الطفلة ريا تنجو من خطأ طبي

لم تكن والدة الرضيعة ريا سروجي تعلم أن ابنتها ستقضي ليلة عيد الميلاد في المستشفى. إذ كانت الطبيبة المشرفة على معالجتها في “مركز كسروان الطبي” (KMC) الذي يعمل بالتعاون مع “مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت” (AUB) ماريا كرم، قررت إخراجها من المستشفى في 24 من الشهر الماضي، لكن إصابة الطفلة بحرق في يدها نتيجة تسرب الدواء السائل من المصل إلى طبقات جلدها، أدى إلى مكوثها لأيام إضافية في تلك الأروقة الباردة.

تعاني الطفلة ريا منذ ولادتها من التهابات القصبات الهوائية الحاد في الرئتين (Bronchitis). حاولت والدتها تغريد سروجي معالجتها في المنزل تحت إشراف طبيب مختص عبر شراء كافة الأجهزة الطبية المطلوبة، إلا أن حالة الطفلة لم تتحسن، ما دفع بعائلتها إلى إدخالها “مركز كسروان الطبي” للعلاج تحت إشراف الطبيبة كرم، بحسب ما تؤكد الوالدة سروجي لـ “السفير”.

تحسن الوضع الصحي للصغيرة تدريجياً. لكن ظهر الـ24 من الشهر الماضي لاحظت الوالدة أن المصل المُعلق بيّد الطفلة لا يعمل في شكل جيد، فأبلغت الممرضة المناوبة بذلك. فما كان من الأخيرة إلا أن أبلغتها أن “الوضع طبيعي والمصل يعمل كما يجب”، بحسب رواية سروجي. وتابعت الوالدة أن “الطفلة استمرت في البكاء لساعات متواصلة، ما دفعني إلى الاتصال مرات عدة بالطبيبة المشرفة وبالممرضات للتأكد مما يحدث، وبعد خمس ساعات متواصلة من البكاء حضرت الممرضة المسؤولة وعاينت يد الطفلة ليتبيّن أنها باردة جداً ومنتفخة، وأنها كانت تحترق طوال الوقت بسبب تسرب الدواء من المصل إلى الجلد بدلاً من وصوله إلى الشرايين”.

ما حدث مع ابنة الشهرين أدى إلى هلع العائلة، لاسيما الوالدة التي عمدت إلى نشر صور على حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” ليد الطفلة المنتفخة، مذيلة إياها بسرد تفصيلي لما حدث متهمة إدارة المستشفى بالتقصير. إلا أن الطبيبين المعالجين لحالة ريا أكدا أن “ما حدث ليس خطأ طبياً”.

وأوضحت الطبيبة كرم لـ “السفير” أن “المصل الذي وُصل بأحد عروق يدها يحتوي على مياه وملوحات (سوديوم، بوتاسيوم وغيرها) وهي مواد غير مؤذية وغير سامة، ولكن نتيجة لكون عروق الصغيرة وشرايينها طرّية ورفيعة انفجر أحد الشرايين ما أدى إلى تسرب تلك المواد تحت الجلد مسببةً احتراقاً في مساماتها”.

وأكدت كرم أن “مثل هذه الحالات نواجهها بشكل شبه يومي ولاسيما لدى الصغار، وهي لا تؤدي إلى بتر اليد ولا شلها كما حاول البعض أن يروّج”.

وإذ رأت كرم أن “ما حدث ليس خطأ طبياً”، كشفت أن “اجراءات جديدة اتُخذت في سياسة وضع الأمصال أهمها إلزام الممرضات الكشف على الأمصال كل ساعة، ومنع لفّ اليد عند وصلها بمصل”.

من جهته، أكد طبيب الترميم والتجميل المشرف على ريا، أن “حالتها الصحية جيدة جداً وعلى الأرجح لن نضطر إلى اللجوء لإجراء عملية جراحية لها نظراً لكون التورم خف بنسبة 70 في المئة، والمسامات الجلدية الميتة يتخلص منها جسد الصغيرة مع الوقت لكونه في طور النمو”.

بدوره، أعلن رئيس مجلس إدارة المستشفى الطبيب سيزار باسيم أنه “فور وقوع الحادثة تألفت لجنة طبية إدارية في المستشفى بحثت الموضوع مع عائلة سروجي للوقوف على حيثيات ما جرى ومنع تكراره”.

وبغض النظر فإن ما حدث مع الرضيعة قد لا يكون مبررا للتشهير بالمستشفى هذا من ناحية، ولا يعفي الأطباء من المسؤولية. ليبقى الأمر بذلك لدى وزارة الصحة وانتظار التحقيق بالحادثة الذي طلبه الوزير وائل أبو فاعور.

التعليقات مغلقة.