التنكيل بالشيعة في العالم : أيهما يحصل اولاً هزيمة عسكرية إيرانية أم إفلاس اقتصادي سعودي ؟

التحركات التي أقدمت عليها السعودية سابقاً في محاولاتها لاستفزاز إيران : تدخلها العسكري في البحرين، والجهود التي بذلتها لاسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، تفجير السفارة الايرانية في بيروت عام 2013، والذي ذهب فيه الملحق الثقافي الإيراني، ولاحقاً الحرب التي شنتها السعودية على اليمن. كما الاعتداء على معتمرين إيرانيين في السعودية، إضافة إلى قتل عدد كبير من الحجاج وما تلاها من تعقيدات فرضتها السعودية في قضية التعرف على الجثث وتسليمها إلى ذويهم.

عملاً استفزازياً آخراً جرى أواخر الشهر الماضي، تمثل باعتقال زعيم الشيعة في نيجيريا، الشيخ إبراهيم الزكزاكي، وإقدام الجيش النيجيري على قتل ما يقرب من ألف شيعي لأسباب زائفة.

وبعد اعتقال الشيخ الزكزاكي تلقى الرئيس النيجري اتصالاً من الملك السعودي الذي هنأه على تعامله الفعال مع الإرهاب .أن استهداف الشيعة تكرر في بلدان أخرى، كأذربيجان، وفي عمليات القتل العشوائي التي تنفذها جماعات متأثرة بالسعودية في باكستان وأفغانستان التي شهدت عملية قطع رؤوس لأطفال من الهزارة في تشرين الثاني الماضي.

إن السعودية تحاول جرّ ايران بقوة الاستفزاز الى المواجهة، بعدما خلقت جواً سنياً عالمياً معادياً لايران وحلفائها، وجاهز للانخراط في مواجهة ضدها، بحكم الضرورات الاقتصادية والجيوسياسية التي دأبت السعودية على خلقها ، وتسبب التجاهل الغربي للنمط السعودي على تقويته وجعله أكثر خطورة على الاستقرار العالمي.

إن النهج السعودي يثير مخاوف روسيا في القوقاز وأذربيجان، والصين في الاقاليم الوسطى، والهند في كشمير، لكن هكذا مخاوف لا تجعل من إغتيال الشيخ نمر النمر أو سحق الشيعة في البحرين وغيرها بنداً على جدول أعمال مجلس الدوما.

معاناة الشيعة في العالم مرشحة للاستمرار والتصاعد، يزيد تكديس السعودية للأسلحة الفتاكة من حدّتها في ظل انعدام التوازن مع القطب الشيعي الأوحد.

golf

من الثابت أن تأليف الأحلاف وشن الحروب كلفته باهظة على واحدة من أغنى إقتصاديات العالم، ومع صعوبة تعويض هذه الأموال بسبب انخفاض سعر النفط الى مستويات قياسية، تصبح هذه المرحلة محسوبة تبعاً لموجودات الاحتياط النقدي السعودي.

ما يمكن أن يضاعف ويعجل في عجز الاقتصاد السعودي ، هو الانتهاء من تحقيق بنود الاتفاق النووي، الذي سوف يؤدي الى بداية ايران ضخها لمليون ونصف برميل من النفط يومياً، زيادة على الفائض في السوق العالمي، حيث ينتظر أن ينخفض سعر برميل النفط الى ما دون العشرين دولار بمباركة وتسهيلات غربية، وتبلغ حينئذ الصعوبات السعودية المالية مرحلة تاريخية من التقشف والانكفاء، يتفرق بنتيجتها شمل المستفيدين ويصبح الجيش السعودي بعديده وعتاده عبئاً على الخزينة.

وحتى ذلك الحين، لا يسع الشيعة في العالم سوى الاستفادة من التقية، وامتصاص الصدمات وتجاهل الافتراءات لمنع استئصالهم حيث القوة المعادية طاغية وكفة الميزان في غير مصلحتهم.

حرق السفارة السعودية في ايران قلب النتائج وجعل الناس تنسى اغتيال الشيخ النمر وتتعاطف مع الجلاد.

إن غباء السلطة السياسية المعنية بتخفيف الخسائر والتنقيب عن مكاسب، قد يجعل الامور تنقلب رأساً على عقب، ويختفي أي أمل مستقبلي بالنجاة.

نمير شاهين

التعليقات مغلقة.