ما علاقة جيلبير شاغوري بـملك النفط اليهودي مارك ريتش

Gilbert Chagoury

في الذكرى الخامسة عشر على منح الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عفوا عاما لـ”ملك النفط” الهارب الدولي مارك ريتش، نشرت صحيفة نيويورك بوست تقريرا عن ريتش وابرز وصفقاته، والقت الضوء ايضا على علاقته الوطيدة برجل الاعمال اللبناني جيلبير شاغوري، وعالم الاعمال الذي كان يجمعهما سوياً. كما اتت على ذكر المساعدات المالية الكبيرة التي كان يقدمها الشاغوري الى كلينتون وتحديدا لناحية دعم حملاته الانتخابية سواء له او لزوجته هيلاري. فمن هو ملك النفط وما علاقته بشاغوري؟ وما مدى قوة الصداقة التي كانت تربط الميلياردير اللبناني بالرئيس الاميركي السابق؟.

مارك ريتش هو يهودي بلجيكي الأصل عرف بلقب “ملك النفط” حسب ما جاء في كتاب الصحافي دانييل امّان، الذي كشف له ريتش اسرار حياته، فكتب قصته.

ريتش هو من أكبر تجار النفط في العالم، والفرصة الذهبية جاءته عقب نشوب حرب اكتوبر 1973 والحظر الذي أعلنته الدول العربية على تصدير النفط للكثير من الدول المساندة لاسرائيل. وبسبب اتصالاته الواسعة وعلاقاته التجارية المتشعبة تمكن من مد أصابعه الى ايران في عهد الشاه، عبر الوصول الى أصحاب القرار وبالتالي الحصول على عقود لشراء كميات ضخمة من النفط الايراني الذي كان يصل بانتظام الى اسرائيل وجنوب أفريقيا.

وكان ريتش اتُهم بسرقة 48 مليون دولار من مؤسسة الضرائب – وتعتبر هذه السرقة من اكبر سرقات الاموال العامة في تاريخ الولايات المتحدة – كما كان اتُهم بالتحايل والابتزاز. ووصل عدد التهم الى 65 تهمة تصل فترة الحكم فيها الى 300 سنة، فيما لو حكم عليه. وتوفي ريتش عام 2013.

شهادات فخرية إسرائيلية

حصل مارك ريتش في مايو 2007 على دكتوراه فخرية من جامعة بار ايلان الاسرائيلية في رامات غان «اعترافاً بمساهماته الكبيرة لاسرائيل وللأبحاث العلمية في هذه الجامعة».

وفي 18 نوفمبر من العام نفسه، حصل ريتش على دكتوراه فخرية ثانية من جامعة بن غوريون الاسرائيلية في النقب.

وفي عام 2008، حصل على شهادة تقدير من كلية الطب التابعة لجامعة تل أبيب. وقد سبقه لنيل مثل هذه الشهادة الرئيس الأميركي الأسبق جيرالد فورد والممثلان مايكل دوغلاس وأليزابيت تايلور.

في 20 كانون الثاني 2001، منح بيل كلينتون، عفوا عاما لريتش بعد وساطات كثيرة من الحكومة الاسرائيلية. ويومها وصف تصرف كلينتون باساءة استعمال الصلاحيات الرئاسية. وقال حينها عضو الكونغرس بارني فرانك ان تصرف كلينتون هو خيانة كبيرة لا مبرر لها طعنت كل من دعموه خلال مسيرته.

وكتبت “نيويورك بوست” ان ” ريتش اشتهر بقربه من رجل الاعمال اللبناني جيلبير شاغوري.

وكانت وسائل الاعلام النيجيرية نشرت عام 1999 ان ريتش وشاغوري هم بمثابة الاعداء للدولة. فكانا يبيعان سوياً النفط الى الاسواق العالمية. في عام 2000، اتهم شاغوري في جنيف بتهمة تبييض الاموال ومساعدة المنظمات الاجرامية، ولا سيما لناحية صفقاته المشتركة مع الرئيس النيجيري ” أباشا”. اذ كان شاغوري يؤمّن التغطية لـ”اباشا” في تهريب البترول المستخرج من البلاد، وكانت حصته حوالي 40 بالمئة من مُجمل الصفقات التي كان الرئيس أباشا يعطيها له”.

تضيف “نيويورك بوست”، ان شاغوري عرف بمساعدته الكبيرة لبيل كلينتون، اذ تبرع له بملايين الدولارات، وكان يدعم حملاته الانتخابية التي خاضها الرئيس الاميركي السابق والتي بدأت عام 1996”.

ويومها قالت الصحافة الاميركية ان رجل الاعمال اللبناني اقنع كلينتون بأن يعرفه على مسؤولين حكوميين صينيين في شركتي البترول المملوكتين من الدولة، على امل ان تشاركا في مشروع بترولي مع الشركة البرازيلية للبترول بتروبراز وشركة توتال الفرنسية. وكذلك سجّل كرم الشاغوري السخي، في دعم حملات هيلاري كلينتون في عام 2008.

في عام 2005، حضر بيل كلينتون الحفل الذي اقيم في نيجيريا، لتكريم شاغوري ومنحه جائزة على مجمل مشاريعه. كما قام الرئيس الاميركي السابق بدعوة شاغوري على عيد ميلاده على الرغم من ان الحفل كان خاصا جدا ولم يتعد عدد المدعوين الستين شخصاً. كذلك كان شاغوري ابرز المدعوين على حفل زفاف مساعدة كلينتون.

التعليقات مغلقة.