بين التفخيخ وبرمجة العبوات الناسفة لتفجيرها بواسطة الهاتف الخلوي عن بعد، وتجارة الأسلحة المتعددة والدعم المالي، والإنتماء إلى تنظيم “جند الشام”، ثمة قاسم مشترك هو القيام بأعمال أمنية كبيرة، وإرهابي مشترك هو مدبّر تفجيرات الفنادق منذرالحسن، ووراء هذه الأفعال كلّها مجموعة متعددة الجنسيات.
أمام قوس المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد خليل ابراهيم مثل مربي الدواجن محمّد الريش، المتهم بـ”الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح وتعريض لبنان لأعمال عدائية”، وأفاد أنّ شقيقه سامر “سافر إلى سوريا وأسّس مع خالد المحمود المعروف بأبي سلمان دندشي تنظيم “جند الشام” لنصرة الثورة السورية، حيث تولّى الأوّل منصب الأمير العسكري والثاني الأمير اللوجستي، أما هو فلحق بشقيقه بعد نحو شهرين بدافع إنساني وهو إيصال الدواء، إلّا أنّه أُصيب بيده في الحصن حين كان يحرس المكان الذي مكث فيه هذه المدة”، كاشفا أنّ شقيقه سامر “كان يُكفّر الجيش اللبناني ورؤساءه لكنّه لم يكن يؤيده بهذا الرأي”.
الموقوف الملقب بـ”أبي الدرداء”، عزا مكوثه تلك الفترة في سوريا، الى “انتظار القمر ليصبح هلالاً لأنّ ضوء القمر يكشف المارة”. وأفاد أنّ شقيقه وزوجته قُتلا في المعارك، عندها حاول العبور إلى سوريا لإحضار ابن أخيه فتمّ توقيفه.
ونفى المتهم تأييده لتنظيم “داعش” أو “جبهة النصرة” معتبرا أنّ “الإثنين لا يمتان إلى الإسلام بصلة”، وانكر التحاقه بأي منهما أو المشاركة في أي قتال إلى جانبه، كما أن لا علاقة له بصناعة المتفجرات.
ولم ينكر الريش معرفته بمنذر الحسن مدبّر تفجير فندق دي روي، نافياً علمه بأن الأخير كان يرتدي حزاما ناسفا، كما أكّد على معرفته بالسعودي فهد القرني (المتهم الرئيسي في القضية، أوقف في تموز 2014 لفترة وأخلي سبيله) وهو أمير مجموعة في جند الشام، مشيرا إلى أنّه بعد مقتل شقيقه لم يعد يتواصل مع أحد في سوريا.
أما يحي الجاسم، تاجر السلاح الموقوف في 4 قضايا إرهاب، فقال خلال استجوابه:” لا ذنب لي بهذه القضايا كلّها، الناس يحبونني ويزجون اسمي في كل تحقيق”، وأفاد أنّه “متزوج من شقيقة خالد المحمود وأّنه على معرفة بشقيقة “أبو عبيدة” الملاحق بتفجيرات طالت مطاعم ماكدونلدز، وبعدد من رجال الدين في لبنان الذين كانوا يُرسلون الأموال ليشتري بها سلاحا لدعم الثورة السورية”. ولفت إلى أنّ جوهر مرجان “كان يرسل الأسلحة وأصابيع الديناميت وكذلك خليل الشيخ وقتيبة الأسعد ومصطفى داوود ومثلهم كان يفعل المغتربون اللبنانيون في استراليا ومن بينهم “مصطفى.ع” ومنذر.ع” حيث يحولون الأموال بمبالغ تتراوح بين الـ 5 آلاف والـ 10 آلاف دولارا”.
ونفى المتهم انتماءه إلى تنظيم جند الشام، مؤكدا أنّ كلّ عمله كان مقتصرًا على تجارة السلاح وإرساله إلى سوريا، معترفا أنّ عديله وسيم قصص الملقّب “ابو جندل” والذي ينتمي إلى كتائب عبدالله عزّام، أعطاه دوائر الكترونية لإرسالها إلى سوريا وهو لم يكن يعرف محتويات الكيس الذي سلّمه إياه .وأنكر أن يكون شارك في اجتماع لمجموعة فهد القرني في منزل مهجور في شارع حموي بطرابلس.
يذكر أن القرني الذي يُحاكم غيابيا مع المتهمين الستة الآخرين بـ”الإنتماء إلى تنظيم إرهابي مسلّح وتعريض لبنان لأعمال عدائية وتعكير صلاته بدولة أجنبية”، كان أميرا على مجموعة ومسؤولا عن المركز رقم 5، وهو عبارة عن منزلين ومرآب، وأنّ المرآب كان يُخصّص لتفخيخ السيارات وأنّ المسؤول عن التفخيخ كان الجزائري أبو حسن عقلة الذي قتل في احدى العمليات يُعاونه أبو يحي الفلسطيني الذي كان يُحضّر العبوات بالإضافة إلى أ”بو عبيدة” الذي أصيب خلال تحضيره متفجرة.
وكان القرني وهو في العقد الرابع من العمر، قد اعترف في التحقيقات الأولية أّنّ “عقلة” هو الذي درّبه على التفجير بواسطة الهاتف الخلوي عن بعد، وقد تمّ تفخيخ سيارتين في المركز استخدمت إحداها في عملية انتحارية على حاجز للجيش السوري والثانية في مكمن لدورية حيث وُضعت العبوة في آلية وفجّرت عند حضور آلية أخرى لتفقد المكان، وأنّه هو من قام ببرمجتها على “الخلوي”.
القرني الحائز على إجازة الهندسة الكهربائية وماجستير في إدارة الأعمال، كان متعاطفًا مع الثورة السورية منذ بدايتها، وقد كشف خلال التحقيق معه عن “اجتماع حصل لعناصر التنظيم في بيت مهجور، وكان من بينهم منذر الحسن، حيث اقترح عليه الأخير مبايعة “النصرة” وتشكيل خليّة نائمة في لبنان تكون جاهزة عند الضرورة، لكنّه رفض الأمر وفضّل أن يعود عناصر المجموعة الـ 13 إلى سوريا ويبايع كلّ منهم من يُريد وقطع علاقته نهائيا بجند الشام”.
إشارة إلى أنّ أحد الموقوفين في القضية هو المتهم “الدائم الإبتسامة” وئام شوك يحمل الجنسية الأسترالية، وسيتم استجوابه في جلسة تعقد في 23 آذار المقبل.
التعليقات مغلقة.