ترى مصادر قيادية مستقبلية أن موقف الوزير أشرف ريفي حول الرفض المطلق لترشيح رئيس للجمهورية من قوى “8 آذار” “شعبوي”، لكنه يدغدغ مشاعر القاعدة الشعبية لقوى “14 آذار” التي ناضلت على مدار عشر سنوات تحت شعار لا لسوريا وإيران وحلفائهما في لبنان.
واعتبرت هذه المصادر أن موقف ريفي “ربما يكون صحيحاً من الناحية النظرية، لكن الواقع الذي يراه الرئيس سعد الحريري مرتبط بشيء أعمق يهدف الى الحفاظ على كيان الدولة، في ظل عدم القدرة على الوصول الى الخيار الأمثل وهو انتخاب رئيس من 14 آذار. فهناك تهديد للكيان اللبناني برمّته، بما يعني أن الأمور مرشحة إذا ما استمرت على ما هي عليه، للذهاب الى التصعيد أمنياً وعسكرياً، وهذا من شأنه أن يفرض أموراً على الأرض لن تكون حتماً في مصلحة تيار المستقبل و14 آذار”.
وتقول هذه المصادر لـ “السفير”: “القرار في تيار المستقبل يعود للرئيس الحريري؛ وهو المطلع على الوضعين الإقليمي والدولي ويعمل من أجل مصلحة لبنان، ونحن نعلم أن كل الطروحات لم ترتق إلى مستوى الطموحات التي لطالما سعى إليها”.
وتخلص هذه المصادر إلى القول: “إن ترشيح الحريري للنائب سلميان فرنجية هو أفضل الممكن، برأي الحريري، لأن هدف هذا الترشيح هو الحفاظ على الهيكل اللبناني المتمثل اليوم بالدولة وباتفاق الطائف، قبل أن تصل الأمور الى مرحلة من الاهتراء الكامل، ثم يأتي من يدعو إلى هدم هذا الهيكل وإعادة بنائه وفقاً لصيغة جديدة لن تكون حتماً في مصلحتنا”.
ويرى مقربون من الحريري أن “الهوة بدأت تتسع بينه وبين بعض أركانه، بسبب غيابه القسري عن لبنان، وأنه لا بد أن يسارع الى إجراء جردة حساب سريعة، ومن ضمنها إعادة ترتيب بيته الداخلي ليتمكّن من مواجهة الاستحقاقات المقبلة”.
التعليقات مغلقة.