استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير الإيراني وسلمته رسالة احتجاج على تصريحات طهران حول تنفيذ أحكام الإعدام يوم السبت 2 يناير/كانون الثاني.
وكانت الحكومة الإيرانية قد استدعت في وقت سابق يوم السبت القائم بالأعمال السعودي في طهران للاحتجاج على إعدام نمر النمر.
من جانبهما أعلنت الإمارات والبحرين تأييدهما وتضامنهما مع السعودية فيما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف مؤكدتين أن تنفيذ الأحكام القضائية في المدانين بالإرهاب هو حق ثابت للمملكة.
وجاء هذا التأييد في بيانين منفصلين صدرا عن البلدين، بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية السعودية، تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 أدينوا بتهم إرهابية بينهم فارس الشويل ونمر النمر.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، عن الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، تأييد بلاده الكامل ووقوفها الراسخ والمبدئي مع المملكة العربية السعودية ، فيما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف.
وأوضح آل نهيان، أن قيام السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية بحق المدانين هو حق أصيل لها بعد أن ثبتت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم التي ارتكبوها، مشيرا إلى أن ما قامت به المملكة إجراء ضروري لترسيخ الأمن والأمان لكافة أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أرض المملكة.
بدورها قالت البحرين، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إنها تجدد موقفها الراسخ والمبدئي المتضامن مع السعودية، ووقوفها إلى جانبها في كافة ما تتخذه من إجراءات رادعة ولازمة لمواجهة العنف والتطرف.
وشددت البحرين على أن قيام السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية بحق من ثبتت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم المنسوبة إليهم، هي خطوة ضرورية ومهمة للحفاظ على أمن وأمان كافة أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أرضه.
هذا وانتقدت أوساط سياسية ودينية مختلفة في العراق قيام السلطات السعودية بإعدام الشيخ نمر النمر، فيما طالب بعض النواب الحكومة بقطع العلاقات مع السعودية كرد على إعدام النمر.
يذكر أن الحكومة العراقية والتحالف الوطني طالبا السعودية في وقت سابق بالإفراج عن النمر.
من جهته عبر مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية عن قلقه من إعدام رجل الدين البارز نمر النمر في السعودية، مشددا على أن بلاده تعتبر عقوبة الإعدام صورة غير إنسانية من صور العقاب.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن إعدام نمر النمر يذكي المخاوف الحالية من زيادة التوتر وتعميق الخلافات في المنطقة.
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية السبت 2 يناير/كانون الثاني تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 شخصا أدينوا بتهم إرهابية بينهم فارس الشويل ونمر النمر.
وأدين الـ47، وهم 45 سعوديا ومصري يدعى محمد فتحي عبدالعاطي السيد، وآخر تشادي، يدعى مصطفى محمد الطاهر أبكر، بـ”استهداف مقار الأجهزة الأمنية والعسكرية، والسعي لضرب الاقتصاد الوطني، والإضرار بمكانة السعودية وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة”.
ووفق البيان، “صدقت الأحكام من قبل محكمة الاستئناف المختصة وكذلك من المحكمة العليا. كما صدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعا وصدق من مرجعه بحق الجناة المذكورين”.
واستعرض بيان الداخلية السعودية عشرات العمليات الإرهابية للمنفذ فيهم حكم الإعدام، ومن بينهم نمر باقر النمر، الذي كانت المحكمة الجزائية قد أكدت، في مارس/آذار 2015، حكم إعدامه، بعد إدانته بـ”إشعال الفتنة الطائفية” و”الخروج على ولي الأمر”.
هذا وأفاد متحدث باسم وزارة العدل السعودية، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المتحدث باسم الداخلية بأن القضاء لا يقبل التدخل في قضاء المملكة فهو أمر سيادي، مؤكدا أن القضاء قد التزم بالتشريعات ولم ينظر لأي انتماءات أو مذاهب للمتهمين.
وأردفت وزارة العدل أن القضاة مستقلون يمتثلون للشريعة ولا مجال للتشكيك في الأحكام الصادرة.
وأوضحت الوزارة في هذا الخصوص أن أكثر من 15 مليون ريال دفعت تعويضا لمن ثبتت براءتهم من التهم المنسوبة إليهم.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية أن هدف تنفيذ العقوبات هو الردع، مشيرة إلى أن أحكام القصاص نفذت داخل السجن في 12 منطقة، لافتة إلى أن بعض الأحكام نفذت بالسيف والأخرى بالرصاص.
على صعيد متصل، قالت هيئة كبار العلماء في السعودية إن أحكام الإعدام هي إنفاذ للشريعة وحفظ الأمن العام داخل المملكة.
وقالت الداخلية السعودية في بيان إن المحكومين بالإعدام تبنوا أفكارا متشددة ونفذوا عمليات تفجير وقتل.
صدور بيان من وزارة الداخلية بإقامة الحدود على عدد من الجناة. https://t.co/BQ0S2Vf965 pic.twitter.com/Vve8soBOEV
— واس (@spagov) January 2, 2016
وكانت خارجية إيران قد حذرت سابقا من أن إعدام النمر “سيكلف السعودية الكثير”، وجاء ذلك على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان.
التعليقات مغلقة.