مثول طفل في الثامنة من عمره امام المحكمة العسكرية في بيروت

مثل امس امام المحكمة العسكرية في بيروت  اصغر مدّعى عليه وهو الطفل حسين س. الذي لم يبلغ من العمر 8 سنوات، اذ امسكت والدته بيده وحاولت ادخاله الى المحكمة .
فبحسب صحيفة “السفير” فان الطفل الذي بالكاد يعرف أن يركّب جملة مفيدة متّهم منذ سنتين، أي عندما كان يبلغ 6 سنوات بمعاملة قوى الأمن الداخلي بالشدّة أثناء قيامهم بوظيفتهم في صيدا.
وتابعت الصحيفة “حسين س. لا يفقه كيفيّة تحوّله إلى مدّعى عليه. يرتعد الطفل خوفاً من المشهد. يتطلّع حوله ويلحظ الإجراءات الأمنيّة والعسكريين الموزّعين خارج المحكمة وداخلها، فيعاود البكاء ويرفض الدّخول”، موضحة ان هذا المشهد تحديداً رسمه بمخيّلته عشرات المّرات عندما كان يسمع البعض يمازحه بأنّه سيدخل السّجن.
كما اثّر المشهد أيضاً في نفسيته وجعله يرتاب من المدرسة ولا يعود إلى مقاعدها خوفاً “من الحبس!”.
فقد جلس الطفل حسين س لاكثر من ساعتين إلى جانب والدته على المقعد ويمسح دموعه، إلى أن انتبه رئيس المحكمة العسكريّة العميد خليل ابراهيم ونادى على اسمه وبدأ الجلسة، عندها لم يستطع الطفل “المتهم” ردّ يدي والدته.. فوصل إلى المنصّة وازداد بكاؤه وخوفه حتى أبكى بعض الحاضرين.
و كان صوت الطفل متهدّج ويداه مرتجفتان وهو يؤكّد أنّ لا دخل له بهذا الجرم، وتدخّلت الوالدة التي تعمل مدرّسة، مؤكدة عدم صحة الأمر ومتحدّثةً عن حالة طفلها النفسيّة.
وتعود القصّة التي جعلت طفلاً يرتعد خوفاً ويُحرم من دراسته، بحسب “السفير” الى تشابه في الأسماء، إذ إنّ المدّعى عليه الفعلي والذي يحمل الاسم نفسه من مواليد 1995.
وقد حاول رئيس المحكمة أن يخفّف من وطأة وجود الطّفل داخل القاعة وإفهامه أنّ وجوده هنا ليس إلا لكي يرى المحكمة وهو ليس مذنباً، ولكنّ كلماته لم توقف دموع الطّفل، فبادرت محامية الى تقديم عصير وشوكولا إلى مندوبة الأحداث في المحكمة لإعطائها لأصغر متّهم في “العسكرية”.
عندها صارت الأمور أسهل على حسين الذي صار على قوس المحكمة.
اما مفوّض الحكومة المعاون وممثّل النيابة العامّة القاضي فادي عقيقي “طلب كفّ التعقّبات” لم يستوعب ما يحدث، فما كان منه إلا أن ناداه وأفسح له المجال ليجلس على كرسيّ بجانبه.
وفي النهاية أصرّ رئيس المحكمة على انتهاء الأمور الإجرائية لكي لا يعود الطّفل إلى المحكمة مرّة ثانية أو حتى عرقلة مستنداته.
وأذن  العميد ابراهيم للطفل ولوالدته بالخروج من دون انتظار الحكم. وليلاً، أصدرت “العسكريّة” حكمها بكفّ التعقّبات عن الطّفل.

التعليقات مغلقة.