أقام “حزب الكتائب اللبنانية” إحتفالا في مجمع الرئيس ميشال سليمان في جبيل، أقسم خلاله المنتسبون الجدد الى الحزب اليمين تحت إسم “دورة الرئيس أمين الجميل”، في حضور الرئيس ميشال سليمان، الرئيس أمين الجميل، وزراء الاعلام رمزي جريج، العمل سجعان قزي والاقتصاد الآن حكيم، النواب: نديم الجميل، سامر سعادة، إيلي ماروني، فادي الهبر ورئيس “حزب الكتائب” سامي الجميل، نائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، وأعضاء المكتب السياسي ورؤساء الأقاليم والمصالح في الحزب.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى الأمين العام للحزب رفيق غانم كلمة أكد فيها أن “الكتائب صلبة، والحزب هو حزب الحياة والأمل والرجاء للبنان”.
الجميل
والقى سامي الجميل كلمة استهلها بالترحيب بالمنتسبين الجدد، قائلا: “أهلا وسهلا بكم في حزب الكتائب، حزب الأوادم، حزب ال6000 شهيد، حزب الأبطال، والمقاومة، الحزب الحر، حزب البشير، حزب بيار، حزب أنطوان غانم، هذا الحزب الذي اعطى للبنان اكثر من أي حزب آخر”.
وقال: “رفاقي ورفيقاتي، لم تختاروا الطريق السهل، فمنذ الآن أقول لكم لقد اخترتم الطريق الصعب والحزب الذي يطلب التضحية، والذي لن تحصلوا منه على أي شيء. لقد اخترتم حزبا تدافعون فيه عن مستقبلكم ومستقبل أبنائكم. في زمن تستصعب فيه كل الناس الانتماء الى الأحزاب انتم تقولون اليوم لا، وتؤكدون انه لا يمكن إلا للأحزاب ان تطور البلدان وتحيي الديمقراطية”.
واذ رأى ان “البعض شوه العمل الحزبي”، شدد على “اننا في حزب الكتائب نحافظ على العمل الحزبي النبيل، فنحن حزب ديمقراطي لديه مشروع يعمل من اجل مصلحة لبنان وليس على حساب لبنان”.
وتوجه الى المنتسبين الجدد بالقول: “أنتم لستم مستقبل الكتائب بل مستقبل لبنان، لأن القسم الذي تؤدونه اليوم ليس انتسابا لمؤسسة الكتائب، انما فعل ايمان برؤية الكتائب ومشروعها وهذا المشروع هو التعهد بتحقيق المشروع اللبناني. نعم، الهدف ليس الكتائب، فهي ليست هدف حياتنا، الكتائب هي وسيلة وأداة لتحقيق مشروعنا وحلمنا بلبنان، وهذا المشروع يختصر بالآتي:
اولا، نحن نناضل من أجل دولة القانون، وهذا يعني ان كل الناس تحت سقف
القانون، وان مؤسسات الدولة تسير والاستحقاقات الدستورية ثابتة، وكذلك التداول بالسلطة ولكن هذا الامر اصبح بعيدا جدا عنا، لذلك فإن أول أمر في مشروع الكتائب هو تحقيق دولة قانون حقيقية، يتساوى فيها الجميع ويشاركون في التداول بالسلطة.
ثانيا، دولة سيدة، لا سلاح خارج اطار الدولة اللبنانية، دولة لديها جيش قوي وقوى امنية قوية تحمي لبنان في الداخل من الخارج. المشروع اللبناني يحلم بدولة حيادية تحمي نفسها من صراعات الاخرين ولا تجر نفسها إليه. دولة الحكم الصالح، وهذا يعني أن يكون لدى الحكام رؤية واستقامة في التعاطي، ودولة تخطط، اي تضع الخطط للمستقبل وليس أن نترك بعد 20 سنة من الحرب من دون كهرباء، او نبقى نتعايش مع النفايات على الطرقات. الدولة التي نحلم بها هي دولة لا مركزية، بمعنى ان نرتاح من الفساد والواسطة والشحادة للحصول على حقوقنا، دولة تذهب عند الناس وتنزل لمستواهم وتهتم بهم، وليس ان تجلس في الأبراج وتنظر الى الناس البائسة. مشروعنا دولة تعددية، دولة تنوع، يعيش فيها كل انسان بكرامته. أنتم لا تنتسبون لتكونوا ازلاما عند احد، بل تنتسبون لمؤسسة لديها مشروع وهدفها تطويره للمستقبل”.
