نيويورك تايمز تكشف ماذا يعني قطع ترامب التمويل عن الفلسطينيين

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً تحدّثت فيه عن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقطع معونات مالية بملايين الدولارات عن الفلسطينيين واتهمهم بأنهم لم يقدّروا هذه المساعدات.

وفي تغريدة على “تويتر”، قال ترامب إن بلاده دفعت للفلسطينيين “مئات الملايين من الدولارات سنويًا ولم تحصل على تقدير أو احترام”.

وقالت الصحيفة إنّ معظم المساعدات تتدفّق من وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أو وكالات تعمل مع الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أنّ ترامب لم يعلن علنًا الوكالة، إلا أنّ السفيرة الأميركية نيكي هالي في إطار كلمة لها بمؤتمر صحافي في الأمم المتحدة حول رؤية عام 2018 قالت “سنوقف دعم الأونروا إلى أن يعود الفلسطينيون للمفاوضات مع إسرائيل”. وقد أعرب كثيرون عن قلقهم ممّا قالته هالي.

فما هي الأونروا وكيف سيؤثّر قطع المساعدات الأميركية على عملها مع أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني؟

بحسب الصحيفة، تأسّست هذه الوكالة في العام 1949 لتوفير الدعم الإنساني بعد حرب 1948، والتي شرّدت مئات آلاف الفلسطينيين. وكانت الوكالة موقتة حينها، لكنّها استمرّت بتقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين خلال العقود الستّة الماضية.

ولم تدخل الوكالة في مفاوضات سلام وركّزت اهتمامها بالجهود الإنسانية في الشرق الأوسط، داخل المناطق التي يتركّز فيها العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين.

وعلى الرغم من التحفظّ الإسرائيلي على عمل الأونروا، فالوكالة تعرف دوليًا بجهودها الإنسانيّة وتلعب دورًا مهمًا في المنطقة. وقد لعبت دورًا بتأمين مكان آمن للفلسطينيين، كما أصبحت مراكز أخرى للأمم المتحدة ملجأ في أوقات النزاعات والحروب، مثلاً استخدمت مدرسة لاحتواء اللاجئين في حرب غزة 2014.

كذلك تقدّم الأونروا خدمات وتمويلاً للفلسطينيين المسجّلين في قطاع غزة، الضفة الغربية، الأردن، لبنان وسوريا، بحسب الصحيفة التي أضافت أنّ كلّ قطاع غزة يحصل على مساعدات من الأونروا التي تعمل كحكومة أمر واقع وهي مسؤولة عن معظم المدارس والمؤسسات الصحية في القطاع.

وأضافت الصحيفة أنّ أكثر من نصف ميزانيات برامج الأونروا تذهب الى التعليم، وفي 2016، 17% كانت للعناية الصحية. كما تقدّم الوكالة قروضًا عبر القسم المالي الذي يدعم الأعمال الصغيرة.

فماذا يعني قطع التمويل؟

تعدّ الولايات المتحدة المموّل الأوّل للأونروا، ووفقًا للأرقام التي صدرت في العام 2016، فقد ساهمت الولايات المتحدة بحوالى 369 مليون دولار، بما فيها التمويل الطارئ لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من الحرب في سوريا. ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أنّه إذا ألغي التمويل الأميركي، ستواجه الوكالة عجزًا كبيرًا في الميزانيّة.

أمّا الواهب الأكبر الثاني في 2016 فهو الإتحاد الأوروبي، الذي يشارك بأقل من نصف ما تقدّمه أميركا.

وتتلقّى الأونروا مساهمات من أكثر من 100 واهب، وميزانيتها للعام 2016 كانت مليار و25 مليون دولار، وأي قطع للمساعدات سيؤثّر بعمل الوكالة. وأشارت الصحيفة الى أنّ أكثر من 500 ألف يتعلّمون في 700 مدرسة تابعة للأونروا في الشرق الأوسط، بحسب معطيات الوكالة.

وتقدّم الأونروا تمويلاً لأكثر من 9 ملايين مريض في المراكز الصحية في المنطقة، والتي يعمل فيها أكثر من 30 ألف شخص.

التعليقات مغلقة.