ودَّاع أليم لشهداء الجيش اللبناني وسط حداد وطني عام

ودَّع لبنان، اليوم الجمعة، شهداء الجيش اللبناني، في مآتم مهيبة، انتقلت فيها مواكب الجثامين باتجاه البلدات، كلٌّ إلى مسقط رأسه، حيث ووريوا الثرى.

تشييع الشهيد مصطفى علي وهبي

شيعت بلدة اللبوة في البقاع الشمالي إبنها الشهيد في الجيش اللبناني مصطفى علي وهبي، في حضور ممثلين أمنيين وحشد كبير من فاعليات وأهالي اللبوة والجوار تقدمهم ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد عبدالله مخول الذي ألقى كلمة قال فيها:

“إن ما شهده لبنان اليوم من أقصاه إلى أقصاه هو بمنزلة عرس وطني مؤثر جمع أركان الدولة والشعب والجيش لتكريم ووداع كوكبة من شهدائنا الأبطال من بينهم رفيقنا بالسلاح العريف أول الشهيد مصطفى وهبي بعد أن واجهوا الإرهاب المجرم بقسم أكبر من الحياة فعانوا ما عانوه من وحشيته وظلمات أوكاره وأفكاره حتى إستحالت قطرات دمائهم الطاهرة التي روت تراب الوطن عنوانا لإنتصار الحق على الباطل”.

وأضاف: “لقد أخطأ الإرهابيون القتلة حين ظنوا أن في إعتمادهم أساليب القتل الوحشية بحق جنودنا المخطوفين خلافا لتعاليم جميع الأديان السماوية ولشرعة حقوق الإنسان وللضمير الإنساني الفطري يستطيعون ترهيب الجيش واللبنانيين لأن هذا السلوك الهمجي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا قد زادنا عزما وإصرارا على محو هذه الظاهرة واقتلاع جذورها من أساسها، وها هو جيشنا اليوم برجاله البواسل الشجعان يحقق إنتصارا كاملا لا لبس فيه ضد تنظيم داعش الإرهابي في معركة فجر الجرود مستعيدا الحدود الشرقية إلى كنف السيادة الوطنية، وبهذا الإنتصار إنتصر كل لبنان وإرتاحت أرواح الشهداء في عليائها لأن دماءهم لم تذهب هدرا ولأن الجيش لم يتخل لحظة واحدة عن أمانتهم الغالية وعن القيم والمبادىء التي تمسكوا بها حتى الإستشهاد”.

وأردف: “لقد بذل العريف أول الشهيد البطل مصطفى حياته فداء لكل مواطن لبناني، ومن كان قريبا منه أو عرفه عن كثب أدرك عمق إخلاصه لرسالته وتفانيه في أداء واجبه المقدس، فبالنسبة إليه لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ومن ساحله إلى قمم جباله الشرقية هو بمثابة بيته وقريته ومنطقته والشعب اللبناني بأسره هو عائلته وطائفته، أما حدود تضحياته فهي حدود مساحة هذا الوطن الذي آمن به كل الإيمان ولا عجب في ذلك على الإطلاق لأنه سليل عائلة وطنية أصيلة يشهد لها ألجميع رسوخ إنتمائها الوطني وإرتباطها بالجيش سياج الوطن وعنوان مجده وكرامته”.

وتلا مخول نبذة عن حياة الشهيد مقدما التعازي بإسم وزير الدفاع يعقوب رياض الصراف وقائد الجيش كما منحه أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري وتنويه قائد الجيش، وبعد الصلاة ووري الشهيد وهبي في الثرى بجبانة البلدة.

تشييع الشهيد زيد المصري

شيعت بلدة حورتعلا العسكري الشهيد علي زيد المصري، بمأتم مهيب، شارك فيه العميد عطية حنا ممثلا وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، قائد الشرطة العسكرية العميد الركن ريمون عازار، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان آمر فصيلة درك طليا الرائد هشام نصر، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ايراهيم النقيب ابراهيم الجباوي، ممثل راعي أبرشية يعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال الأب اليان نصرالله، رؤساء بلديات ومخاتير، ممثلو أحزاب وفاعليات، وحشد من أبناء البلدة وجوارها.

