وأخيرا انفجرت “القلبوب المليانة” بين وزير العدل أشرف ريفي ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري. “فالرمانة” التي سحب صاعقها مرات ومرات، من اختلاف موقفه من الحوار الثنائي مع حزب الله، مرورا برفضه للمبادرة الباريسية، وصولا الى الاصطدام خلال لقاء الرياض التقييمي الاخير، شكلت مفاجئة في توقيتها الحساس عشية الرابع عشر من شباط.
خروج الاحتقان المستقبلي الداخلي الى العلن، بحسب البعض خلافا لحقيقة الوزير القائلة بانه حليفا ليس الا، جاء بعدما استنفد ملف سماحة-المملوك صبر اللواء في ظل المتوافر من معلومات عن خطة لحزب الله، و”تواطؤ” مستقبلي يقضي باغراق مجلس الوزراء بنقاش بنود من خارج جدول الاعمال، وبالتالي تمرير الوقت وصولا الى جلسة الحكم المميز في ١٨ شباط والتي بات اكيدا انه سيضيف الى الحكم السابق ثلاث سنوات.
فحياة الرجل القادم من الامن كانت ولا زالت على المحك، هو المطلوب الاول للاجهزة السورية والمتعاونين معها في لبنان، منذ ان عين عام 2005 “منسقا” الى جانب لجنة التحقيق الدولية، ناجحا في تركيب فريق أمني أنجز الكثير طوال السنوات الماضية، الى درجة اعتبار أحد أبرز قيادات الثامن من آذار أمام مقربين منه أن ثورة الارز لم يبق منها سوى أشرف ريفي وفرع المعلومات.
لكن هل يعني ذلك أن “الشيخ سعد” قرر تصفية كل ما تبقى من الرابع عشر من آذار؟ التحليل المنطقي للامور وسير الاحداث يوحي بذلك.اذ أن ريفي ليس الضحية الاولى في مسار التنازل الحريري الطويل، رغم انه يسجل لبيت الوسط وقوفه الى جانب اللواء في وجه هجمة الثامن من آذار سابقا، ما سمح له بتفادي “قطع رأسه” بتقاطع “مصالح” بين الرئيسين سليمان وميقاتي.
يضاف الى ما سبق عامل الشعبية الكبيرة التي نجح “أشرف الناس” في تحقيقها، ما جعله رقما صعبا في المعادلة السياسية النيابية الطرابلسية، بحسب ما تظهره الاحصاءات، في زمن تراجعت فيه شعبية المستقبل الى حدودها الدنيا خصوصا شمالا، والمخاوف من تحالف طرابلسي يعيد خلط الاوراق والتوازنات.
من هنا تؤكد مصادر سياسية مطلعة على اجواء العلاقة بين “الطرابلسي العنيد” و”الشيخ المنفي طوعا”، أن قضية “سماحة –المملوك”، كانت أحد الاسباب الاساسية التي دفعت بالاول الى القبول بمنصب وزارة العدل، طبعا الى جانب ملفات الجرائم السياسية الاخرى، هو الذي رأى ان “مشروعه الامني” تلقى ضربة قاضية باغتيال رفيق السلاح اللواء الشهيد وسام الحسن ،المرشح الابرز لتولي الديرية العامة خلفا له يومها.
وتعتبر المصادر أن اللواء ريفي الذي طالما اعتبر ان في “فمه ماء” عند سؤاله عن مآل التحقيقات في جريمة اغتيال الحسن، قد يفجر في أي لحظة قنبلته المدوية كاشفا بالاسماء والتفاصيل ما توصلت اليه التحقيقات في تلك الجريمة، من ضمن سلسلة خياراته التي ستفاجئ اللبنانيين.
بين اعتكاف ريفي وتبرؤ الحريري تغريدات و”وتوتات” أول الداخلين على خطها اللواء جميل السيد الذي ترجم كلام “الشيخ سعد” وفقا لقاموسه، فيما أطلق ناشطون هاشتاغ “أشرف ريفي يمثلني” في تعبير عن الدعم الشعبي للخطوة وفي رسالة واضحة الى الرعاة السياسيين الذين رفعوا غطاءهم، واستفزهم رده الصامت والمعبر من أمام ضريح الشهيدين الحريري والحسن ورفاقهم.
التعليقات مغلقة.