خلافات آل الاسد اوصلت هنيبعل القذافي الى حضن القضاء اللبناني

في التحليل الاولي لعملية خطف نجل القذافي وما تكشف عنها بعد ساعات، تبدو الامور منطقية. نائب سابق غيب والده على يد رئيس سابق يئس من توصل دولته لحل لغز قضيته، فبادر الى خطف نجل ذلك الرئيس عله يحصل على معلومات قد تفيده.

غير أن الغوص في التفاصيل ومراجعة الاسماء الواردة في ملف القضية توصل الى ما هو أبعد من مجرد “أخذ ثأر”، خاصة اذا ما راقبنا ردود فعل حلفاء سوريا في لبنان ،وفي مقدمتهم الثنائي الشيعي،الذي طالما اقام الارض ولم يقعدها حاملا لواء الامام المغيب ورفيقيه، مزايدا كلما سمحت الفرصة.

ولعل السؤال الابرز الذي يطرح في هذا الاطار يتمحور حول كيفية معرفة النائب يعقوب بتواجد هنيبعل القذافي بضيافة الرئيس السوري، دون انكار بالطبع ان العلاقة الطيبة التي تربط يعقوب بالنظام السوري لم تشفع له لدى الاخير على هذا الصعيد. وهنا لغز القضية وسرها. فاطمة هلال الاسد،”الرقم الصعب” الجديد في العائلة الاسدية، التي يبدو “ان هددت ووفت بما وعدت به”.

فالسيدة التي نجت من محاولة اغتيال اتهمت العميد ماهر الاسد بالوقوف وراءها ،على خلفية تاكيداتها المتكررة بانها لن تسكت أو تغفر توقيف ابنها الذي كاد ان يفجر “ثورة” في المناطق العلوية بعدما عمد الى اطلاق النار وقتل عقيد في الجيش السوري بدم بارد بسبب خلاف على أفضلية المرور .

في هذا الاطار تكشف معلومات سورية ان فاطمة الاسد “ورثت” كما هائلا من الوثائق والمعلومات الخاصة بعائلة الاسد، خاصة أنها ادارت نشاطات تجارية لصالح العائلة، غير ان الاخطر هو الكلام الذي بدأ يتسرب عن مؤيدين لها داخل الحلقة الضيقة للرئيس السوري، وفي بعض مراكز ثقل النظام، ممن لهم علاقات بجهات خارج سوريا ومن بينها في لبنان. وتشير المعلومات بان اسم فاطمة بدأ يتردد في اكثر من ملف ذات “طابع جنائي” مرتبط بقضايا قتل في لبنان.

وبالعودة الى قضية “يعقوب” تكشف المعلومات أن احد المقربين من قصر المهاجرين ابلغ فاطمة الاسد بوجود القذافي في سوريا منذ مدة وانه يتنقل بين دمشق وبيروت مستخدما وثائق سرية، فعمدت الاخيرة الى استغلال ما حصلت عليه فاتحة خط اتصال مع النائب يعقوب عن طريق شخص ثالث بداية، ناصبة له الفخ الذي وقع فيه بعد أن وصلت الفرصة اليه على طبق من فضة.

هكذا استفادت فاطمة الاسد فخرقت شرخا بين سوريا النظام وشيعة لبنان، رغم كل محاولات التجميل الجارية بعد الضغوط والتهديدات التي سمعها مسؤولون لبنانيون شيعة، من جهة، وفي خلق مشكلة للنظام السوري على خلفية استقباله لهنيبعل القذافي، الذي يدير من دمشق شبكة من الاتصالات باسلاميين في ليبيا، مرتبطين بعمليات ارهابية وتهريب سلاح الى اوروبا، حيث تحدثت مصادر مطلعت عن مسعى دولي مع السلطات اللبنانية لحضها على تسهيل اجراء التحقيقات اللازمة معه حول ملفات ليبية لا تزال عالقة حتى الساعة، بعد الكم الكبير والخطير من المعلومات التي ادلى بها لمحققي فرع المعلومات.

عليه يبدو أن الخلافات داخل آل الاسد بدأت تخرج الى العلن، وما انتظره الكثيرون من احد رجالات تلك العائلة، تتولاه حاليا فاطمة الاسد متحدية بشار الاسد، في معركة تتحدث مصادر سورية واسعة الاطلاع عن أنها لن تقف عند حدود، مع تاكيد مقربين من النظام بان الانتفاضة التي قادتها زوجة هلال الاسد تلقى تعاطفا كبيرا وسط العائلات العلوية، وبانه بات من الصعب لجمها. فهل بدأت تصفية الحسابات داخل العائلة الاسدية؟

التعليقات مغلقة.