وكان مشهدا مؤثراً حين احتضن ابن الشهيد نعش والده الذي لف بالعلم اللبناني.

وألقى العميد عطية حنا كلمة أكد فيها ان “الشهداء قد جمعوا اركان الدولة والشعب والجيش لتوديع كوكبة منهم، من بينهم رفيقنا العريف أول البطل علي زيد المصري، بعد ان واجهوا الارهابيين وعانوا ما عانوه من وحشيتهم وافكارهم، حتى استحالت قطرات دمائهم انتصارا للحق على الباطل”.

وأضاف: “اخفق الارهابيون القتلة حين ظنوا انهم باعتمادهم اساليب القتل الوحشية، خلافا للتعاليم السماوية وشرعة حقوق الانسان، يستطيعون ترهيب الجيش واللبنانيين بالسلوك الهمجي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا، فقد زاد ذلك اصرارنا وعزمنا على اقتلاع جذور الارهاب، وها هو جيشنا يحقق انتصارا كاملا ضد تنظيم داعش الارهابي في معركة فجر الجرود، مستعيدا الحدود الشرقية، وبهذا الانتصار انتصر كل لبنان وارتاحت ارواح الشهداء، لأن دمائهم لم تذهب هدرا، والجيش لم يتخل عن الامانة والمبادىء والقيم حتى الاستشهاد”.

وتابع: “لقد بذل علي المصري حياته فداء عن كل مواطن لبناني، ومن كان قريبا منه وعرفه عن قرب، ادرك عن كثب تفانيه لواجبه المقدس وللبنان. وكان وطنه بمثابة بيته وقريته ومنطقته، والشعب اللبناني بأسره هو عائلته وطائفته وابناء جلدته، اما حدود تضحيته فهي مساحة الوطن الذي آمن به كل الايمان، وهو ابن عائلة وطنية اصيلة يشهد لها الجميع برسوخها وارتباطها بالجيش والوطن وعنوان مجده وكرامته”.

وتلا نبذة عن حياة الشهيد، ثم بدأت مراسم التشيي حيث أم الصلاة الشيخ عليى المصري.

والقى الشيخ محمد المصري كلمة اكد فيها على دور ابناء حورتعلا ب”احتضانهم للجيش والمؤسسة العسكرية”. وقال: “نراهن على رئيس الجمهورية ميشال عون وقائد الجيش جوزاف عون، ونقول قد بدأ عهد جديد اقتص من الدواعش الجبناء، ونطالب باستكمال مسيرة التوقيفات وبتحقيق عادل وشفاف”.

وبعدما ووري الشهيد في ثرى بلدته، وضعت أكاليل من الورود على قبره.

تشييع الشهيد محمد يوسف

لم تشيع بلدة مدوخا، شهيدها العريف محمد يوسف وحيدة، انما شاركتها الحزن والأسى القرى التي اخترقها موكب التشييع، في مسيرة دامت خمس ساعات من بيروت إلى بلدة الشهيد، حيث استوقف الموكب في المريجات وشتورا وبر الياس وعنجر ومجدل عنجر والصويري والمنارة وعيتا الفخار والبيرة وخربة روحا، وصولا الى مدوخا التي احتشد فيها أهالي البلدة وجمع غفير من ابناء راشيا والبقاع الغربي، يتقدمهم النائبان زياد القادري ووائل ابو فاعور، النائب السابق فيصل الداود، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد علي الحاج حسن، رجال دين من مختلف الطوائف، ممثلون عن الأحزاب، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

وبعد تقديم ثلة من الشرطة العسكرية التحية للنعش الذي حمل على أكف رفاق السلاح، بدأت مراسم التشييع بكلمة لعريف الاحتفال الزميل عاطف موسى، ثم كلمة رئيس بلدية مدوخا مروان ذبيان الذي اكد ان “مدوخا تفتخر بشهادة ابنها وهي على استعداد لتقديم القرابين على مذبح الوطن في وجه العدو الصهيوني والتكفيري”.

وكانت كلمة لمفتي البقاع الشيخ خليل الميس الذي قال “الشهيد يقدم أغلى ما يملك وهو على الأرض جندي وفي السماء شهيد”، مهنئا لبنان بأبطاله.

