هذه ليست عاصفة إنها دب قطبي

حين يكتب الاعلامي يزبك وهبة على صفحته على “فيسبوك” انه يرى دبا قطبياً يتجه نحونا، فعلينا ان ننتظر عاصفة ثلجية مكتملة. فالشغوف بمتابعة علم الارصاد الجوية يتريّث كثيراً قبل ان يكشف مضمون ما “يقرأه”، وحين “يزفّ” الخبر الابيض فإنه لا يبالغ، كما انه لا يؤكد ويجزم بخاصة اذا كانت الفترة الزمنية بعيدة عن موعد قدوم العاصفة. لكنه هذه المرّة كاد ان “يبصم بالعشرة”، فما يراه في الخرائط واضح…وناصع!

“نعم، ثمة منخفض جويّ شديد البرودة مصدره بلاد الثلج(الدول الاسكندينافية) يسير مباشرة في اتجاهنا”، يقول وهبة لـ”لبنان24”. لكنه كعادته يفضلّ ادخال “اذا الشرطية” في اخبار الطقس، وعليه يضيف:” العاصفة آتية آتية، لكن في حال اصطدمت بكتل هوائية دافئة من صحراء مصر وليبيا، فقد تخفّ حدتها فقط…لكنها قادمة ليس فقط الى لبنان بل ستزور الشرق الاوسط بكامله وتكلله بالابيض”.

ويؤكد وهبة ان العاصفة المرتقبة تحمل كل مكوّنات العواصف، على عكس “اورسولا” التي لم تكن ثلجية انما هوائية، علماً انها في اصلها عاتية وقوية وقد شهدنا توقفاً لحركة الملاحة والطيران في تركيا (تمركزت في تركيا وايطاليا)، أي أن ما شهدناه في لبنان ليس الا لمسات من اطراف “اورسولا”.

بيد أن القادم يبدو مختلفاً…بحسب وهبة تبدأ العاصفة ليل السبت – الاحد مع امطار وثلوج على 1500 متر، لتتدنى الاثنين الى 1100 متر، وفي حال حافظ هذا المنخفض الجوي على برودته ستلامس الثلوج الـ 700 متر وحتى اقلّ.

يذكر وهبة بالمثل الشعبي القديم “من القلّوسة للقلّوسة، إيامنا بتكون منحوسة” شارحاً معناه أنّه من عيد مار أنطونيوس أب الرهبان في 17 كانون الثاني حتى عيد مار مارون في التاسع من شباط (الإثنان كانا يرتديان القلنسوة ،القلّوسة) نشهد الأيام الأبرد في فصل الشتاء. يبدو الاعلامي العاشق للابيض مقتنعاً بأن هذا المثل سوف يُطبق هذا العام!

بدوره، اكدّ رئيس مصلحة الارصاد الجوية في مطار بيروت مارك وهيبة في اتصال مع “لبنان24” ان ثمة منخفضاً بارداً في طريقه الينا”، لافتاً الى أن “العاصفة المرتقبة قد تحتفط باسم “اورسولا” اذ ستعتبر امتداداً لها، وقد تلجأ المصلحة الى اطلاق اسم جديد سيبدأ وفق الجدول بحرف “ت”.

من جهتها، لفتت مصلحة الأبحاث العلميّة الزراعيّة LARI الى ان منخفضاً ثلجياً بارداً (أطلقت عليه إسم “تل عمارة” “Tal Amara”) يبدأ السبت 23/1 ويشتدّ تدريجيًّا مع الأيام المقبلة لغاية الجمعة 29/1/2016 مع ثلوج وفيرة تصل إلى ارتفاعات متدنيّة وبرودة شديدة.

اذاً، فإن “اورسولا” او “وريثتها” على الارجح لن تخذلنا. الجنرال الابيض سيزور الشرق الاوسط ويمرّ ايضا في لبنان. لكن رجاء لا داعي للهلع والقلق، انه كانون الثاني، بل على حد قول وهبة “ايام القلوسة”، فمن الطبيعي ان تعصف الطبيعة. اما التقيّد بالارشادات البديهية فهذا أمر واجب، وعلى رأسها القيادة بحذر وعدم سلوك الطرقات الجبليّة إلا عند الضرورة حيث يجب استعمال السيارات الرباعيّة الدفع أو المجهّزة بالسلاسل المعدنيّة.

التعليقات مغلقة.