أضاف: “ان ما نصطدم به هو النظام السياسي الفاشل والذي أوصلنا الى ما وصلنا اليه، وادى الى حرب أهلية وانقسام وتعطيل للمؤسسات بحيث أصبحنا من دون رئيس جمهورية ومن دون حكومة ومجلس نيابي. هذا النظام نطمح بتغييره وتطويره، وأقول على سبيل المثال حتى اليوم اذا انتخبنا رئيسا للجمهورية ماذا سيحصل غدا؟ فلنلعب دور ميشال حايك وليلى عبد اللطيف. نبشركم منذ الآن أننا سننتظر سنة كي نشكل حكومة ونبشركم أننا سننتظر سنة كي نضع قانونا للانتخابات، وسنصل الى الانتخابات لنسأل اذا كان علينا ان نمدد للمجلس النيابي ام لا، وسنسأل اذا كنا سنمدد للرئيس الحالي.
ان أي واحد ليس مستعدا للعيش في التعطيل. عشنا منذ 10 سنوات في ظل مؤسسات غير مكتملة، فمن اصل السنوات العشر عشنا ثلاثا منها في ظل مؤسسات مكتملة. ان الوقت قد حان لنعترف ان نظامنا السياسي هو المشكلة، وان نتطلع الى منطق اصلاحي يبدأ بتطوير نظامنا السياسي”.
وتابع: “العائق الاخر هو السلاح. انهم في كل مرة يعتبرون أن لدينا مشكلة متمثلة بالغيرة. لقد عشنا المقاومة وعشنا هذا الشعور، ولكن كان هدفنا دائما ان يكون لدينا دولة قوية وقائمة، ولهذا السبب سلمنا سلاحنا في أول فرصة سمحت لنا بذلك، كما وضعنا كل قدراتنا لبناء الدولة. ما نقوله من دون حقد ومن دون شعارات، لا تبنى اي دولة في العالم بسلاح خارج اطار السلطة الشرعية، لذلك سيبقى هدفنا ايجاد حل مع كل المواطنين ومع اخواننا في حزب الله لنقنعهم بالعودة الى الدولة ولنضع يدنا بيد بعضنا البعض لمواجهة الارهاب ولنقف في وجه من يقطعون الرؤوس يمينا وشمالا. وهذه المواجهة سيخوضها الجميع، لاننا نذهب ابعد منكم بالدفاع عن لبنان ضد هؤلاء، وذلك من خلال الدولة وجيشنا وبالتضامن مع بعضنا البعض. والعائق الثالث هو طريقة تعاطي السياسيين مع اللبنانيين: اولا، الاداء السياسي يرتكز على بعض الامور منها المصالح الشخصية والاولوية لكيفية ان نصبح رؤساء ونوابا ووزراء، ولو على حساب لبنان واللبنانيين والبقاء من دون مؤسسات، فالمهم طموحاتنا الشخصية.
ثانيا، سياسة النكايات أي أسير عكس قناعاتي “لأنكي” الآخر، والحياة السياسية باتت وفق من يحب من ومن يكره من، وان اعمل ضد الآخر ان كنت لا احبه، ونسينا ان الحياة السياسية مبنية على مشروع وبعيدة عن الشخصية، وان علينا ان نتعاون مع بعضنا البعض. ان كلمة نكاية هي مفهوم لبناني محض، والبرهان على ذلك اننا إن بحثنا على غوغل، فلن نجد رديفا لها. وهذا المفهوم عقيم لدرجة ان الخارج لا يسير به، فنحن نحب تدمير أنفسنا”.
وأردف: “نعاني من مشكلة الولاء للخارج، فالأحزاب اللبنانية والسياسيون يأخذون الأوامر من الخارج، واليوم يحكى ان هذه الدولة او تلك ستقرر من هو الرئيس، وعلينا ان ننتظر ان تتفق الدول بين بعضها لننفذ. يا عيب الشوم، هذه قلة احترام من قبل سياسيينا الذين يرهنون قرارهم في الخارج ويتركون لبنان من دون مؤسسات والشعب يتبهدل والاقتصاد يتدهور والنفايات على الطرقات، وهذا لأنهم رهنوا وباعوا أنفسهم للخارج”.