وألقى ممثل قائد الجيش العميد علي الحاج حسن كلمة عدد فيها مناقب ومزايا الشهيد، معتبرا ان “هذا اليوم المؤثر في حياتنا الوطنية، بمثابة عرس وطني، وشهداؤنا عنوان للتضحية القصوى”. وقال: “ان انتصار الجيش الحاسم على الجماعات الارهابية، بمثابة الرد القاطع والنهائي على كل من تسول له نفسه الاعتداء على جنوده. والجيش لا يفرط بتضحيات أبطاله، ولن يسمح بأي تطاول على سلامة الوطن وترابه وابنائه”.

ثم أقيمت الصلاة على رفات الشهيد، ووري في الثرى في مدافن العائلة.

تشييع الشهيد سيف ذبيان

تحول تشييع الشهيد العريف الاسير في الجيش اللبناني سيف حسن ذبيان (مواليد 1977) في بلدته مزرعة الشوف الى عرس وطني جامع، وأقيم له مأتم رسمي وعسكري وشعبي حاشد، وسط حداد عام لف المنطقة كلها، كانت قد دعت اليه المؤسسات والجمعيات، ورفعت الاعلام اللبنانية والصور واللافتات، التي تحيي شهداء الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية.

بدأ يوم التشييع مع توجه موكب الشهيد ذبيان من وزارة الدفاع الوطني، باتجاه بلدته مزرعة الشوف، وقد استوقفته على طريق الوصول محطات شعبية في عدد من قرى وبلدات المنطقة، التي ازدانت شوارعها بالاعلام والصور واللافتات.

ومع وصول الموكب الى مزرعة الشوف، كان في استقباله على المدخل الرئيسي امام النصب التذكاري، اهالي البلدة ومشايخها وفاعلياتها وابناء القرى المجاورة، حيث ساروا وجثمان الشهيد على الاكف إلى وسط البلدة ثم منزل الراحل ثم دار عائلة البعيني العام، ترافقهم ثلة من عناصر الجيش اللبناني ورفاق السلاح وحملة الاكاليل، وسط اطلاق الزغاريد ونثر الارز.

وحمل رفاق الشهيد جثمانه وامامه ولداه تامر وروي، وعزفت له فرقة من الجيش لحن الموتى ليدخل الى القاعة الداخلية للنسوة.

واقيمت في الباحة الخارجية مراسم التشييع، بمشاركة قيادات وفاعليات سياسية وعسكرية وحزبية ونقابية واجتماعية وهيئات مختلفة، وتقدم الحضور وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة ممثلا رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، ممثل وزير المهجرين طلال أرسلان أكرم مشرفية، العميد فيصل عساف ممثلا وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، الشيخ امين يحيى ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، النائبان ايلي عون وعلاء الدين ترو، قائد سرية درك بيت الدين العقيد حنا اللحام ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المقدم اريج قرضاب ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، النقيب عدنان البتديني ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الملازم اول احمد شحاذة ممثلا المديرية العامة للجمارك.

كما شارك في التشييع المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، النائب العام المونسنيور مارون كيوان ممثلا راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من المشايخ، قاضي المذهب الدرزي الشيخ فؤاد البعيني وعدد من اعضاء المجلس المذهبي، وفد قيادي من الحزب “التقدمي الاشتراكي” تقدمه الدكتور بلال عبد الله وضم اعضاء قيادة ووكلاء داخلية ومعتمدين ومدراء فروع، رئيس مدارس الليسه ناسيونال هيثم ذبيان، رئيس بلدية مزرعة الشوف يحيى ابو كروم وشخصيات وفاعليات وحشد من المواطنين.

وبعد تقديم من المقدم المتقاعد شوقي البعيني عن “مآثر الراحل وتضحياته في سبيل المؤسسة العسكرية”، القى ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العميد كلمة اعتبر فيها ان “ضريبة الدم التي قدمها هؤلاء الابطال وسائر رفاقهم الشهداء والجرحى لم تذهب هدرا على الاطلاق، بل كانت بمنزلة الشعلة المقدسة، التي انارت طريق الجيش في حربه على الارهاب وصولا الى القضاء عليه، فاستحالت تلك الشعلة فجرا ساطعا اطل من فوق جرود حدودنا الشرقية، ليمتد ويسطع فوق كل شبر من ترابنا الوطني”.

