تمر الساعات والأيام على تبني رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ترشيح رئيس تكتّل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، من دون أن يحرّك “حزب الله” ساكناً حيال حدث الثامن عشر من كانون الثاني 2016. صمت نيابي لأعضاء كتلة “الوفاء للمقاومة”، ينسحب ايضاً على وزيري الحزب وقياداته كما مشايخه.
صمت، حتى لو خرقته كتلة “الوفاء للمقاومة” عبر بيانها الأسبوعي، “فإن ما سيصدر عنها من تعليق، لن يكون بمثابة الموقف الرئاسي الحاسم” يقول المقربون من الحزب، “لأن المرحلة لا تزال تحتاج الى مزيد من التشاور والإتصالات لتحديد وجهة السير وكيفية النزول الى ساحة النجمة لخوض إستحقاق محسوم النتيجة مسبقاً لا الى المشاركة بمعركة إنتخابية”.
عندما يُسأل نائب من “حزب الله” عن هذا الصمت، يتردّد كثيراً في الإجابة، ثم يأتي جواب مؤلف من مجموعة أسئلة، تحمل ما تحمله في طياتها من رسائل يمكن للسائل أن يبني عليها لمعرفة ما يقوم به الحزب رئاسياً.
“وهل ما نقوم به ويتم العمل عليه يمكن لأحد أن يتحدث به عبر وسائل الإعلام”؟ بهذا السؤال تبدأ إجابة نائب كتلة “الوفاء للمقاومة”. ويضيف: “إذا كنا نجري مشاورات داخل فريق الثامن من آذار وتحديداً مع رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية بهدف سحب ترشيحه لمصلحة العماد ميشال عون، فهل يكون هذا الكلام مخصصاً للإعلام؟
وإذا كان الهدف من محاولة سحب “البيك” لمصلحة “الجنرال” هو جعل رئيس “تيار المستقبل” النائب سعد الحريري من دون مرشّح بعد تخليه عن ترشيح جعجع، وما تشكله هذه الخطوة إذا تحققت من إحراج للحريري وخضوعه لمزيد من شروط السلّة المطلوبة، فهل يكون هذا الكلام مخصصاً للإعلام؟
وإذا كنا نجري سلسلة إتصالات إقليمية ودولية، لمعرفة جديد تطورات الخارج وما إذا نضجت الظروف لإنتخاب رئيس، فهل يكون هذا الكلام مخصصاً للإعلام؟
وإذا كانت هناك إتصالات مع “تيار المستقبل” لمعرفة مصير سلّة الحل التي تحدث عنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والتي تتضمن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة إضافة الى قانون الإنتخاب وغيرها من الأمور الأساسية، فهل يكون هذا الكلام مخصصاً للإعلام؟”
كل هذه الأسئلة يريد “حزب الله” أن يحصل على أجوبة عليها قبل أن يخرج الى الإعلام بموقف.
موقف عندما يقرر الحزب إعلانه، فذلك يعني أنّ القصة إنتهت وطويت صفحة الفراغ. عندها لن تكون جلسة الإنتخاب بحاجة الى أي تحضير، ويمكن لرئيس المجلس النيابي نبيه بري حتى أن يقرب موعدها، لأن منطق المعركة بين عون وفرنجية غير وارد لدى الحزب وكذلك بالنسبة الى “الجنرال”.
فالنزول الى الجلسة كفريق سياسي إسمه “8 آذار” لن يكون إلا بالتكافل والتضامن مع الحليف أي “التيار الوطني الحر”، وبالتنسيق الكامل مع رئيس “تيار المردة” الذي لن يكون إلا مباركاً لهذه الخطوة في حال تحقّقت، وعندها أيضاً ستُذَلّل كل العقبات القائمة اليوم داخل الثامن من آذار، من أمام ترشيح العماد عون.
إذاً لكل ما تقدم، كل عمليات البوانتاج التي تجرى بين ترشيحي عون وفرنجية، تارةً في الكواليس وتارةً بشكل معلن، لن تقدم ولن تؤخر في مسار الإستحقاق، لأن الجلسة لن تكون جلسة معركة بل إتفاق مسبق.
التعليقات مغلقة.