وشدد على ان “الكتائب حزب لبناني ولاؤه وارتباطه وخدمته للشعب اللبناني”، متوجها الى السياسيين بالقول: “المطلوب ان نضع مصلحة اللبنانيين الذين انتخبوكم قبل ارتباطاتكم ومصالحكم. عودوا الى لبنانيتكم واعطوا الاولوية للناس وفكروا بهم. يلعبون بمصيرنا منذ 10 سنوات، وفي آخر الزمان أصبحنا مضطرين ان نختار ان كنا سنسير مع بشار الاسد أو داعش؟ هذه النقطة تؤذي كرامة اللبناني الادمي، فمن حقنا ان نقرر مصيرنا، الشعب انتخبكم لتكونوا اوفياء له وليس لغيره. ولم تكن الدول لتتمكن ان تقرر من سيكون رئيسنا لولا ان نوابا وكتلا واحزابا قررت من تلقاء نفسها ان تسلمهم القرار، فالعلة إذا عندنا وفي من ننتخبهم ولا نحاسبهم، لكن وقت الحساب آت”.
ورأى ان “منطق الصفقات والتجارة هو السائد”، سائلا “ما هذا البلد الذي يملك السياسيون فيه نصف الشركات التي تتعاطى مع الدولة؟ أين المحاسبة والرقابة وتضارب المصالح؟ ان من يقر العقود بوزارته يملك الشركة التي يتعاقد معها. لقد حان الوقت لان نتحدث في هذا الموضوع، لا يجوز لمن يتعاطى السياسة أن يتعاطى التجارة وخصوصا التجارة مع الدولة وهو يستفيد من موقعه ليسهل لفلان وآخر ويحقق كوميسيون”.
كما رأى ان “جزءا اساسيا من التسويات والصفقات دائما يخرقه الbusiness، وبسحر ساحر عندما بدأ الحديث عن الانتخابات الرئاسية بدأت الاجتماعات حول موضوع الغاز والبترول”. وقال: “لا، الكتائب هنا. وكما وقفنا ضد سوكلين سنقف بوجه كل الصفقات في المستقبل”.
وتابع: “من يعتقد ان ملف الغاز والنفط سيمر من دون تدقيق دولي وشفافية مطلقة ومناقصات شفافة، هو مخطئ جدا، لأن الموضوع يتعلق بمستقبلنا ومستقبل اولادنا، فهذا سينتشلنا من الدين العام، ومن يعتقد اننا سنسكت عن هذا الموضوع فليعد حساباته منذ الآن”.
واعتبر ان “منطق السياسة أوصلنا على الصعيد النيابي والوزاري الى ما يلي: النواب لا يقومون بدورهم لانتخاب رئيس، لأنه لم يعد هناك التزام بدولة القانون، وقد نسي البعض اننا انتخبناهم لينتخبوا رئيسا للجمهورية، ولأن هذا البعض يعطل الانتخابات فهو يعطل دور المجلس النيابي الرقابي والحسابي، وكذلك الوزراء يسمحون بالمقاطعة”. وتوجه الى بعض المقاطعين من الوزراء: “أنت تقاطع من وماذا؟ انت لا تقاطع، انت تتخلى عن واجباتك تجاه الناس، فانت تترك الناس في النفايات وتترك البلد ينهار وتتركه من دون رأس، انت تدمر لبنان، وتترك الشعب بالفقر. لا يوهمونا بأن هناك دولة، فكل الحجج ساقطة”.
وقال: “لا يمكننا أن نتعاطى مع الدستور وكأنه خيار. لا يمكن ان نجلس ونسمح لأنفسنا بكل شيء، فهناك قواعد لدولة القانون على الجميع الالتزام بها”. وللزعماء قال: “لستم أفضل من المواطن الذي يعمل من الصباح حتى المساء ليحصل على الحد الأدنى للأجور وليؤمن أقساط المدارس لأولاده. اذا تخطى المواطن السرعة وقاد سيارته بسرعة 120 كلم يدفع مخالفة، وعليكم ان تكونوا مثله، عليكم ان تلتزموا بالقانون كالناس وإلا لا يمكن ان تطلبوا منهم ما لا تلتزمون به”.
