ما علاقة حزب الله بـ خليل محمد السيد

يمثل توسع نشاطات حزب الله في أميركا اللاتينية تحدياً للولايات المتحدة، التي لا تتوقف إدارتها عن التلميح إلى دور كبير للحزب في حديقتها الخلفية، مستفيداً مما تزعم أنه تجارة مخدرات وأسلحة لتمويل أنشطته العسكرية وربما التحضير لعمليات أمنية في الداخل الأميركي. وهذه المرة كانت الوجهة هي الأرجنتين، حيث أعلنت السلطات الأرجنتينية القبض على عنصر جديد من الحزب، يحمل جواز سفر بارغواني مزور باسم خليل محمد السيد.

والسيد الذي وصفته المواقع الأرجنتينية بأهم مروجي المخدرات في أميركا اللاتينية اعترف بتشكيل عصابة من لبنانيين وبرازيليين لتهريب السلاح والمخدرات من الباراغواي باستخدام البغال، وارسال شحنات كبيرة من الكوكايين إلى جنوب شرق البرازيل، الأرجنتين، أوروبا، الولايات المتحدة الأميركية ودول الشرق الأوسط. أما الأسلحة فيتم تسويقها في البرازيل، خصوصاً عند تجار ريو دي جينيرو وساو باولو.

وقد اتهمت السلطات الأرجنتينية أشخاصاً آخرين بمساعدة السيد، وهم أخوة لبنانيون من عائلة مروان، وجهاد جمعة بعلبكي، يحيى علي زيتاك والبرازيلية مونيكا ميلو دياس، المتزوجة من السيد.

وكانت السلطات الأرجنتينية تحاول القبض على السيد منذ بضع سنوات. ففي العام 2007 بدأت الشرطة الفيدرالية البرازيلية التحقيق والتنصت على الهواتف وتتبع المشتبه بهم في تجارة المخدرات للحصول على أدلة للمحكمة الاتحادية تصدر بموجبها مذكرات اعتقال. وفي تشرين الأول العام 2007 تم اعتقال فوز دو إيغواسو، حيث عثرت الشرطة في منزله على مواد لتعبئة وتغليف المخدرات، وأسلحة ووثائق مزورة، بما في ذلك جواز سفر مزور باراغواني يحتوي صورة السيد، لكن باسم حمزة أحمد بركات.

من جهة أخرى، اتهم ممثلو الإدعاء البرازيلي Forjas Taurus أكبر مصنع للأسلحة في أميركا اللاتينية، ومقره البرازيل، ببيع ثمانية آلاف مسدس إلى مهرب أسلحة معروف من اليمن.

من جهة أخرى، اتهم المدّعون الاتحاديون في جنوب البرازيل مديرين تنفيذيين سابقين في أكبر مصنع للأسلحة في أميركا اللاتنية ببيع 8 آلاف مسدس، في العام 2013، إلى عنصر الحزب في اليمن فارس محمد حسن مناع، وهو يمني الجنسية ومهرب أسلحة ناشط في منطقة القرن الأفريقي منذ أكثر من عشر سنوات، وفق الأمم المتحدة. وقد شُحنت هذه المسدسات حينها إلى جيبوتي ليعيد مناع توجيهها إلى اليمن مع بداية الحرب. وقد دفع للمصنع مليوني دولار، وفق وثائق المحكمة.

وكان مناع قد عوقب في العام 2010 من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتهمة انتهاك حظر الأسلحة في الصومال. وتم منع الشركات والأفراد من القيام بأي مبيعات أسلحة أو تمويل له. وجُمدت أمواله وفُرض عليه حظر السفر، جنباً إلى جنب مع آخرين يشتبه في توفيرهم أسلحة للحرب الأهلية في الصومال. ومع ذلك دخل مناع في نهاية المطاف إلى البرازيل باستخدام جواز سفر باسم مستعار تزعم السلطات البرازيلية أن حزب الله زوده به كونه يقدم جوازات سفر مزورة لمنتسبيه في أميركا اللاتينية.

التعليقات مغلقة.