حليب مفخّخ لدورية اليونيفل في صور

في قاعة المحكمة العسكرية، انتظرت ليلى محمّد بشغف رؤية زوجها الموقوف منذ أكثر من 7 سنوات .. هي ليست كباقي الزوجات اللواتي يحضرن لزيارة أزواجهن في مكان سجنهم، فهي هاربة من وجه العدالة بعد صدور مذكرة توقيف بحقها في قضية يُحاكم بها الزوج فادي غسان إبراهيم الملقّب بـ”السيكمو” بجرم استهداف قوات “اليونيفيل” في صور.

“ليلى” التي سلّمت نفسها يوم الخميس الماضي، تمّ استجوابها في ثلاث دعاوى تتعلّق بالجرم نفسه ، قالت أمام رئيس المحكمة العميد خليل ابراهيم، أنّ زوجها سلّمها عبوة حليب لتسليمها لابن عمّه سامر ابراهيم في مخيّم البص في صور ليتبيّن أنّها عبوة ناسفة، مؤكّدة أنّها لم تكن على علم بأمر العبوة.

وأشارت “ليلى” إلى أنّها لم تُسلُم نفسها بسبب توقيف زوجها وضرورة رعايتها لأولادها الخمسة، لافتة إلى أنّ إحدى بناتها التي كانت تبلغ أشهرمعدودة عند توقيف الزوج كانت مصابة بـ”التلاسيميا”.

وقد استمع رئيس المحكمة أيضاً لزوجها بصفة شاهد، والذي نفى علمه بأمر العبوة وأفاد أنّ مسؤول “فتح الإسلام” في عين الحلوة في حينه عبد الرحمن عوض أقنعه أن وضع ابن عمه المادي صعب جدا وهو يريد مساعدته بعدما وضعت زوجته مولوداً جديداً. فقرّر “السيكمو” أن يطلب من زوجته نقل الأغراض، قبل أن يتبيّن أن الأغراض تحتوي على عبوة تمّ زرعها في جل البحر في صور لاستهداف دوريّة لـ”اليونفيل”.

وفور انتهاء الجلسة، سمح العميد ابراهيم بلقاء ثنائي للزوجين، اللذين كانا يسترقان النظر لبعضهما داخل القاعة، لدقائق معدودة في غرفة مجاورة وبحضور عناصر الشرطة. ومساء، حكمت المحكمة العسكرية على زوجة “السيكمو” بغرامة مالية قدرها 900 ألف ليرة.

التعليقات مغلقة.