بالاسماء “تَكتيك” حزب الله وحركة أمل الإنتخابي

“يُتَكتِك” الثنائي الشيعي لوائحه بهدوء حيث باتت شبه واضحة المعالم، إذ سَيستهلّ اعلان بداية مشوار خوض غمار الانتخابات من خلال حزب الله الذي سيعلن اليوم عن اطلاق ماكينته الانتخابيّة في دائرة الجنوب الاولى.

وأكد أكثر من مصدر، أن الحزب سيعُلن قائمة مرشّحيه في الجنوب خلالَ الاحتفال، على أن يلي ذلك اعلان باقي المرشّحين في احتفالات لاحقة مخصّصة لاطلاق ماكينات الدوائر الاخرى، على أن تتسلُك حركة أمل نفس التوجه تقريباً.

وقد فرغَ الثنائي من اتمام الاتفاق بين ركنيه على تقاسم المقاعدة الـ27 العائدة للطائفة الشيعيّة، ليكونا بذلك قد دوّنا أول تحالف إتخابي كامل في سجل الانتخابات قبل اطلاق صفّارتها في السادس من أيّار.

فقضى التفاهم على تقاسم الحصّة مناصفةً 13/13 مع اتفاق على ترك المقعد رقم 27 لمرشّح مستقلّ يختاران دعمهِ. وثمّة شبه تأكيد على أن يتولّاه اللواء المتقاعد جميل السيّد عن دائرة بعلبك – الهرمل.

وأتى التقسيم نسبي، حيث نالَ حزب الله التمثيل الأكبر في بعلبك – الهرمل بينما حازت حركة أمل على النسبة الأكبر من دوائر الجنوب، وفقَ الشكل التالي:

– حزب الله 13 مقعداً: بعلبك – الهرمل (4)، مرجعيون – النبطية – بنت جبيل – حاصبيا (3)، صور – الزهراني (2)، بيروت الثانية (1)، بعبدا (1)، كسروان – جبيل (1)، زحلة (1)
– حركة أمل 13 مقعداً : مرجعيون – النبطية – بنت جبيل – حاصبيا (5)، صور – الزهراني (4)، بعلبك – الهرمل (1)، بيروت الثانية (1)، بعبدا (1)، البقاع الغربي (1).

التفاهم، وفق مصادر، طُبعت نسخة جديدة منه، إذ تقرّر سلوك دروب التيّارات الاخرى المطالبة بعودة ممتلكاتها من مقاعد طائفتها اليها، فحسمَ الخيار باستعادة مقعدي بيروت الثانية والبقاع الغربي من تيّار المستقبل ومقعد جبيل من التيّار الوطني الحرّ.

ولوحظ أن هناك ثوابت جديدة طرأت على المشهد الانتخابي:
– ثابته أولى: أن حزب الله قرّر عدم خوض أي جولة متحالفاً مع تيّار المستقبل أو داعماً له، بل تجاوزَ ذلك باعلان أنه غير ملزم بدعم أي حليف يتحالف مع الأزرق.
– ثابتة ثانية لحزب الله: تقوم على مراعاة حليفه “الاخضر” في كافة الدوائر الانتخابيّة ذات التواجد المشترك.
– ثابته ثالثة لحركة أمل: تقوم على عدم التحالف قطعيّاً مع التيّار الوطني الحرّ، وهو ما ابلغته اللّجنة المركزيّة في الحركة للحزب خلال أحد الاجتماعات.

لكن الحليفان تركا لنفسيهما هوامش يتحركان من خلالها. فمثلاً سيقرر حزب الله التحالف أو دعم التيّار الوطني الحرّ “على القطعة” في دوائر لا تتمثّل فيها حركة أمل بمرشّح، شرطَ عدم تواجد تيّار المستقبل على لوائحه. وعلى الجهة المقابلة ستقرر “أمل” شكلَ التعاون مع المستقبل في دوائر لا يوجد فيها لحزب الله مرشّح.

إلى أن طريق الثنائي ليست معبّدة بالورود كما يراها من هم خارج التفاهم، بل أن ثمة اشواك كثيرة تعتلي طريقهما. فقد أجرت الّلجان المناطقيّة حسابات معمّقة للارقام وشكل الدوائر التي تتمتعّ الثنائيّة فيها بحضور، بغية دراسة المزاج العام، ولاحظت وجود الكثير من الامور التي تحتاج إلى عمل خاصة في دائرة بعلبك – الهرمل حيث تنمو أشكال اعتراضيّة مختلفة ذات جذور إنمائيّة غير سياسيّة.

