تمام سلام وحكومة الـ 757 يوماً من الفشل

 

خاف الوزراء من أن ينفّذ رئيس الحكومة تمام سلام تهديده ويقدم استقالته بعدما أعطى في آخر جلسة لمجلس الوزراء مهلة أيام لإيجاد حلّ لأزمة النفايات، وقال إذا كانت هذه الحكومة عاجزة عن إدارة هذا الملف فلا مبرر لبقائها، فعادوا إلى الإجتماع بعدما توصلت اللجنة الوزارية لإدارة النفايات إلى حل لمعضلة العصر، وقبل ساعات من دخول “الإنذار الأخير” لحركة “طلعت ريحتكم” حيز التنفيذ.

وبعدما بلغ عمر الحكومة سنتين وسبعة وعشرين يوما، ها هي تعود إلى نقطة الصفر أو إلى المربع الأول لملف النفايات، وهي التي تألفت في 15 شباط من العام 2014، على اساس أنها آتية لمهمة محددة ومحصورة بالزمان والمكان، فكان عمرها أطول من عمر أي حكومة أخرى أتت في ظروف طبيعية.

ومن أصل الـ 757 يوماً أمضت حكومة “المصلحة الوطنية” أكثر من نصف هذا الوقت غائبة عن السمع، وغائبة عن معالجة الملفات المهمة، وفي طليعتها ملف النفايات، الذي رافقها منذ اليوم الأول لتأليفها، حيث كان لرئيسها وعد لأهالي جوار مطمر الناعمة بأيجاد حلّ نهائي “لأزمة العصر”، وذلك في أول جلسة تعقدها الحكومة بعد نيلها ثقة مجلس النواب. وقد خلا بيانها الوزاري من أي إشارة لهذا الموضوع الذي لم تستطع تحقيق أي شيء ايجابي على هذا الصعيد، وهي لم تدّعِ “قدرة على تحقيق كل ما يطمح إليه المواطنون في الفترة القصيرة المتاحة لها، ولن نعد إلا بما هو منطقي وممكن ومُتاح وبما يحتل الأولوية القصوى في سلم الاهتمامات”.

فهذه الحكومة المفترض بها أن تكون حاضرة 24 على 24 ساعة و7 على 7 ايام لكي تعّوض عن الغياب الحاصل في أعلى هرمية السلطات، نراها عاجزة عن معالجة ملف بهذا الحجم من الخطورة، وهي التي تتلهى بقشور الخلافات الناشبة منذ اليوم الأول لتسلمها أخطر مهمة في تاريخ لبنان.

قد يكون ما قاله الرئيس سلام عن عدم مبرر بقاء هذه الحكومة فيه الكثير من الصدق، نتيجة ما عاناه الرجل على مدى 757 يوماً، وهو لم يلق من وزراء حكومة “المصلحة الوطنية” أي تجاوب بعدما تحولوا إلى وزراء المصالح الخاصة والشخصية، ووزراء تعطيل بدلاً من أن يكونوا وزراء في خدمة الشعب ومصالحه، وما اكثرها في مثل هذه الأيام التي يحتاج فيها المواطمن العادي إلى قرارات حاسمة وحازمة، وهي مفقودة ولو بحدّها الأدنى.

وكلما تمادت القوى السياسية في تعطيل الاستحقاق الرئاسي كلما طال عمر هذه الحكومة وكلما طال عمر معاناة اللبنانيين وكلما زاد الفشل فشلاً. فهل تنجح هذه المرة، وهي باتت على المحك وعلى شفير هاوية النفايات؟

التعليقات مغلقة.