وقال: “لقد جاء انتصار الجيش الحاسم على الجماعات الارهابية في معركة فجر الجرود بمثابة الرد القاطع والنهائي على كل من تسول له نفسه الاعتداء على سلامة حدوده ومواطنيه، فالجيش لا يمكن ان يفرط بدماء شهدائه وتضحيات ابطاله، واي تطاول على سيادة الوطن وكرامة ابنائه”.

وتوجه الى الشهيد بالتشديد على “امانته والتمسك بالمبادئ التي قضى في سبيلها”. مقدما نبذة عنه، معلنا ترفيعه ومنحه اوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري وتنويه قائد الجيش.

ثم القى رئيس بلدية مزرعة الشوف كلمة، موجها من “الجبل الاشم اسمى آيات العزاء لاهالي الشهداء وللمؤسسة العسكرية الضامنة لوحدة واستقلال وطننا الحبيب لبنان، وللجيش اللبناني الذي سطر بعديده وعناده بطولات وانتصارات باتت بالحد الحد الفاصل لبنية الدولة القادرة العادلة الراعية لمصالح ابنائها وامنهم واستقلالهم”.

وقال: “لعل هذا الانتصار يؤكد جهوزية جيشنا الابي وقوته وقدرته على لعب دوره الوطني الطبيعي بقرار حر وقيادة حكيمة، وبدعم كل الاطراف والفئات باعتباره عماد الوطن ومحور مناعته”، متمنيا على الدولة رئاسة وحكومة “الالتفات الى اهالي العسكريين الذن عانوا مر السنين على جمر الانتظار، فأولئك رفعوا وطننا بفلذات اكبادهم فليرفعهم الوطن كفلذات الاكباد”.

والقى شقيق الشهيد خضر ذبيان قصيدة مؤثرة تناول فيها “انتظارات وعذابات عائلته منذ الاختطاف في 2 آب 2015 وحتى اليوم الاخير، والايمان بالقدر، وغدر الارهاب وداعش”، سائلا عن “العدالة التي تحاكم المتآمرين، وبان اسم سيف الذي تخلد بطلا، والباقي بسجلات الرجال الخالدين”.

والقى كلمة اهل الشهيد العميد المتقاعد شوقي ذبيان، مؤكدا “الايمان بلبنان وعروبته ووطنيته حتى الشهادة، خصوصا ان للبلدة وقفات عز وشهادة منذ التاريخ وحتى يومنا هذا، والشهيد الراحل كان مشروع شهادة منذ فتوته ومتطوعا مميزا في الدفاع المدني لسنوات، واخيرا قدم حياته قربانا على مذبح الوطن، روحا من عنفوان عزة الوطن ومؤسسة الجيش اللبناني”.

وختم “عزاؤنا انك اصبحت للشهادة محجة وللبطولة عنوانا وبأن دماءك خميرة للبنان”.

وفي الختام، اقيمت الصلاة على روح الشهيد، الذي لف نعشه بالعلم اللبناني، وام الصلاة ممثل شيخ العقل، ثم أديت له تحية السلاح وعزف لحن الموتى، ووري الجثمان في ثرى مدافن العائلة.

تشييع الشهيد يحيى خضر

شيعت بلدة عزقي العريف الشهيد يحيى خضر، في مأتم مهيب وحاشد، تقدمه ممثل وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون العميد عبدالله حوراني، النواب: قاسم عبد العزيز، أحمد فتفت وكاظم الخير، النائبان السابقان أسعد هرموش وجهاد الصمد، عبد الله ضناوي ممثلا الوزير السابق فيصل كرامي، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، المقدم خالد الحسيني ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، النقيب موسى قصص ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، النقيب حسام الزعبي ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، رئيس “المركز الوطني للعمل الإجتماعي” في الشمال كمال الخير، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشود من أهالي البلدة والضنية.

