من يريد تدفيع جنبلاط الثمن ؟

ليس صعباً على المتابعين ملاحظة الخسائر المتلاحقة التي يتلقاها رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط في السياسة الداخلية، وبالرغم من كونه مناوراً جيداً، غير أنه لم يستطع منذ ما بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة التحكم بمجريات الأحداث، خصوصاً تلك التي تتعلق بساحته بشكل مباشر.

لكن اللافت، أن من يتواجه مع جنبلاط ليس “حزب الله” الذي غضّ النظر مراراً على تسرب جزء كبير من الصوت الشيعي لصالح الحزب “الإشتراكي” والذي طلب بشكل واضح من جنبلاط عدم التحريض على إيران، مع تفهم موقفه من النظام في سوريا.

يشكل “التيار الوطني الحرّ” رأس حربة مواجهة الحزب “الإشتراكي” منذ إصراره على حصوله على وزير درزي مروراً بقضية النائب طلال إرسلان أمام القضاء وصولاً إلى السعي لتدفيع “الإشتراكي” ثمن مبادلة الحقائب التي يريدها الوزير جبران باسيل عبر منح وزارة الصناعة لحركة “أمل”.

وترى مصادر مطلعة أن تحالف “التيار” مع المعارضة الدرزية، وخصوصاً النائب طلال إرسلان سيترافق مع خطوات كالتي بدأت تظهر إلى العلن، إذ ستتكرر قضية دعوة الشيخ نصر الدين الغريب إلى مناسبات رسمية لترسيخ الإعتراف الرسمي به.

وتقول المصادر أن هناك محاولة ربط ملف علاء أبو فرج بعد تحريكه بملف الإدعاء الشخصي لإرسلان على مجموعة من الأشخاص بمحاولة قتله، وتسمية النائب أكرم شهيب علناً، بما يوحي بمحاولة إحداث توازن بين القضايا.

وتلفت المصادر أن محاولة سحب وزارة الصناعة من حصة الإشتراكي، لا تترافق مع منحه وزارة موازية، بل هو يخير بين حقيبتي، الإعلام أو المهجرين، مما يعني أن الحزب الإشتراكي سيكون لديه وزارة فعلية واحدة وهي التربية.

وتعتبر المصادر أن رغبة “التيار” بإضعاف جنبلاط، تعود إلى سعي حقيقي من قبله لتعزيز وجوده الشعبي ولاحقاً النيابي في جبل لبنان الدرزي.

وتشير المصادر إلى أن باسيل يضع الساحة السياسية في الجبل كأولوية، وهو من خلال مراجعة نتائج الإنتخابات النيابية، رأى أنه كان بإمكان “التيار” تحقيق أرقام أفضل لو كان عزز وجوده في الجبل.

التعليقات مغلقة.