لن يبلغ الرد على إغتيال الثائر الحسيني الشيخ نمر باقر النمر، أكثر مما بلغه التصعيد الاعلامي والتظاهر الشعبي بعد استشهاد مئات الحجاج الايرانيين عام ١٩٨٨، ومئات آخرين خلال موسم الحج العام المنصرم.
ايران وحلفائها تمتلك امكانات دفاعية فقط
لعل اقفال السفارات كان ينتظر مناسبة لانهاء البروتوكول الدبلوماسي بعد توقف النبض والحرارة في العلاقات بين ايران والسعودية منذ فترة طويلة ودخولهم لعبة عض الاصابع عسكريا، أمنيا واقتصاديا منذ اسقاط نظام صدام حسين.
لكن هذا الانتقام السعودي أتى في مرحلة فشل عسكري، فاسترداد عدن وبعض المناطق الاخرى لا يوقف الخطر الحوثي ابدا، والرهان على ما يسمى بجيش الاسلام المقطوع رأسه في سوريا و الصحوات الغائبة عن الوعي في العراق، جعل السعودية في مواجهة مع الرأي العام العالمي وأحرج الحكومات الغربية من مجاراة المال السعودي وسمومه.
مرحلة فشل اقتصادي
استهلكت السعودية الكثير من احتياطها النقدي الذي راكمته خلال الطفرة النفطية الاخيرة، بسبب سياسة حرق اسعار النفط واستخدام المال لشراء تأييد الدول، من غير أن تقدر على إفلاس ايران، التي تنتظر ضخ خزينتها باكثر من مئتي مليار دولار مقابل تنفيذها لبنود الاتفاق النووي.
الاخطر في الموضوع السعودي
اقفال الساحات أمام اللهيب العقائدي الوهابي، فمع كل انتكاسة عسكرية في سوريا والعراق، تمنى بها الجماعات التكفيرية، تفتش هذه الجماعات عن ساحات أخرى تحقق فيها انجازات، لتشد عصبها وتحافظ على قدرتها على الاستقطاب والتجنيد، ومع اقفال روسيا وايران المجالات في الشرق الاوسط، من المتوقع ان تستدير هذه الجماعات وتنقض على أهداف داخل مجتمعاتها.
فهناك ألوف من المقاتلين السعوديين في العراق وبلاد الشام، سوف يعودون الى ديارهم، حاملين تجارب مخيفة وخبرات خطيرة، حيث يلعب التعاطف القبلي والوهابي دوراً لخلق بيئات حاضنة، تخلق الكثير من خطوط التماس داخل المجتمعات السعودية التي لم تنفتح على بعضها يوماً.
كل هذه المؤشرات سوف تدفع بحكام آل سعود، لتأجيل الصراع السني-سني مجدداً وفتح سبل صراع سني-شيعي في كل مناسبة من أجل توفير أمنهم الاستراتيجي.
ما بين سطور خطاب السيد حسن رسائل جدية
إقفال لبنان بوجه حلفاء السعودية نهائياً، فتح المجال أمام انشاء بنى تحتية لمنظمات تشبه حزب الله في السعودية والبحرين، كما حدث في السابق مع حماس والجهاد في فلسطين وعصائب أهل الحق في العراق وقوات الدفاع الشعبي في سوريا، وقوات النخبة الحوثية.
وهذا في الواقع ما حذرت منه الخارجية الاميركية حينما ألمحت الى تصاعد الصراع المذهبي عقب اغتيال الشيخ نمر النمر.
نمير شاهين
التعليقات مغلقة.