في التعابير غير الشفهية أو ما يُعرف إصطلاحاً بلغة الجسد عبَّرت مصالحة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن كثير مما لم يُقَل في اللغة.
لمعرفة المزيد حول هذا الأمر كان لـ”ليبانون ديبايت” لقاءً حصرياً مع الخبير الدولي في التنمية البشرية والمدرب على فن الخطابة والتواصل، الكاتب والإعلامي الدكتور روني ألفا الذي خصَ موقعنا بما يلي:
١- البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يأخذ بيدَي جعجع وفرنجية ولا يكتفي بدعوتهما شفهياً وهذه الحركة دلالة على أبوّة البطريرك وسلطته وعلى موافقة صريحة من جانب الطرفين في الإنصياع الإرادي الى البروتوكول الذي أرادته بكركي للمصالحة.
٢- عند اقتراب لحظة مصافحة قبضات اليدين كان لفرنجية تواصلاً بصريّاً مع جعجع فيما لم يكن لهذا الأخير تواصلاً بصرياً بالقدر عينه.
٣- تميّزت قبضة فرنجية عند المصافحة بما يُعرف بـ Upper hand في محاولة لإظهار القوة وهي في الحقيقة قوة التسامح والثقة بالمستقبل فيما يمكن تفسير الـ Lower hand لجعجع بالإصابة أولاً ثم برغبته إعطاء فرنجية هذا التفوق في ما يُستدل من جعجع على أنه يعبّر عن خطوة إجلال للشهداء واعتراف بجزء من المسؤولية التاريخية.
٤- عند التمعن في المصافحة التي طالت حوالي سبع ثوانٍ نرى يد فرنجية أكثر ليونة من يد جعجع فهي على الرغم من وضعية الـ upper hand تبدو ليّنة ومطواعة مقابل يد جعجع التي ارتضت وضعية الـ Lower hand لكنها كانت أقوى من ناحية إحكام القبضة وهذا يدل على ثقة كاملة من فرنجية في جعجع وفي المقابل على تطمين كامل لفرنجية من جعجع أن المصالحة منيعة وقوية.
٥- جعجع كان مبادراً في مدّ اليد الى فرنجية وهذا يدل على شخصية قيادية واثقة تعرف ماذا تريد ومقتنعة بما تقوم به. أما بالنسبة الى فرنجية في ملاقاته يد جعجع فيعني ” أنت تبادر تجاهي وأنا أقبل بذلك”.
٦- خلال المصافحة مباشرةً بادر فرنجية الى التكلم جهاراً مع جعجع ما يدل على حسّ مبادرة لفرنجية ووضوح في ما يريد التعبير عنه أما ردّ جعجع فكان مناسباً إنما بِشَيْءٍ من الجدية ومن دون تبسّم مجاني وهذا يدل على أنه يعطي المناسبة أكثر من بعد وجداني.
٧- مباشرةً بعد المصافحة اتخذ الزعيمان وضعيتين مختلفتين وقوفاً: فرنجيه بيدين مغلقتين وجعجع بيدين منبسطتين. الأول في سلوك تلقائي بحماية الذات والثاني في سلوك إرادي بكشف الذات.
٨- يتبيّن من اللغة غير الشفهية لفرنجية أنه عاطفي عموماً مع حرص على محاولة إخفاء هذه الصفة الحميدة ولجعجع أنه تخطيطي عموماً مع حرص على عدم إخفاء هذه الصفة الحميدة أيضاً.
٩- تبادل القبل بين جعجع وفرنجية كان صادقاً أما تبادل القبل بين هذا الأخير والنائب ستريدا جعجع فسبقه تردد بسيط قبل الإقدام على الخطوة وهذا إن دل على شيء فعلى غلبة الإنفتاح على الحذر وبلوغ المصالحة حال الثبات والإستمرارية.
التعليقات مغلقة.