهم اليومية، ومستعدين، في الوقت نفسه، ليعيشوا نكسة الخسارة بلا انكسار اذا ما بلتهم الحياة بالخسائر، ولان مدرستنا تؤمن بأن الرياضة لا تدرب الجسد فحسب بل تصنع انسانية الانسان ولأنها تؤمن بالانسان كان هذا اللقاء”.

وأضافت : “لقاؤنا اذا تأكيد لايماننا بالانسان وبقدرته على تخطي كل العوائق ليصل الى الهدف المنشود متى اراد.

لقاؤنا وفاء لتعاليم القديسة اميلي دو رودا مؤسسة جمعية العائلة المقدسة الفرنسية التي تدعونا الى ان نحب بمجانية المحبة، وها نحن اليوم نحتفل بمرور 200 عام على تأسيس الجمعية ونردد مع مؤسستها: المحبة لا تعرف معنى كلمة اكتفيت”. وعلى مثالها نمشي عكس التيار ونعيش البساطة في مجتمع البهرجة الفارغة ونعنى بالجوهر في زمن يقدس القشور”.

وتابعت: “ليست هذه هي المرة الاولى التي تنظم فيها مدرستنا نشاطا ثقافيا اجتماعيا بهذا الحجم، لكن هذا اللقاء سيكون محطة مميزة تنطبع في ذاكرة مسيرتنا التربوية التي تحتفل اليوم بمئويتها الثانية وما يجعل هذا اللقاء مميزا هو اننا نلعب الى جانب شبان منحونا شرف مشاركتهم اللعبة وسمحوا لنا بان نرتقي بضعفنا الى قوتهم فشكرا لكم ايها اللاعبون واهلا وسهلا بكم من جديد”.

بري
بدورها، ألقت راعية الاحتفال السيدة بري كلمة قالت فيها: “أعبر عن شكري الخاص لتشرفي برعاية هذا المهرجان الوطني الرياضي الانساني لأبنائنا الذين تخفق قلوبهم بمحبتنا في مناسبة اليوم العالمي للمعوق.

ان اللقاء اليوم مناسبة للحديث عن ثروة لبنان المتمثلة بانسانه الذي اقام امبراطورية بشرية على مساحة العالم، امبراطورية لا تغيب عنها الشمس، امبراطورية الحرف وليست امبراطورية حرب. فالانسان في لبنان الذي انطلق الى اصقاع العالم منذ ان عبر الشراع الاول من صور وصيدا وجبيل الحبر المتوسط الى بحار العالم حمل أبجدية اللغة الاولى حمل “الموريكس” وفكرة لبنان، وطرق ابواب العالم وهو يقيم اوطانا على مساحة جلد ثور وعلاقات انسانية على مساحة كلمة”.

واضافت: “اننا اليوم ومعنا ابناؤنا ذوو الحاجات الخاصة نحمل الى العالم رسالة محبتنا وعيشنا المشترك، في هذه القرية الكونية نحمل رسالتنا التي هي نقيض العنصرية التي تمثلها اسرائيل والارهاب العدواني الذي يقتل على الهوية ويغتال حق الحياة لرسالة لبنان التي تحمل تعايش الحضارات في مقابل صراع الحضارات الذي يأكل الاخضر واليابس على مساحة العالم وليس الشرق فحسب، بل ينتشر شرها الارهابي ليطاول أمم الارض جميعها”.

وتابعت: “أشكر ادارة هذا المجمع (مجمع فؤاد شهاب الرياضي) الذي نجتمع اليوم على ارضه، واتوجه بالشكر الخالص الى اسرة مدرسة العائلة المقدسة الفرنسية في جونيه التي تتشارك مع اللجنة البارالمبية اللبنانية في انشاء هذا المهرجان، ولا يفوتني ان اشكر الرياضيين واحدا واحدا والاندية الرياضية التي تضمهم. وانا اشكر دائما وسائل الاعلام التي تعطي وتغطي اليوم مساحة بشرية حولت، بالتعاون مع المختصين، الإعاقة الى طاقة وتنطلق لتثبت امكان توليد فرص العطاء والنهوض بالأعباء الوطنية والانتصار في معركة عبور الاستحقاقات الوطنية وفي الطليعة انتخاب رئيس للبلاد وفي استئناف الحياة التشريعية، والكف عن تعليق عمل السلطة التنفيذية”.

