زيزو : محطات من رحلة الأسطورة حتى قيادة ريال مدريد

زين الدين زيدان

في أول مباراة دولية له، بتاريخ 17 أغسطس/ آب 1994، التي دخلها متأخراً جداً كبديل في الدقيقة 63 من عمرها، وفي وضع حرج لفرنسا الخاسرة بهدفين أمام التشيك، سجّل زيدان حينها هدفين منهياً المباراة بالتعادل 2-2، حينها لم يخطر لأحد أن هذا “البديل” هو الأسطورة التي ستملأ الدنيا وتشغل الناس، ويصبح قدوة لمحبي المستديرة ولاعبيها في أنحاء العالم.

وقبل ذلك، كان زين الدين زيدان، الذي ولد في مدينة في مرسيليا الفرنسية عام 1972، قد بدأ مسيرته الكروية مع “كان” الفرنسي عام 1988، ولعب معهم حتى عام 1992، وبعدها انتقل إلى نادي بوردو الفرنسي، وفاز معهم في كأس إنترتوتو في عام 1995، وحصلوا على المركز الثاني في كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 1999، قبل أن ينتقل إلى نادي يوفنتوس، حيث كان زيدان أحد أفضل اللاعبين لدى كارلو أنشيلوتي، وهو ما أهله لجذب أنظار نادي ريال مدريد، الذي عرض الصفقة الأضخم في تاريخ كرة قدم حتى ذلك التاريخ ولينضم زيزو إلى الريال مقابل 75.6 مليون يورو عام 2001.

إذن، ففي فرنسا بدأ “زيزو”، وهناك لمع نجمه وأثبت جدارته، ليواصل مسيرته مع الريال ويحظى معهم بمزيد من أعلى الجوائز والتقييمات وأرفعها، حيث حظي بلقب أفضل لاعب لـ 3 مرات، وكشف عن كاريزما بررت له جماهيرياً حتى ما يمكن أن يعتبر سلوكاً منافياً للروح الرياضية، كما في نطحته الشهيرة للإيطالي ماركو ماتيراتزي في نهائي مونديال 2006، والتي تسببت بإيقافه ثلاث مباريات (وهي عقوبة لم يتأثر بها لأنه كان قرر اعتزال اللعب، فكانت هذه آخر مبارياته).

جوائز

زيدان هو أكثر من حظي بلقب أفضل لاعب في العالم، إذ ناله ست مرات؛ ثلاث منها في المركز الأول وذلك خلال الأعوام 1998، و2000 و2003، وهي الجائزة التي كان يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ما بين عامي 1991 و2009 قبل أن يلغيها ويطلق جائزة “كرة فيفا الذهبية” عام 2010.

كما جرى اختياره أفضل لاعب في السنوات الخمسين الماضية في القارة الأوروبية، واختاره “بيليه” ضمن قائمة أفضل 125 لاعباً حياً في مارس/ آذار 2004.

والواقع، أن سجل الأسطورة الفرنسي، الجزائري الأصل زيدان، مليء بالألقاب والجوائز.

مع الريال

بدأ زيدان رحلته لاعباً مع ريال مدريد عام 2001 في صفقة تاريخية قيمتها أكثر من 75 مليون يورو، وقاد الفريق في موسمه الأول إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا بعد أن تغلب الفريق على نادي باير ليفركوزن الألماني بهدف خيالي من زيدان، وفي الموسم الثاني حقق بطولة الدوري الإسباني.

وفي 7 مايو/ أيار 2006 لعب زين الدين زيدان آخر مباراة له في ملعب نادي ريال مدريد سانتياغو برنابيو، وكانت المباراة أمام نادي فياريال الإسباني، وقد انتهت المباراة بالتعادل 3-3، وسجل زيدان الهدف الثاني لريال مدريد وفي نهاية المباراة تبادل زيدان القميص مع خوان رومان ريكيلمي.

ويعتبر زين الدين زيدان من أهم وأكبر اللاعبين الذين ساهموا في إنجازات ريال مدريد الإسباني.

أما كمدرب، فقد بدأ زيدان تدريبه في ريال مدريد في 2013 مساعد مدرب للإيطالي كارلو أنشيلوتي، وساهم في إحراز الفريق لقب دوري أبطال أوروبا عام 2014، وفي 2015 قام بتدريب ريال مدريد كاستيا.

أما الخبر الذي شغل العالم بأسره مؤخراً، فكان موعده بتاريخ الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاري، حين أعلن فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، عن تعيين زين الدين زيدان مديراً فنياً لفريق كرة القدم وإقالة الإسباني رافائيل بينيتيز.

أما زيزو فقد قال: “كما وضعتُ قلبي في ريال مدريد لاعباً، سأضع قلبي في ريال مدريد مدرباً”.

وأصبح زين الدين زيدان أول فرنسي في التاريخ يدرب النادي الملكي، فهو المدرب الأجنبي رقم 25 للفريق الكروي، لكن لم يسبق أن كان أي من المدربين الـ 24 السابقين فرنسياً.

وعندما عاد “زيزو” إلى باريس قادماً من ألمانيا في مونديال 2006، استقبلته باريس استقبال الأبطال الفاتحين، وقال له الرئيس الفرنسي حينها، جاك شيراك: “زين الدين زيدان بطلنا إلى الأبد”.

وفي 9 يوليو/ تموز لعب زيدان مباراته النهائية الثانية في كأس العالم، وكانت آخر مباراة في مسيرته الكروية الرسمية، وسجل هدفاً في الدقيقة السابعة من زمن المباراة من ركلة جزاء، وقد أصبح أحد أربعة لاعبين سجلوا أهدافاً في نهائيين مختلفَين لـ “كأس العالم لكرة القدم” مع بيليه وبول بريتنر وفافا، وأصبح بعد هذا الهدف أحد هدافي المباريات النهائية لمونديال.

التعليقات مغلقة.