هو البطل و”فخامة الرئيس” في جمهورية قلوبهم. هو الحنون و”رجل القرارات الصعبة”، الكريم، المحبّ والمحبوب. ومن يكون سوى وزير التربية الياس بو صعب الذي اختبر طلاب لبنان معه “طعم” الإفادات وصولاً إلى إقفال المدارس والثانويات والمهنيات في فترات العواصف؟!
بات الطلاب معتادين على “الغنج”، حتى أن من كان يكره فصل الشتاء وأمطاره وثلجه التزم بالصلاة كي تحلّ العواصف من دون انقطاع. بل أكثر، اكتسب هؤلاء ثقة عمياء بكرم الوزير فراحوا يتحدون أهاليهم، رافضين مراجعة الدروس “لأنو أكيد بكرا فرصة”!
هذا العام، كما سابقه، ربح التلامذة عطلة دراسية “مجانية” وفجائية مع زيارة “فلاديمير” لبنان. لكن على عكس ما كان يحدث سابقاً، اختار بو صعب الانتظار حتى الدقيقة الأخيرة قبل زفّ خبر إقفال المدارس، وذلك للتأكد من “جديّتها”، إذ صرّح قائلاً: “لن نكرّر خطأ العام الماضي عندما أقفلنا المدارس خمسة أيام، بينما تبيّنَ لاحقاً أنّ الطقس كان مشمساً، لذلك قرارُنا بإقفال المدارس يعتمد على التأكّد من جدّية العاصفة”.
لا يعرف الأهالي في الواقع، أي معايير أو اسباب يستند إليها الوزير في قراره إقفال المدارس أو عدمه. سبق له أن بررّ “موجبات” إحدى العطل القسرية بتدني درجات الحرارة، سائلاً عبر موقعنا (تقرير سابق): “هل من المسموح وضع الطلاب في الثلاجة؟ هذه ليست مزحة”. وعادة ما يندرج عامل “التنقل والمواصلات واحتمال وقوع حوادث” ضمن الأسباب الموجبة لقرار الإقفال.
يبدو واضحاً إذاً أن وزير التربية ليس بوارد أن يكون “بابا نويل” العطل، لكنه لا يتهاون في ممارسة واجباته ومسؤولياته أيضاً. متى استدعت الحاجة، يكون “قدها وقدود”. ولعلّ امتناعه عن إغلاق المدارس بسبب العاصفة “اورسولا” على رغم سرعة الرياح وشدّتها وغزارة الأمطار ساحلاً، والثلوج على الجبال، وعلى رغم إطلاق بعض الجهات عليها اسم “جوليا” (كي ينتهي العام الدراسي)، قد أعاد إلى قلوب الأمهات بعضاً من الطمأنينة والراحة، إذ صرن يخشيين من تلازم كل عاصفة مع عطلة “لا عالبال ولا على الخاطر”!
وفي ظلّ الحديث عن تجدد العاصفة الأسبوع المقبل بحيث يتوقع ألا يقتصر تساقط الثلوج فقط على المرتفعات، يرتفع منسوب القلق عند الأمهات اللواتي بدأن بحملة إستباقية على مواقع التواصل الاجتماعي، فنشرن صورة للوزير مرفقة “بالخبر” التالي: “أعلن وزير التربية والتعليم العالي وبعد التشاور مع مصلحة الأرصاد الجوية وبسبب سوء “الأحوال الجوية” وتزامناً مع العاصفة في لبنان: – على الطلاب لبس كنزتي صوف “سماك”، – بجامة تحت البنطلون، – قبعة وشال، – كلسات عدد2… وما تحلمو بالعطلة… شكراً للتعاون”!
فهل يكسب الطلاب الجولة المقبلة فيطالبون ببو صعب وزيرا للتربية إلى الأبد وتهدد الأمّهات باغتياله (من باب المزاح)، أم ينتصر الأهل ويرددون مع جوليا “أنا بتنفس حرية”؟!
التعليقات مغلقة.