وتؤكد المصادر أن الحزب اجرى تغييرات على مستوى اسماء ممثليه في دائرة بعلبك الهرمل شملت مقعدين من أصل أربعة. وفي وقتٍ لم يحسم بعد اسماء مرشحيه، سرّبت المصادر لائحة تضم ثلاثة أسماء، تقول أنها قريبة إلى الاعتماد، وتضم:

– الوزير حسين الحاج حسن (نائب حالي)
– نوار الساحلي (نائب حالي)
– ياسر عباس الموسوي (نجل الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي)

وعلى مستوى حركة أمل، تقرّر استمرار السير بالوزير والنائب الحالي غازي زعيتر، على الرغم من أن المزاج الشعبي غير متحمس له، وفق مصادر مواكبة.

بالنسبة لدوائر الجنوب، لا يلمس أنه سيطرأ على تمثيلها أيّة تغييرات بل ستنحصر بنقل أو تعديل بعض الاسماء والمقاعد، والمرجّح أن تأتي على الشكل التالي:

– مرشحو حركة أمل: الرئيس نبيه بري والنائبان علي عسيران وعلي خريس والوزيرة عناية عز الدين (صور – الزهراني)، النواب هاني قبيسي وياسين جابر وعلي بزي وأيوب حميّد والوزير علي حسن خليل (النبطيّة – مرجعيون – بنت جبيل – حاصبيّا)
– مرشحو حزب الله: النائبان نوّاف الموسوي ومحمد فنيش (صور – الزهراني)، النواب علي فيّاض وحسن فضل الله ومحمّد رعد (النبطيّة – مرجعيون – بنت جبيل – حاصبيّا).

وفي دائرة بعبدا لا تزال الامور ضبابية بالنسبة إلى مرشّح حزب الله الذي فضّلَ التمهل في التسميّة بسبب عرفٍ سائد يكمن في تقاسم المقعدين الشيعيين بين برج البراجنة والغبيري صاحبتي الثقل الشيعي في القضاء.

وفي حين يسود اعتقاد أن حزب الله ذاهبٌ لاعادة ترشيح النائب علي عمار (برج البراجنة)، ثمة من يقول بامكانيّة عدوله عن ذلك لصالح اختيار ترشيح رئيس بلديّة الغبيري السابق، أبو سعيد الخنسا، لكون الحزب اصطَدَمَ بخيار حركة أمل ترشيح إبن برج البراجنة، المسؤول الاعلامي طلال حاطوم.

وعلى مقعد دائرة كسروان – جبيل الذي آل إلى حزب الله، يبدو أن الحزب لم يحسُم خياره بعد بانتظار المزيد من المشاورات وتبلور الصورة بالنسبة إلى التيّار الوطني الحرّ. ويسرّب إسم المحامي “حسين همدر” كمرشح قوي مدعوم من الحزب مستَفيداً من وكالته القانونيّة عن مسؤول جهاز الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا. أيضاً تداول إسم رجل الاعمال “ربيع عوّاد” الذي يرفع شعار مرشّح الثنائيّة الشيعية المقبول من التيّار الوطني الحرّ.

في دائرة بيروت الثانية، تتجه حركة أمل لترشيح السيد محمد خواجة، في المقابل سيمثّل حزب الله النائب السابق أمين شرّي.

على دائرة زحلة الذي ذهبَ لحصّة حزب الله، ليس هناك من أسماء واضحة، وثمة تريّث في التَسمية إلى حين بلورة صورة التحالفات والتقسيمات، وهذا الأمر ينسحب أيضاً على مقعد دائرة البقاع الغربي الذي آل لحركة أمل. وقد سُحِبَ اسم رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان من التداول كونه لم يقدم استقالته من وظيفته ضمن المهلة القانونيّة.

ويمكن ملاحظة أن الاتفاق الانتخابي بين الثنائي تخطّى مرحلة التقسيم الاداري للمقاعد وصولاً لتقاسم التكتيكات وتوزيع المهام.

التعليقات مغلقة.