طبيب لبناني يلمع في لوزان باختصاص قد يرفضه كثرٌ

لبنانيون لامعون ينتشرون في العالم كافة، يتميزون باختصاصاتهم الفريدة ونجاحاتهم العابرة للدول.

وعلى الرغم من أن الهجرة كانت السبيل الوحيد لهذا الإبداع إلاَّ أنَّ التقدُّم الذي يحققه هؤلاء في مجالات عدَّة يساهم في نشر اسم #لبنان في بقاع الأرض. والمجال الطبي أحد أبرز الاختصاصات التي نجح فيها اللبنانيون من أوستراليا إلى الولايات المتحدة الأميركية. الدكتور ويليام وطفة، اختصاصي جراحة تجميلية وترميمية في مركز الاستشفاء الجامعي في فود بلوزان السويسرية، طبيب ناجح في مجاله الذي لا يزال غريباً عن مجتمعاتنا.

تغيير الجنس… النموذج الأمثل

يسمع كثيرون عبارات “شاذ” أو “غير طبيعي” بطريقة تهجمية وأخرى مثيرة للشفقة، إلاَّ أنَّ ما من حدود للعلم خصوصاً لمن يولد بكروموسومات تجعله مختلفاً عن غيره من الناس. وفي هذا المقال لسنا بصدد الدفاع عن حقوق المثليين أو خياراتهم بل نتناول المسألة بمعطيات علمية قد يرغب البعض في الاستعلام عنها. يخبر الدكتور وطفة “النهار” أنه “خلال تدرُّجي في مهنة الطب في مركز الاستشفاء الجامعي في فود – سويسرا في مركز الجراحة التجميلية بإدارة البروفسور وسيم رفول، تعاطيت مع اختصاصات عدة مثل ترميم الثديين، والحروق، والتجميل، والجراحة الترميمية، وصولاً إلى تغيير الجنس. أصبح هذا القسم الفرعي، قسم تغيير الجنس بإشراف الدكتور أوليفييه بانكي، مرجعاً في سويسرا، حيث نجري في هذا القسم عمليات عدَّة في الأسبوع مرتبطة بتغيير الجنس. بالنسبة إلي، تغيير الجنس هو النموذج الأمثل في الجراحة التجميلية حيث يتم التعاطي مع جوانب الرفاه الثلاثة، أي الرفاه الاجتماعي والذهني والجسدي للشخص. في هذه الجراحة، يمتزج الترميم مع التجميل. فالأشخاص الذين يعانون من اضطراب في الهوية الجنسية، يتابعهم أطباء نفسيون ويخضعون للعلاج بالهرمونات لفترة تمتدُّ أكثر من عامَين. وبعد المتابعة النفسية والعلاج بواسطة الهرمونات، يمكن أن يخضع المريض لعملية جراحية لتغيير جنسه”.

النسبة متساوية بين الجنسَين

يشير وطفة إلى أنَّ “نسبة التشخيص في شكل عام متساوية عند الجنسَين. لكننا في المركز نجري عدداً أكبر من العمليات الجراحية لتحويل الإناث إلى ذكور (60%) نظراً إلى تعقيدات الجراحة في هذه الحالة، والتي لا يمكن أن يجريها سوى قَّلة من الأطباء المتخصصين. العمليات المرتبطة بتغيير جنس المرأة، تبدأ بخضوعها إلى عملية لاستئصال الرحم والثديين. وفي مرحلة ثانية، يتم رأب العضو الذكري. وبحسب دوافع المريضة وبناءً على طلبها، يمكن الانتقال إلى مرحلة ثالثة يتم خلالها إجراء جراحة ترقيعية للعضو الذكري والخصيتين، بهدف إضافة الطابع الوظيفي. وتستغرق هذه الإجراءات، في شكل عام، سنة واحدة. أما عملية تغيير جنس الرجل فتبدأ بتكبير الثديين في الوقت نفسه الذي تُجرى فيه عملية رأب المهبل التي تقوم على استئصال العضو الذكري وتكوين المهبل الجديد”. يؤكد وطفة أنَّه “في القسم الذي نعمل فيه في سويسرا تنجح العمليات الجراحية بنسبة 100%، ولا تتعدَّى نسبة المضاعفات 10%، والأكثر شيوعاً بين المضاعفات هي تضييق المهبل، والنواسير البولية، والمشكلات المرتبطة بالتئام الندوب”.

الجنسيات الأكثر إقبالاً على هذه العمليات

يشير وطفة إلى أنَّ “غالبية مرضانا هم من السويسريين، لكن تقصدنا أعداد متزايدة من المرضى من بلدان أخرى بسبب غياب الاختصاصيين الأكفياء في بلدانهم. صحيح أن جراحة التحول الجنسي يجريها جراحو التجميل، لكنهم ليسوا جميعاً مؤهلين لإجراء هذا النوع من العمليات الجراحية”.

هل تعتقدون أن اللبنانيين يقبلون الخضوع لهذه العملية الجراحية؟ يجيب “نعم، #التحول_الجنسي أمر معترف به في لبنان. وهناك جمعية خاصة بالمتحولين جنسياً ومنظمات غير حكومية مثل جمعية “حلم” التي تدعم الاعتراف بهذه الظاهرة الطبية. حتى إنه بإمكان هؤلاء الأشخاص أن يُغيِّروا اسمهم وجنسهم في السجلات الرسمية. كما أن بعض المتحولين جنسياً في لبنان خضعوا لعمليات جراحية لتغيير جنسهم على أيدي جراحين، إلاَّ أن غالبيتهم للأسف لا يتمتعون بالمؤهلات الكافية لإجراء هذا النوع من العمليات”.

ماذا عن المستشفيات اللبنانية؟ هل هي مجهّزَة كما يجب لإجراء هذه العمليات؟ يبيِّن وطفة أنَّ “جراحة تغيير الجنس معقَّدة وتتطلب فريقاً متخصصاً ومعدات خاصة تتوافر في غالبية مراكز الاستشفاء الجامعية في لبنان”.

قد تكون هذه العمليات الملاذ الآمن لمن ولدوا بتشوهات جينية ومساراً صحيحاً ليتصالحوا مع أجسادهم ومشاعرهم، في وقتٍ يجب أن يتقبَّل المجتمع أنَّ حالات كهذه هي طبية بحتة يجب التعاطي معها بطريقة علمية بعيداً من الرفض أو الانتقاد.

التعليقات مغلقة.