عماد ياسين : داعش خطّط لاغتيال جنبلاط لأنّه السياسي الأذكى

مجموعة من المواقع الاستراتيجيّة أُدرجت في “بنك الأهداف” الذي وضعه تنظيم “داعش” الإرهابي لضربها في لبنان، وتدمير البنى التحتيّة والمؤسّسات الإقتصادية والسياحية والإغتيالات السياسيّة، التي كان من المفترض أن تطال النائب وليد جنبلاط بوصفه “الرجل السياسي الأذكى في لبنان”، وما تستتبع عملية الإغتيال فيما لو نجحت من فتنة طائفية وإندلاع حرب أهليّة.

هذا ما كشفه أمير داعش في مخيّم عين الحلوة الموقوف عماد ياسين خلال استجوابه اليوم أمام المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبدالله في قضية “الإرتباط بداعش والتحضير لعدة عمليات تفجير في وسط بيروت ومصفاة الزهراني وشركة كهرباء الجية ومحطة تلفزيون الجديد واستهداف نائب في البرلمان وكازينو لبنان وبعض المقاهي والبارات”.

يقرّ الرجل الذي يوصف بأنّه كان الأخطر في مخيم عين الحلوة بإجتماع عُقد في منزله مع المدعو أبو محمد الشيشاني (جمال المبيّض) أحد مسؤولي المخيم، أبلغه فيه أنّ عبدالله ابو خرّوب طلب منه ضرب السياحة والاقتصاد في لبنان ومقومات الدولة، فيما طلب هو بالمقابل امهاله بعض الوقت لأن الموضوع “كبير وخطير”.

يستذكر ياسين – الذي يبدو أنّه خسر الكثير من وزنه – أمام المحكمة حضور المدعو “محمد كوتا” ذاك الاجتماع (والاخير فقير الحال حسب قوله) والذي تمنّى عليه، أي على ياسين، القبول بأهداف التنظيم شكليّاً قائلا له: “خلينيا نضحك عليهن من اجل الحصول على المال”.

بعد يومين فقط، حضر الكوتا إليه ومعه قائمة الاهداف التي أطلع ياسين عليها وهي التالية:

– اغتيال النائب وليد جنبلاط عبر سيارة مفخّخة تستهدف منزله في بيروت أو الجبل كونه “السياسي الأذكى في لبنان”، مع ما سيخلفه هذا الإغتيال فيما لو نجح، من تغذية للفتنة الطائفيّة واحتمال اندلاع حرب اهلية.

– ضرب البنى التحتية واستهداف وسط بيروت والمراكز السياحية في جونية لاسيما كازينو لبنان والبارات ومراكز الدعارة والفجور والمطاعم لاسيما مطعم الـ kfc .

– ضرب محطة الزهراني ومعمل الجية الحراري واستهداف سوق النبطية التجاري بحقائب مفخّخة .

– استهداف تلفزيون الجديد.

ولدى سؤال العميد عبدالله للمستجوب عن صحة تلك الاهداف التي فنّدها صراحة في اعترافاته الاوّلية أجاب: “الجيش أبداً نحن لا نستهدف الجيش، وأساساً تلك لم تكن أفكاري، بل جميعها كانت أفكار محمد كوتا. صحيح أنه أطلعني عليها كوني “الضمانة” في المخيم وكنت أنا امسك زمام الأمور فيه، لكن تلك الأفكار توقفت عند حدّ الإستطلاع من دون التنفيذ، والحمدلله ما صار هالشي كلّه” ! واكرٌر انّ هدفنا فقط كان الحصول على المال.

أما فيما يتعلق باغتيال جنبلاط – يتابع الموقوف – “نعم أنا اعترفت انه الرجل الاذكى في لبنان، لكني لم أوافق على اغتياله كونه من اكثر الأشخاص الذين ناصروا القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولا يوجد عداوة بيننا كي اقوم بقتله”. وفيما يتعلق بتلفزيون الجديد فقد أخبرني “الكوتا” أن الحراسة الأمنية المحيطة بالمحطة تصعّب عملية التنفيذ كون التلفزيون مطوّق أمنيا.

ووصف ياسين نفسه بضابط الإيقاع في المخيم، مشيراً الى انّه كان يعرف بكل شاردة وواردة فيه كي لا يتم التسرّع في اتخاذ القرارات، نافياً ان يكون “أمير داعش في عين الحلوة”، مبدياً استغرابه لهذا التوصيف.

وسأل: هل يُعقل أن أكون أمير داعش ويوم توقيفي كنت أمشي بمفردي من دون رجال أو حرس؟”، مضيفاً: “دحشوني دحش بموضوع “داعش” وأساساً لا يوجد داعش في مخيم عين الحلوة هي محذوفة منه”.

وبسؤاله عن علاقته بنعيم عباس قال: “انا عمّو”، وفيما اذا كان تواصل مباشرة مع تنظيم داعش أجاب: “انا كعماد ياسين كلا”. وعما اذا كان يلتقي عقائدياً مع أبو بكر البغدادي ردّ المتهم: “لا نلتقي على أرض الواقع ولكن الأفكار الإسلامية تلتقي من خلال الدين إلا انّ هذه الأفكار لا تكفي للإنتماء للمجموعات الإرهابيّة”.

وتطرّق عماد ياسين إلى محاولات الإغتيال التي تعرّض لها مراراً والتي أتعبت جسده ومنعته من القدرة على متابعة العمل، في محاولة منه لإقناع هيئة المحكمة منه إلى أنه كان بعيداً كل البعد عن التهم المنسوبة إليه.

وقد أرجئت الجلسة الى الثامن من كانون الأول المقبل للمرافعة ولفظ الحكم فيما ينتظر عماد ياسين محاكمته في العديد من ملفات الإرهاب الأخرى.

التعليقات مغلقة.