رحلة العتري من طرابلس إلى يبرود

 

عاصفة الإنتصار إلى الشعب السوري ودعم ثورته هبّت على محمد العتري وعشرات الشباب غيره من طرابلس، الذين قادتهم حميّتهم إلى الإلتحاق بالثوّار، خصوصاً بعد “مجزرة تلكلخ” التي ذهب ضحيتها أكثر من 12 شاباً طرابلسياً وقعوا في كمين محكم للنظام.

اندفاع العتري ورفاقه كان وليد أفكارهم غير المرتبطة بأي تنظيم أو حزب أو فكر متطرّف، حسبما أفاد الموقوف، الذي مثل أمام المحكمة العسكرية الدائمة مع رفيقه بلال علّولو بتهمة “الإنتماء إلى مجموعة مسلّحة بغية القيام بأعمال إرهابية وإثارة الفتنة وضرب الإستقرار وتحضير العبوات الناسفة لتفجيرها بدوريات للجيش بهدف قتل عناصره”.

لقاء لم يستغرق أكثر من ساعتين، جمعه مع عبدالله جغبير وبلال العتر وعمر ميقاتي وآخرين، إتخذوا خلاله القرار بالإنتقال إلى سوريا والإلتحاق بالثوّار، الرحلة انطلقت من طرابلس إلى عرسال ثمّ إلى جرودها ومن هناك أقلّتهم سيارة “ڤان” إلى يبرود حيث التحقوا بكتيبة “الفاروق” التابعة للجيش الحرّ ومكثوا في منطقة النبك لمدة شهر عادوا بعدها إلى طرابلس بالوسيلة والوجهة نفسها لعدم تأقلمهم مع ظروف المنطقة وجهلهم لها.

لم يُنكر العتري علاقته الوثيقة بأسامة منصور(قُتل خلال محاولة توقيفه) التي بدأت منذ أيام الدراسة، لكنّه نفى أن يكون الأخير طرح عليه فكرة ضرب مراكز الجيش أو زرع عبوات ناسفة له، موضحاً أنّه علم بمخطّط أسامة منصور الهادف إلى زرع عبوات للجيش وحاول ثنيه عن هذا المشروع، وعندما لمس تصميمه على ذلك تركه وابتعد عنه.

وعمّا إذا كان يعرف بأنّ أسامة منصور هو أمير “جبهة النصرة” في طرابلس، أوضح المتهم أنّه علم بذلك لاحقاً من خلال الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام، كاشفاً أنّ منصور عمّم أكثر من مرّة تسجيلات صوتية عبر “واتساب” على مجموعته في طرابلس، يُحرّض فيها على الجيش ويصفه بالكافر، وفي إحدى الرسائل تبنّى زرع عبوة للجيش في منطقة باب الرمل بتنفيذ من شادي المولوي، وأوضح أنّه كان يعرف المولوي لأنّه كان يعمل عنده في محلٍ يملكه الأخير.

استفاض العتري في الحديث عن المعارك التي شهدتها طرابلس وتنقله بين المحاور، من دون أن يُشارك فيها، حسب زعمه، مؤكداً أنّه لم ينتم إلى مجموعة الشيخ حسام الصباغ ونفى ما نسبه إليه القرار الإتهامي بـ”أنّه ابتعد عن الصبّاغ بعدما تخلّى الأخير عن فكرة إنشاء إمارة إسلامية في طرابلس”.

وفي وقت تنصّل من واقعة تسليم أسامة منصور له كرتونة بداخلها عبوة ناسفة وضعها تحت شجرة لتفجيرها بدورية للجيش، سأله رئيس المحكمة عن نقله مزهرية بداخلها متفجرات إلى طلعة الخناق في طرابلس، برفقة سميح زهير مراد وتفجيرها مما أدى إلى مقتل أحد الأشخاص وإلحاق أضرار مادية بالمكان، فأفاد العتري بأنّ مراد هو من ركب خلفه على الدراجة ونقل المزهرية وتفجيرها، وهنا قرّر رئيس المحكمة إرجاء الجلسة إلى 18 آذار المقبل لسماع إفادة مراد الموقوف في سجن رومية في قضية أخرى.

التعليقات مغلقة.