متطوّعو الدفاع المدني وأولى خطواتهم في رحلة التّثبيت

متطوعو الدفاع المدني يحتفلون بعد إقرار مرسوم هيكلية الجهاز

 

وبعد جهدٍ جهيد، خطا متطوّعو الدفاع المدني أولى خطواتهم في رحلة التّثبيت. من اليوم فصاعداً، يفترض أن الطريق لم تعُد شائكة. والخطوات أصبحت روتينيّة، إجرائيّة. لا تحتاج إلى تهديدٍ ووعيد. لا إلى نصب خيم. ولا إلى التوجه «شرقاً».

أُقرّت الحكومة المرسوم الأوّل. وهذا أول الغيث. فيه تحدّدت شروط التّعيين لرئيس وعناصر الدّفاع المدني. ما على المتطوّعين الآن سوى الانتظار، و «عالهدا». بعد المرسوم الأوّل، يأتي الثّاني. فيه يتمّ تحديد أسماء الموظّفين والمتعاقدين في الدّفاع المدني. عند إتمام الخطوة، يحين دور المرسوم الثّالث. وبعده الرّابع.. «مرسوم المتطوّعين». هنا، يُتاح لوزير الدّاخليّة نهاد المشنوق إجراء مباراة محصورة للتّثبيت.

ما إن «فُكّت العقدة»، حتّى علت صيحات فرحهم. في ساحة «الشّهداء» صرخ المتطوّعون عالياً. هناك، حيث خيمة اعتصامهم الشّهيرة. عيّنة من 2500 متطوّع في البلاد ضحكت. فرحت. رقصت. علت زغاريدها. صدحت تبريكاتُها. يوسف الملّاح على الأكتاف. غطّى وجهه بيديه. لم يُرد وحده أن يحصد «الإنجاز». لكنّه عبثاً استطاع التّخلّص من «محبة» زملائه الّذين جعلوه ناطقاً باسمهم على مدى أشهر.

لا خلافَ على أنّ من واجب السّلطة إعطاء المواطنين حقوقهم. ليس الأمر منّةً منها. وعلى الرّغم من ذلك، لا مفرّ من «عقدة» التشكرات للمسؤولين. بعد «إعطائهم حقوقهم»، توجه المتطوّعون نحو عين التّينة. هُناك، شكروا الرئيس نبيه برّي على «الحقّ المستعاد». وفي وزارة الدّاخليّة أعادوا السّيناريو نفسه مع الوزير الّذي أصبح في أعينهم «رجلاً حقيقيّاً».

«الضّجّة» في «ساحة الشّهداء» قابلها فتورٌ في «رياض الصّلح». على الرّغم من طابع الاحتجاجات الّذي من المفترض أن يطغى على السّاحة، ظهرت الأجواء باردة، وباردة للغاية. خطوةٌ رمزيّة قامت بها مجموعات الحراك. لا يحتمل الأمر أكثر من «الرّمزيّة».

فالأعداد غير مشجّعة للقيام بخطواتٍ أخرى. بالتّزامن مع جلسة الحكومة، جال النّاشطون بسياراتهم في الشوارع المحيطة بالسرايا. رفعوا لافتاتٍ مندّدة باقتراح زيادة الضّريبة على البنزين خمسة آلاف ليرة. ومع هذا التّنديد، تكرّرت المطالب السّابقة. النّفايات، الفساد، الهدر، وغيرها.

التعليقات مغلقة.