فارس سعيد : حزب الله يريد قيادة الجيش ونائب الرئيس مقابل الرئاسة

 

من دون مقدمات، كتب النائب السابق فارس سعيد على حسابه على “تويتر”، ما معناه ان “حزب الله” لا يريد (رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال) عون، ولا (زعيم “تيار المردة” النائب سليمان) فرنجية رئيساً للجمهورية، بل يريد مركزي نائب الرئيس وقائد الجيش للشيعة، قبل الانتقال الى اي بحث آخر.

الامور كما يراها سعيد، ليست “بيضاء أو سوداء”، بل هي مزيج من معلومات وتحليل سياسي فحواه ان أزمة الرئاسة ستؤدي الى اعادة النظر في “اتفاق الطائف” برمته. واستطراداً، عندما يرفض الحزب الحليف المدلّل زعيم “المردة” سليمان فرنجية، والحليف الاستراتيجي ميشال عون، فان وراء الأكمة ما وراءها، وهناك اتجاه الى تغيير المشهد برمته في لبنان، على قواعد جديدة.

في تحليل سعيد لموقف “حزب الله”، حتم “اتفاق الطائف” ظروف وقراءة اقليمية مختلفة، تبدأ من موازين القوى والمرجعية العربية، وفي صدارتها السعودية التي كانت خرجت في نهاية الثمانينات منتصرة من حربها ضد الاتحاد السوفياتي في افغانستان، بالتحالف مع الولايات المتحدة الاميركية… وذلك الى جانب عقوبات فرضت على ايران، في مقابل فورة اقتصادية ونفطية ارخت بثقلها على المشهد الشرق أوسطي.

وكان لا بد، في رأي سعيد، من وقف الحرب في لبنان، واعادة الاعمار، وادخال الرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري. وهذه العوامل مجتمعة أدت الى انتاج معادلة “اتفاق الطائف” الذي لم يُطبَّق، على قوله، بسبب ارادة النظام السوري.

 موازين القوى

ويستطرد في تحليله موقف الحزب، معتبراً ان موازين القوى المحلية والاقليمية تبدلت، والطائفة الشيعية سنة 2016 لم تعد الطائفة نفسها التي كانت عليه في نهاية الثمانينات. لقد قاتلت اسرائيل، وحمت لبنان من “التكفيريين”، وضحّت، وقدمت شهداء على امتداد التسعينات. وبالتالي، لا بد من اعادة النظر في توزيع السلطة في لبنان، بما يتجاوز “اتفاق الطائف” بأشواط.

أما لماذا يطالب “حزب الله” بمركزي نائب رئيس الجمهورية وقيادة الجيش؟ فالمسألة تتصل أولاً بوجود نائبين مسيحيين لكل من رئيسي مجلس النواب والحكومة. ثانياً، الامر على صلة بالصراعات اللامتناهية بين الموارنة على كرسي الرئاسة، من ايام الرئيس الراحل بشارة الخوري، وصولاً الى الفراغ الحالي، مما يحتم وجود نائب رئيس شيعي قادر على تولي ادارة البلاد، في انتظار اتفاق الموارنة على اسم رئيس الجمهورية الذي يعتبر سعيد أنه سيتحول منصبا فخريا، في مقابل تركز السلطات المتبقية للرئيس في يد نائب رئيس الجمهورية.

ويتابع سعيد تحليله: اما قيادة الجيش، فهي حق للشيعة، في نظر “حزب الله، لأنهم دافعوا عن لبنان وفقا لوجهة نظرهم، ضد اسرائيل و”التكفيريين”. واذا كان على “حزب الله” ان يسلّم سلاحه الى الدولة يوماً ما، انصياعاً للارادة الدولية، فسيسلمه الى قائد جيش شيعي لا يضع كوادر الحزب في السجن، كما حصل مع رئيس حزب “#القوات_اللبنانية” الدكتور سمير جعجع بعدما سلّم سلاحه. وبالتالي يريد “حزب الله”، في رأي سعيد، قائد جيش صديقا له، وجمهورية يطمئن اليها.

ختاماً، يدعو من يعتبرون ان كلامه مبالغ فيه، الى العودة لمحاضر “مؤتمر سان كلو” في فرنسا، والى تصريحات رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد، والى جريدة “النهار”،ومما جاء فيها من أن مركزي نائب الرئيس وقيادة الجيش يجب ان يكونا للشيعة. وها ان الساعة حانت.

التعليقات مغلقة.