ظل اختفاء الإمام موسى الصدر لغزا محيرا منذ عقود، ووجهت أصابع الاتهام للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، لكن رواية جديدة ظهرت مؤخرا تقلب الوقائع رأسا على عقب.
ويطرح الكتاب الذي يحمل عنوان “سقوط السماء.. البهلويون والأيام الأخيرة لامبراطورية إيران” فكرة أن رجال الدين الإيرانيين الذين أطاحوا بالشاه وعلى رأسهم زعيم الثورة آية الله روح الله الخميني، ربما رأوا في الشيخ الإمام الصدر تهديدا لهم.
ووفقا لما ورد في الصحيفة فإن اتصالات سرية كانت قائمة بين الشاه وموسى الصدر، رغم التوتر الظاهري بينهما، وهذا ما يؤكد رغبة الشاه بعودة الصدر إلى إيران لإحباط طموحات الخميني، في الأشهر التي سبقت قيام الثورة.
يقدم الكتاب برهانا على انعدام الثقة بين الصدر والخميني، ويقول مؤلف الكتاب، البروفيسور في جامعة كولومبيا، أندرو كوبر، حتى الآن، وكما سترون في الكتاب، كانت الرواية أن موسى الصدر كان ضد الشاه ومع الخميني، لكن الكتاب يدحض هذه الرواية تماما.
ويقول كوبر إن شاه إيران كان مستعدا للدخول في حوار مع موسى الصدر، مؤكدا أن كتابه يوفر معلومات لم يتم نشرها من قبل بشأن اتصالات بين الصدر والشاه، والتي تشمل تحذيرات أرسلها الصدر بشأن الخطابات التخريبية لآية الله الخميني في منفاه، كما تتضمن عرضا تم تقديمه في مطلع صيف 1978، قبل اختفاء الصدر بأسابيع، لمساعدة الشاه في كبح جماح الخميني.
وللذكر فإن مؤلف الكتاب كوبر، متخصص في شؤون الشرق الأوسط ومؤلف أيضا لكتاب “ملوك النفط” الذي صدر عام 2012 عن تاريخ التطور النفطي في دول الخليج العربي، وقضى السنوات الثلاث الأخيرة باحثا في كتابه الجديد عن الشاه الأخير لإيران الذي سيصدر في يوليو/تموز القادم.
تعددت التحقيقات الجنائية، وتنوعت الكتب والفرضيات حول مصير الشيخ الإمام موسى الصدر، رجل الدين الإيراني المولد والذي اتخذ من لبنان مقرا لإقامته لأكثر من عقدين، وهذا الكتاب ليس إلا جزء من إطار عام يبحث في أسرار الاختفاء المحير للصدر الذي لم ير ورفيقاه منذ 31 من أغسطس/آب 1978، حين شوهدوا لآخر مرة في مطار طرابلس، عاصمة ليبيا.
ويحمل لبنان القذافي مسؤولية اختفاء الصدر، بعد أن وصل ليبيا بدعوة رسمية مع رفيقيه، لكن النظام الليبي نفى بشدة هذه التهمة، مؤكدا أن الثلاثة غادروا طرابلس متوجهين إلى ايطاليا ونفت الأخيرة دخولهم إلى أراضيها.
التعليقات مغلقة.