بعد وصول جثمان الشهيد إلى مسجد البلدة وسط أجواء من الحزن، وعلى وقع أصوات الرصاص الذي أطلق في الهواء، ونثر الأرز والورود على النعش وعزف النشيد الوطني، أقيمت صلاة الجنازة، ليبدأ بعدها حفل التأبين، الذي قدم له عز الدين علي، ثم ألقى رئيس بلدية عزقي خضر الشرقاوي كلمة أشاد فيها بالشهيد “الذي ضحى بنفسه من أجل الوطن والدفاع عنه في وجه المعتدين من قوى إرهابية تريد الشر به”.

ثم ألقى شقيق الشهيد محمود خضر، كلمة العائلة، فأكد “إفتخار العائلة بشهادة ابنها في مواجهة الارهابيين، وأنها اليوم تشعر بالراحة بعد استعادة رفاته ودفنه في بلدته في مأتم كبير يليق به وبشهادته”.

وألقى العميد حوراني كلمة نوه فيها ب”مزايا الشهيد الذي قدم ورفاقه تضحياته في سبيل الذود عن حياض الوطن وحماية سياجه الوطني، في وجه المخاطر الكثيرة التي تهدده”، مؤكدا أن “الجيش سيبقى ضامن الأمن والاستقرار في لبنان مهما بلغت التضحيات”.

بعد ذلك عزفت فرقة من الجيش نشيد الموت، قبل أن يحمل نعش الشهيد الذي لف بالعلم اللبناني على أكف رفاقه في الجيش والمواطنين، ليوارى في ثرى مدافن العائلة في مقبرة البلدة، ثم تقبلت عائلته التعازي.

تشييع الشهيد إبراهيم مغيط

وشيعت بلدة القلمون جنوب طرابلس الشهيد ابراهيم مغيط، في مأتم رسمي وشعبي، شارك فيه ممثل الرئيس نجيب ميقاتي سامر الحج، وفد من تيار “المستقبل” ضم عضوي المكتب السياسي محمد صالح وهيثم مبيض، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد مروان الايوبي، النقيب نديم علوان ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الرائد باسم طوط ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، رئيس جهاز الاستقصاء في دائرة الامن العام في الشمال المقدم خطار ناصر الدين، رئيس بلدية القلمون طلال دنكر، اركان دار الفتوى ومدرسو الفتوى وحشد من ابناء طرابلس والشمال. وأم الصلاة على جثمانه مفتي طرابلسس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار

والقى العميد الأيوبي كلمة، فقال: “ان ما شهده لبنان من اقصاه الى اقصاه، هو بمنزلة عرس وطني مؤثر، جمع اركان الدولة والشعب اللبناني والجيش لتكريم ووداع كوكبة من شهداء الجيش الابطال، من بينهم رفيقنا في السلاح المعاون الاول الشهيد البطل ابراهيم مغيط، بعد ان واجهوا الارهاب المجرم بقسم اكبر من الحياة، فعانوا ما عانوه من وحشيته ومن ظلمات اوكاره وافكاره، حتى استحالت قطرات دمائهم الطاهرة، التي روت تراب الوطن عنوانا لانتصار الحق على الباطل”.

اضاف: “ايها الاخوة الاعزاء…لقد اخطأ الارهابيون القتلة حين ظنوا ان في اعتمادهم اساليب القتل الوحشية بحق جنودنا المخطوفين، خلافا لتعاليم جميع الاديان السماوية ولشرعة حقوق الانسان والضمير الانساني الفطري، يستطيعون ترهيب الجيش واللبنانيين، لان هذا الاسلوب الهمجي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا، قد زادنا عزما واصرارا على محو هذه الظاهرة واقتلاع جذورها من اساسها”.

وتابع: “ها هو جيشنا اليوم برجاله البواسل الشجعان، يحقق انتصارا كاملا لا لبس فيه ضد تنظيم داعش الارهابي في معركة فجر الجرود، مستعيدا الحدود الشرقية الى كنف السيادة الوطنية، وبهذا الانتصار انتصر كل لبنان وارتاحت ارواح الشهداء في عليائها، لان دماءهم لم تذهب هدرا، ولان الجيش لم يتخل لحظة عن اماناتهم الغالية وعن القيم والمبادئ التي تمسكوا بها حتى الاستشهاد”.