وقالت: “يجب ان نعترف بان نظام بلدنا والدولة وادوارها هي في حالة يائسة وتحتاج الى رعاية خاصة لعبور هذه المرحلة بالحوار وخفض سقف التوترات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا الامر يحتاج الى تعميق ثقافة الحوار والتوافق وخصوصا اننا نعيش في منطقة ملتهبة يأكل حريقها الاخضر واليابس”.

واضافت: “مما لا شك فيه اننا نعيش في لبنان حالة تقصير مستمر تجاه الوضع العام للمعوقين، فنحن بالكاد أنجزنا المسائل القانونية المتصلة بخصوصية اوضاعهم الحياتية ورعايتهم الصحية والاجتماعية وتربيتهم وتعليمهم، بمجرد الاشارة الى ما طبق وما لم يطبق من القانون 220/2000، أي قانون حقوق المعوقين، كاف لتبيان الحاجة الوطنية الى تطبيق ليس هذا القانون فحسب بل كل القوانين والانظمة وألا نستمر في وضعها على الرف او في الادراج ااو ان نسيء استخدامها او ان نتعسف في استخدامها”.

وتابعت: “ان الاعاقات السياسية في بلد يتجاوز دينه العام السبعين مليار دولار، تكاد تستحيل الى مشكلة دائمة يستحيل علاجها مع طغيان الانانيات والمصالح الفردية والفئوية، الا ان ذلك وبالعودة الى ذوي الحاجات الخاصة لا يخيفنا من التزام المراسيم التطبيقية للقوانين النافذة في ما يختص بالمعوقين والسعي الى استمرار عصرنتها وتحديثها وخصوصا اننا نعاني وقائع مرة تعوق استنهاض واقعنا. وتكفي الاشارة الى العجز الرسمي والوطني عن استنباط حلول جذرية لمشكلة النفايات”.

وقالت: “ان اللقاء مناسبة لتوجيه التحية الى اللجنة البارالمبية اللبنانية على عملها المستمر لتطبيق الشق المتعلق بالرياضة عبر نشرها على كامل الاراضي اللبنانية من خلال توجهها الى الابناء الطلاب من خلال برامجها ونشاطاتها العامة وخصوصا ان صناعة التربية في الشرق اصبحت صناعة لبنانية بامتياز في بلدنا الذي يفتخر بوجود اكثر من خمسين جامعة ومعهد للتعليم العالي تضخ سنويا الاف الطلاب باختصاصات مفتوحة يفوق سوق العمل استيعابهم مما يستدعي ارسال ابنائنا الى الخارج وهم يحملون دمغة صنع في لبنان”.

واضافت: “يحدوني الامل ان تكون جونبه المكان الاشد ضوءا على ساحلنا والتي تضج بالحياة ومدرسة العائلة المقدسة الفرنسية الانموذج في تعميم تجربة وطنية في مشاركة المعوق ودمجه في كل ما يصنع حياة المجتمع والدولة السياسي والاقتصادي والاجتماعي والرياضي، بالتشارك مع اللجنة البارالمبية وادوارها”.

وتابعت: “اننا جميعا في لبنان أضحينا من ذوي الحاجات الخاصة في منطقة تضغط فيها الجرائم على شرعة حقوق الانسان وخصوصا حق الحياة. كيف لا ونحن نرى ان ما يجري هو استحداث وسائل الموت واختراعها واعدامات جماعية وعمليات تهجير بل ارهاب تهجيري يطاول تجمعات بشرية ودينية موجودة منذ الرسالات الاولى”.

وقالت: “اننا نحتاج الى رعاية متشاركة، كل لحاجاته الخاصة، من اجل بناء حياتنا المشتركة في وطن يستدعي جعله انموذجا ليس لدول الشرق فحسب بل انموذجا عالميا”.

وختمت: “أعود الى توجيه الشكر على تشريفي برعاية احتفالكم هذا، والشكر موصول الى كل من ساهم الى جانب اللجنة البارالمبية واسرة هذه المدرسة في إنجاح هذا الاحتفال.

ان قيامة لبنان تستدعي ان نبني حضورنا بالوسائل التي تجعل من حياتنا معقولة ومقبولة ومتعاونة وملتزمة الاعراف والمواثيق والقوانين التي تراعي الخصوصيات وخصوصا خصوصيات ذوي الحاجات الخاصة في لبنان”.

ميداليات ودروع
وبعد الانتهاء من الالعاب الرياضية، وزعت بري الميداليات على اللاعبين الفائزين وسلمت الاعضاء المشاركين في الاحتفال الرياضي الدروع.

التعليقات مغلقة.