وتوجه مجددا الى المنتسبين الجدد بالقول: “دور الكتائب ان تقف الى جانب الحق وألا نتعود على الخطأ وعلى الممارسة غير الطبيعية، فالمقاومة الحقيقية تتمثل بألا نعتاد على الخطأ وان نرفض الأمر الواقع. ان العالم ذاهب باتجاه تطبيق القانون والنظام ومكافحة الفساد وهذا هو توجه الكتائب. لا تخافوا، لأن الناس والشعب معنا. ان الكتائب قطعت عهدا بان تقاوم من اجل بناء دولة حضارية ومتطورة، معيارنا سيبقى “المشروع اللبناني” وهو ليس مشروعا طائفيا وشخصيا وليس مشروعا حزبيا، بل مشروع لكل اللبنانيين من كل انتماءاتهم ومناطقهم. سنعطي نموذجا في التعاطي السياسي مبنيا على الصدق والشفافية والاستقلالية الكاملة البعيدة عن اي محور، وسيبقى أداؤنا الذي علمنا اياه المؤسس ان نكون صادقين مع الناس وألا نمد يدنا الى المال العام ونتعاطى مع الآخر بناء على المشروع. مفهومنا للعمل السياسي هو المفهوم الراقي. هناك صادقون لا يكذبون ولا يسرقون وهم موجودون هنا”.
وأكد “اننا لا نريد الاتكال على دولة معينة او مال أحد”، مشددا على “اننا فخورون بأننا نعمل بالامكانات التي لدينا ولا نطلب من أحد شيئا لنبقى احرارا، ونعمل فقط لمصلحة لبنان. ان الأمور سهلة، فكما بدأنا سنتابع، في المنطق وبناء على مشروعنا الذي اعلناه وقد اوضحنا رؤيتنا وثوابتنا ومبادئنا وقلنا ما هي وعودنا”.
وعن الانتخابات الرئاسية، قال: “الأمر سهل جدا، فكل مرشح يود ان ينتخب رئيسا للجمهورية (وأنا لست منهم ولهذا انا مرتاح)، فليعلن مشروعه. وان رأينا ان مشروعه يلتقي مع مشروعنا، فاهلا وسهلا به، والا فلا يواخذنا، فلا اليوم ولا غدا ولا بعده يمكن ان يجبر احد الكتائب على ان تسير خلافا لمبادئها. لقد سقط لنا 6000 شهيد لأننا تمسكنا بلبنان وبسيادته وبمشروعنا، ولن يتمكن أي كان من أن يجرنا لنعمل ونصوت ضد قناعتنا ومبادئنا. اننا لا ندخل في البازارات، فنحن بكل وضوح لدينا مشروع وثوابت. وبدلا من السفر الى باريس والسعودية وايران وعقد الاجتماعات مع السفراء، هناك ما هو اسهل: الدستور، تفضلوا أيها النواب الى المجلس وانتخبوا رئيسا، ومن يربح فليربح. مشروعنا دولة حضارية، دولة قانون، واننا لن نقبل بأن تصبح البازارات والتسويات هي القاعدة، فعلينا العودة الى النظام الديمقراطي ودولة القانون”.
وختم الجميل: “نحن ثوار على الأمر الواقع، وسنبقى نقول كلمة الحق ونضحي من اجل لبنان، ولنقدم لبلدنا ومستقبل اولادنا حياة تليق بهم. لا تخافوا، فدائما نحن على حق، فعندما قلنا سيادة لبنان ولبنان أولا وقف الجميع ضدنا، وعندما طالبنا بالحياد خونونا، واليوم كلهم ينادون بالحياد، كذلك الأمر بالنسبة الى اللامركزية التي يطالب بها الجميع اليوم فيما كانوا ينتقدوننا عليها، وكذلك عندما نادينا بمكافحة الفساد بحيث استغرب الكتائبيون الأمر، ولكننا نذكر بأن لا مصالح خاصة لدينا لأننا نفكر بلبنان وباللبنانيين”.
التعليقات مغلقة.