وعن الشهيد، قال: “لقد بذل المعاون اول الشهيد البطل ابراهيم حياته فداء لكل مواطن لبناني، فمن كان قريبا منه او عرفه عن كثب، ادرك عمق اخلاصه لرسالته وتفانيه في اداء واجبه المقدس، فبالنسبة اليه لبنان من اقصى شماله الى اقصى جنوبه ومن ساحله الى قمم جباله الشرقية، هو بمثابة بيته وقريته ومنطقته. والشعب اللبناني باسره هو عائلته وطائفته وابناء جلدته. اما حدود تضحيته فهي حدود مساحة هذا الوطن الذي امن به كل الايمان، ولا عجب في ذلك على الاطلاق لانه سليل عائلة وطنية اصيلة، يشهد لها الجميع رسوخ انتمائها الوطني وانضباطها بالجيش سياج الوطن وعنوان مجده وكرامته”.

ثم تلا نبذة عن حياة الشهيد، متقدما باسم وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون من عائلة الشهيد واقاربه ورفاقه ب”احر مشاعر التعازي والمواساة”، سائلا الله ان “يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته، وان يمن على الاهل بجميل الصبر والسلوان”.

والقى المفتي الشعار، كلمة، فقال: “اننا اليوم نودع بطلا من ابطال لبنان، وشهيدا من شهداء الوطن شهداء الاباء والعنفوان الشهداء الاحرار، ولنقول كلمة واحدة: الى جنان الخلد يا شهداء الوطن، يا ابن القلمون وطرابلس والشمال، الشهداء احرار احياء لا يموتون ومخلدون، وفي هذا اليوم المبارك لا للعزاء وانما للافتخار، للاعتزاز ان ابناء الوطن يتمسكون بكل ابنائهم بكل مقومات الوجود والكرامة والحرية والسيادة والاستقلال، طالما ان لبنان يحتضن امثال شهدائنا، وان لبنان يقوم على قيادة جيشنا، بلد لا يموت ولن يتراجع ولن ينقهر، لن يضعف، سنقاوم الارهاب، سنمحق الارهاب، سنستاصل الارهاب والعدوان على الدولة وعلى الوطن وعلى المواطنين”.

أضاف متوجها إلى الشهيد: “نم قرير العين ايها الشهيد، هنيئا لكم يا ذوي الشهيد، تهانينا لكل اسر الشهداء الابطال، وتحية اباء محبة ورجولة، تحية الوطن بكل ابائه، دماؤكم لن تنسى، طيفكم لن يمحى، ستخلدون في ذاكرة الوطن وتاريخ الوطن وقلوب المواطنين”.

وختم “اما انت ايها الجيش اللبناني، فاهنأ بابنائك ضباطا وجنودا وقيادة ودعما من مؤسسات دولتك وابناء وطنك، عشتم يا اهل القلمون، ويا ابناء الشمال، ويا ابناء لبنان. عاش الوطن، عاش الجيش، عاش لبنان”.

وقبل انطلاق الجنازة، استعرضت الجثمان ثلة من الجيش وعزفت نشيد الموت والنشيد الوطني، ثم جابت بعد ذلك الجنازة شوارع واحياء القلمون، قبل ان يوارى جثمان الشهيد في ثرى جبانة البلدة.

تشييع الشهيدين حسن وحسين عمار

وشيعت المؤسسة العسكرية واهالي محافظة عكار وفاعلياتها الشهيدين البطلين خالد مقبل حسن وحسين عمار، الى مثواهما الاخيرفي مسقط رأسيهما في بلدة فنيدق، التي احتفلت ومعها ابناء كل بلدات وقرى عكار بعرس الشهداء، الذين زفوا اليوم على مساحة الوطن قرابين عزة وفخار.

وقد وصل نعشا الشهيدين مجللين بالعلم اللبناني ومحاطين برفاق السلاح الى ساحة العبدة، حيث اعد لهما استقبال حاشد عند نصب شهداء الجيش، بمشاركة كبيرة من فاعليات المنطقة وابنائها، الذين توافدوا من مختلف المناطق للمشاركة في الوداع الاخير للعريسين الشهيدين، وقد نثرت الورود والارز على نعشيهما، وسط اطلاق المفرقعات النارية وصيحات التضامن والتاييد للجيش في انتصاره على الارهاب.

