محمد حسنين هيكل بقلم صديقه تحسين الخياط

مع تدهور صحة الكاتب المصري الشهير محمد حسنين هيكل، نشر رئيس مجلس إدارة قناة الجديد تحسين الخياط مقالة أشبه برسالة خاطب صديقه فيها قائلا: “لم ألتق بك إلا وأنت بكامل حضورك ولم يصدف أن رأيتك أو رآك أحد تتكئ على وعكة صحية.. أنت الذي عايشت كلّ المحن وقارعتها في كلّ النواصي وانتصرت عليها، إفتح رئتيك للهواء وتنشّق المزيد من الحياة، فيا صديق العمر لا تترك قلمك وحيداً، لا تترجّل عن صهوة الكلمة لأنّ العمر يليق بك ومداد النيل بانتظارك، ولك أُمنياتي بالشِّفاء”.
الخياط تحدّث عن صداقة مع هيكل بلغت من العمر خمسين عاماً، وعن حكايات وحكايات بينهما لم تخل من العتب على قدر المحبة، ابتدأت بكتاب «لمصر لا لعبد الناصر» وهو باكورة عشرات الكتب التي نشرها له والتي بمعظمها كان يرمى الحرم عليها فتُهرّبُ إلى مصر وتباع بعشرات الآلاف ومن بينها كتاب «خريف الغضب» الذي وفور صدوره بيعت منه خمس مئة ألف نسخة وأعيدت طباعته مرات عدة، فكان الكتاب الأكثر مبيعاً في تاريخ الكتب المنشورة باللغة العربية.
وكشف الخياط أنه في عام ثمانية وسبعين تاريخ تغييب الإمام موسى الصدر اقترح على هيكل القيام بوساطة في قضية الإمام الصدر، مستنداً إلى علاقاته الوثيقة بكلّ من الإمام الخميني والرئيس معمر القذافي، وبعد لقائهما  اقترح الموضوع عينه على رئيس حركة أمل آنذاك حسين الحسيني، وافق هيكل على زيارة طهران والتوسط مع الإمام الخميني في قضية الإمام المغيب، وفور وصوله إلى طهران وقعت حادثة احتلال السّفارة الأميركية ما اضطرّه إلى البقاء فترة وليكتب بعدها كتابه الشهير “مدافع آية الله”.
كذلك استذكر الخياط في مقالته تهجّم الرئيس أنور السادات على هيكل وزجّه  في السّجن، وكيف كان هيكل ظلّ الرئيس جمال عبد الناصر وكاتم أسراره، وصولاً إلى تحوله  الى مرجع صحافيّ وسياسيّ في العالم تتسابق كبريات الصحف العالمية لنشر جديده، وهو الذي تُرجمت كتبه إلى اثنتين وثلاثين لغة.

التعليقات مغلقة.