تهجم الوزير وئام وهاب.. على امرأة ونعتها باسوأ الصفات.. سقطة انسانية قبل ان تكون سياسية.
وئام وهاب – الذي نحترم – لا اظن ان ازالتك لتغريدات الشتم ضد “يمين” تكفي.
انت مطالب باعتذار من السيدة “فيرا يمين “.. عضو المكتب السياسي في تيار المردة الذي يتزعمه الوزير سليمان فرنجية “المرشح – حريرياً – لرئاسة الجمهورية في لبنان”.
ما حدث يؤكد ان ثمة عقلية ذكورية لا تمتلك القدرة على مجابهة الكلمة بكلمة او الحوار بمثله, بل يتموضع ” الذكر ” للانقضاض على ما قد يعتقد انه يؤثر في مشاعر “سيدة “, فيذهب الى اللعب على وتر “عمرها وعدد سنوات حياتها”, ومظهرها ولياقتها, ذلك لان العقل القاصر عن استيعاب ذكاء المرأة يبقى مغلفا باحاديث العقل الباطن, التي لا ترى في المرأة اكثر من حدود “مطبخ” وان تعداه, فالى فناء الدار, لشطفه وتنظيفه استعدادا لتحضير وجبة عشاء دسمة ل “سي السيد”.
اتساءل: كيف يقدر ايا كان ان “يتمرجل” على سيدة, وهل في ذلك “نشوة انتصار” في ظل الانكسارات العربية المتلاحقة, وهل هو اسقاط لفشل ذريع ناجم عن القصور او فشل الارتقاء بمنظومة الفكر الانثوي المقارع المجتهد في الفكر السياسي الحديث والعارف بخباياه؟
المفاجىء حقا, ان “وهاب” الذي ينتمي لبلد عربي حضاري “فرانكوفوني” يعتد به -نسبيا- وعلى نطاق عربي وربما عالمي, باحترامه للمرأة وتقديره لها, فكيف تجرؤ ايها الزعيم “التوحيدي” على ضرب امرأة باسوأ العبارات .. وقد فطرنا على ان المرأة “الاخت والزوجة والحبيبة والصديقة” لا تقذف حتى “بوردة”.
في الاعلام, وخاصة الجديد منه, ثمة سقطات يمارسها سياسيون دون ان يتنبهوا لخطورة تداعياتها حتى على صعيد القواعد الشعبية, التي تدرك كيف يفكر السياسي بعيداً عن نظرياته وكلماته المكررة التي يتلوها علينا ليلاً نهاراً, هذا اذا افترضنا ان تلك القواعد لا تستقي من “قائدها” “الرمز” اشارات الهداية للطريق, حتى لو اخذهم الى “التهكلة”, وعلى اثر ذلك قد يتعرى “السياسي” , قبل ان ينجح في “تعريه امرأة”.
الاوطان لا تبنى على الردح, والوقوف “على الكوع” لكلمة هذا او ذاك, وقبل ان تكيل لسيدة, عليك انت وكل الفرق السياسية ان تنقذوا لبنان من مآلات الفساد والمفسدين, وعليكم ان تقنعوا المواطن الذي “كل ومل, بانكم اصحاب خطة لمشروع اصلاحي وطني لا ينتهي بانتخاب رأس السلطة, وبناء اركان الدولة القادرة على احترام المواطن وتأمين ابسط سبل العيش الكريم, دون الولوج في هذا السياق السريع الى ملفات يومية يعرفها العالم باسره.
قد نختلف مع الوزير وهاب او نتفق تلك مسألة أخرى, ولكن لا يمكن ان تسمح سيدة “تدرك معنى العمل العام” لنفسها بشتمه والتمثيل “بشكله وطوله وارتفاعه وشكل وجهه”, او “الاقتراب من حيثيات” طريقه لبسه وهندامه, ذلك ان احترامها لذاتها يمنعها من مجرد التفكير في اختبار شعبيتها على حساب مشاعر انسان, وان تجرات على انتقاد سياسي ضمن اصول اللعبة الديمقراطية وحرية التعبير واحترام حق الاخر به.
“وهاب” انا شخصيا احترمك, لانني اقدر الانسان بمعزل عن طريقه تفكيره او انتمائه او طائفته او حزبه, بيد انك مطالب باعادة “الوئام” بينك وبين نفسك اولا, وبينك وبين “فيرا” ثانيا, ومن ثم, عليك ان تحلف “يمين” الا تكرر شتم “امرأة ” مرة اخرى”.
الصحافية الاردنية اخلاص القاضي
التعليقات مغلقة.