ومن العبدة الى بلدة ببنين، التي احتشد اهلها على امتداد الطريق، حيث عبر الموكب، الى بلدة برج العرب، مودعين الشهيدين بالبكاء وبالتلويح بالاعلام اللبنانية، ومنها الى مفترق بلدة برقايل، التي اعدت استقبالا مماثلا، ليواصل بعدها الموكب طريقه الى بلدة فنيدق، حيث كانت محطات توقف ووداع في بلدات جرد القيطع: بزال، قبعيت، حرار، السدقة، بيت ايوب، القرنة ومشمش، وصولا الى مدخل بلدة فنيدق مسقط رأسي الشهيدين، حيث كان اللقاء مؤثرا مع عائلتيهما وابناء البلدة، الذين احتشدوا بالالاف وحملوا النعشين على الاكف.

ونقل نعش الشهيد خالد مقبل حسن الى دارته العائلية، لالقاء نظرة الوداع الاخيرة، محمولا على اكف ثلة من العسكريين، في حضور كبير لابناء العائلة واهالي المنطقة، يتقدمهم ممثل وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون العميد وليد السيد.

فيما نقل نعش الشهيد حسين عمار، الى منزله العائلي حيث كان الوداع محزنا ومؤثرا مع والدته وعائلته وابناء بلدته، وقد مثل وزير الدفاع وقائد الجيش العميد انطوان الدويهي.

اثر ذلك تم نقل نعشي الشهيدين الى الباحة الخارجية لتكميلية فنيدق الرسمية، المكان الذي اعدته بلدية فنيدق لوداعهما، وقد زينت بالاعلام اللبنانية واعلام الجيش وصور لشهداء البلدة.

وحضر حفل الوداع ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية الشيخ مالك جديدة، النائب خالد زهرمان، النائب السابق وجيه البعريني، قيادات عسكرية وامنية، الشيخ عبدالاله ابو العائلة ممثلا المفتي زيد زكريا، المونسنيور الياس جرجس، خالد طه ممثلا الامين العام لتيار “المستقبل” احمد الحريري، ممثلو مرجعيات سياسية وقيادات روحية وحزبية وفاعليات ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير.

وأم الشيخ جديدة صلاة الجنازة، ثم القى خطبة، باسم دريان، فقال: “الشهداء اوسمة عز لنا جميعا ولكل مواطن ومسؤول في هذا البلد. ونحن نودع الشهداء اليوم، نقول بلسان كل الشرفاء، بأن الارهاب لا دين له، وهو عدو لكل دين وعدو للانسانية. فنيدق وعكار تفخر بشهداء الوطن، فألف تحية للشهداء وعائلاتهم وتحية لكم عرس الوطن.

ثم القى رئيس بلدية فنيدق احمد عبدو البعريني كلمة، فقال: “وقفة حزن تخالطها مشاعر الفرح والعزة، وقفة حزن وحسرة لاننا اليوم نشيع كوكبة جديدة من شهداء جيشنا البطل، الذي استطاع ان يدحر قوى الشر من التكفيرين والارهابيين ويلاحق خلاياهم واختراقاتهم مع سائر القوى الامنية، من اجل الامن والاستقرار ومن اجل المواطن”.

اضاف: “مرة جديدة نقف لنبارك للشهداء باستشهادهم، وقد قدموا الدماء والنفس من اجل القسم والشرف وتطبيقا للتضحية والوفاء للوطن، ونقول ان شهداءنا اوسمة على صدر كل حر شريف، ونبارك لعائلات الشهداء لانهم تفوقوا علينا، عندما دفعوا من خلال ابنائهم ضريبة الدم، التي لا يستطيع ان يدفعها غير الذين يقدرون شرف الحياة، وانتم يا اهل الشهداء تمثلون كل الشرف والعزة، ونفاخر بكم اهل كرامة وعنفوان ونبارك لجيشنا اللبناني البطل انتصاره وشهداءه والالتفاف الشعبي حوله. في الوقت نفسه، نجدد الثقة له حاميا للأمن ومدافعا عن الوطن في وجه كل عدوان، دون ان ننسى من يضحون معه من القوى الأمنية الاخرى ومن كل الشرفاء في الوطن”.

