حراك رئاسي غربي : و السعودية تعطي الضوء الاخضر للـ الحريري

قالت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” أنْ لا شيء متوقّعاً على جبهة الاستحقاق الرئاسي في المديَين المنظور والقريب، وإنّ الكلمة كانت ولا تزال للميادين الإقليمية، من سوريا إلى العراق إلى اليمن، وطالما إنّ هذه الميادين لم تقارب الحسم، أو على الأقلّ تحقيقَ المكاسب لهذا الطرف أو ذاك، فإنّ أزمة لبنان الرئاسية باقية في الثلّاجة، وإنّ الحراك الجاري في شأنها لا يَعدو كونه محاولةً للحدّ مِن التجَمّد، حتى لا يفرض لاحقاً فترةَ انتظار طويلة لكي يذوب.

وأضافت هذه المصادر: “إنّ المبادرات المطروحة ربّما تكون مريحة في الشكل، لكنّها أكثر تعقيداً في المضمون، إذ إنّ كثيرين لا يستسيغون خوض انتخابات الرئاسة بمنطق التنافس بين مرشّحَين أو أكثر كسراً للمعتاد، وإنّما الغالبية السياسية تفَضّل التوافق على انتخاب رئيس من ضمن مرشّحي المبادرات، أو مبادرات المرشحين أو من خارج هذه المبادرات”.

وأكّدت المصادر أنّه يستحيل انعقاد جلسة نيابية انتخابية يتنافس فيها العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، لأنّ نصابَها الدستوري لن يكتمل إلّا إذا ضمنَ أحدُهما التوافق عليه، وهذا التوافق يبدو إلى الآن مستحيلاً. فعون كان ولا يزال يراهن على الميادين الإقليمية، فيما فرنجية يراهن على العواصم الإقليمية والدولية والجهات التي رشّحته، مُعتقداً أنّ في إمكانها تأمينَ التوافق الداخلي عليه، فيما هو مثل عون، يواجه داخلاً منقسماً بين مؤيّد ومعارض”.

ما وراء الكواليس

في المقابل، توقّفت مصادر سياسية وديبلوماسية أمام الحراك الديبلوماسي الغربي الكثيف وغير المعلن الذي توزّعَ بين اللقاءات الخاصة ولقاءات العمل غير المعلَنة.

وقالت لـ”الجمهورية” إنّ هذا الحراك الديبلوماسي غير المسبوق في الأيام الماضية ظلّ وراء الكواليس وبعيداً من الأضواء الإعلامية. وهو حراك عبّرَ عن اهتمام ملحوظ بالحركة المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، مشجّعاً على الخطوات التي يمكن أن توفّر توافقاً على إنجاز الاستحقاق، بعيداً من منطق الكيدية السياسية.

المملكة تدعم المصالحة المسيحية

من ناحية أخرى، ذكرت مصادر قواتية لـ”الأخبار” أن رئيس القوات سمير جعجع أكد في اليومين الأخيرين أمام عدد من مسؤولي حزبه أن الجو السعودي مغاير تماماً لما يحاول الرئيس سعد الحريري تصويره، مشيراً إلى أن “هذا الموقف سيتضح خلال أسبوعين وسيكون لصالحنا”. حتى إنه ذهب إلى حدّ التلميح بأن “المملكة ستصدر موقفاً داعماً للمصالحة المسيحية، وقد تعطي الضوء الأخضر للحريري وتيار المستقبل للسير بالخيار الذي اتخذناه”.

فتفت: مستمرون بدعم فرنجية

كلّ ذلك، في حين أكد عضو “كتلة المستقبل” النيابية النائب أحمد فتفت لـ”السياسة”، أن “تيار المستقبل” مستمر في دعمه رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية للرئاسة الأولى، طالما استمر الأخير في ترشيحه، لافتاً إلى أن هناك محاولات باتجاه دفع فرنجية للتنازل إلى عون وبالعكس، “لكننا في المستقبل غير معنيين بذلك”، عازياً صمت “حزب الله” من الملف الرئاسي، إلى حالة إرباك لدى هذا الفريق الذي اضطر إلى إلغاء اجتماع كتلته النيابية، في الخيارات بين تأييد عون أو فرنجية، وكذلك الأمر فإنه يعاني إرباكاً لناحية اتخاذ موقف من التحالف بين جعجع وعون.

التعليقات مغلقة.