وتابع: “فنيدق ككل بلدات محافظة عكار، كانت وستبقى على العهد مستعدة لدفع التضحيات من ابنائها، كي تعلو مداميك الدولة، وكي ندفع مل خطر يهدد امننا واستقرارنا. واذا كان بعض المغرضين قد حاول الاساءة لبلدتنا، مستندا الى بعض التفاصيل غير الاساسية، فاننا نعلنها بصوت مرتفع، نحن من الجيش والى الجيش، ونحن دعاة وحدة وطنية، لا طائفية معها ولا عصبيات، ونحن وطنيون وحدويون مؤمنون بعيشنا الكريم وبوحدة لبنان. كما اننا كنا وسنبقى من العاملين من اجل الانماء و العدالة والحياة الديمقراطية”.

وختم: “باسم بلدية فنيدق وكل فاعلياتها السياسية والاجتماعية وباسم المخاتير والاندية والجمعيات، نبارك دم الشهادة، لان الشهداء يكون معهم التبريك وليس العزاء ومع الحداد الوطني لا ننسى فرحة الانتصار وعرس الشباب الشهداء، الذين نزفهم الى جنان الخلد، يتنعمون فيها سائلين المولى الكريم ان يحفظ بلدنا وجيشنا وكلمتنا هي بداية نشيدنا الوطني كلنا للوطن”.

والقى العميد السيد كلمة، نقل في مستهلها تعازي وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، مقدما نبذة عن حياة الشهيدين، فقال: ذوي الشهيدين العزيزين، اهالي البلدة والجوار، رفاق السلاح:

العطاء الحقيقي هو ان يبذل الانسان الكثير من القليل، الذي يملكه فما اعظم عطاء الشهيد، الذي يبذل اغلى ما لديه، وهو الروح قربانا طاهرا على مذبح الوطن”.

واضاف: “هذا يوم مؤثر في حياتنا الوطنية، التم فيه الجيش واركان الدولة والشعب اللبناني باسره في عرس وطني جامع، لتكريم ووداع كوكبة من شهدائنا الابطال، من بينهم رفيقانا في السلاح: الجندي الشهيد خالد حسن والجندي الشهيد حسين عمار، بعد ان غدرت بهم ايادي الارهاب السوداء، وعانوا ما عانوه من وحشيتها، فكانت شهادتهم عنوانا للتضحية القصوى المعمدة بالالم والصبر والجراح”.

وتابع: “الا انه وفي مقابل الحزن الذي يختلج في صدورنا جميعا، تسير بنا المشاعر الى قمم الفخر والاعتزاز، لان ضريبة الدم التي قدمها هؤلاء الابطال وسائر رفاقهم الشهداء والجرحى، لم تذهب هدرا على الاطلاق، بل كانت بمنزلة الشعلة المقدسة، التي انارت طريق الجيش في حربه على الارهاب، وصولا الى القضاء عليه. فتحولت تلك الشعلة فجرا ساطعا، اطل من فوق جرود حدودنا السرقية، ليمتد ويسطع فوق كل شبر من ترابنا الوطني”.

وأردف: “جاء انتصار الجيش الحاسم على الجماعات الارهابية في معركة فجر الجرود، بمثابة الرد القاطع والنهائي على كل من تسول له نفسه الاعتداء على سلامة جنوده ومواطنيه، فالجيش لا يمكن ان يفرط بدماء شهدائه وتضحيات ابطاله، ولن يسمح باي تطاول على سيادة الوطن وكرامة ابنائه”.

وختم متوجها إلى الشهيدين: “نؤكد امام الشهيدين، الحفاظ على الامانة والتمسك بالمبادئ التي استشهدا في سبيلها، والاعتزاز بما كان لديهما من مآثر وخصال حميدة، ونعبر عن الامتنان الكبير لعائلتيهما، اللتين قدمتا اغلى ما لديهما للجيش، مؤمنتين قانعتين انه في سبيل الوطن ترخص المهج والارواح”.

بعد ذلك حمل رفاق السلاح نعشي الشهيدين، واديت لهما التحية العسكرية على وقع لحن الخلود لفرقة موسيقى الجيش، وليواريا في الثرى وتتقبل عائلتيهما التعازي.

التعليقات مغلقة.