جعفر و بلال شابان مثاليان : سيغيّران العالم الافتراضي

بلال وجعفر، الشخصيتان الاشهر على مواقع التواصل الاجتماعي في الايام القليلة الماضية. فخلال ساعات قليلة دخلت شخصيات “فايسبوكية” وهمية على حياتنا دون أن تستأذن، لتحتل نصائحهم صفحات الناشطين عالمياً وكالعادة للبنان الحصة الأكبر.

بنسخته الأجنبية “Bill” أو اللبنانية “جعفر” وبلال، حل الرجل النحيل ضيفاً على صفحاتنا بسرعة قصوى داعياً الجميع الى التحلي بالذكاء والى اتخاذه مثالاً في تصرفاتهم، من خلال لفت نظرهم، في الحياة الاجتماعية والسياسية والعاطفية وغيرها من الامور التي اصبحت “عادة” بالنسبة للبعض، لتتحول الشخصية الجديدة إلى إنسان مثالي، عبر نصائح لرواد المواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “كون مثل بلال، او جعفر”، وبالتالي تكون صيغة الدعوة أن: “هذا بلال.. بلال لا يفعل هكذا… بلال ذكي.. كُن مثل بلال”.

“Be like Bill” هي الصفحة التي انطلقت في البداية، في السابع من الشهر الحالي لتحصد حتى الساعة اكثر من 588.200 متابع على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”، وهو رقم قياسي لصفحة لم يتجاوز اياما قليلة، اما بالنسخة اللبنانية فصفحات “كن مثل بلال” تعد عدد المتابعين لها 144 الف متابع، اما “كن مثل جعفر” فالمتابعون اقل وتجاوز 46 الف متابع.

جعفر الحقيقي

اما جعفر الحقيقي فهو شاب لبناني من مدينة النبطية الجنوبية واسمه الحقيقي علي حمود والذي اعجبته فكرة be like bill فحولها الى النسخة
اللبنانية، ليصبح جعفر الشخصية المثالية إلى حد يمنعه من أن يمارس عادات سخيفة وغبية تزعج من حوله أو تتسبب بأذية نفسه والآخرين. ومن هنا جمعت الصفحة الفيسبوكية كمًا كبيرًا من العادات والتصرفات “الغبية” التي لطالما أراد البعض مصارحة الآخرين بها، وحصدت عددًا كبيرًا من المتابعين والمعجبين.

اما صفحة “كون مثل بلال” فقد تخصصت أكثر في الممارسات الإفتراضية على مواقع التواصل الإجتماعي، عبر منشوراتها التي تناولت عادات وتصرفات يقوم بها البعض، وتكون مصدر إزعاج او تهكم من قبل الآخرين، كالـ”داك فايس” والـ”check in” المتكررة وإدمان الـ”سيلفي” ودعوات مشاركة الألعاب المزعجة على فايسبوك وغيرها من التفاصيل، حتى أن تعليق “منوووور” لم يسلم من “بلال” الذي لا يستخدمه في التعليق على كل صور أصدقائه، او وضع باقة ورد عند قبول طلب الصداقة، وغيرها من العادات التي يقوم بها بعض رواد مواقع التواصل، كسرقة المنشور واعادة نشره دون ذكر المصدر، فيقول التعليق “بلال لا يسرق وينسبه لنفسه، بلال يفعل خاصية المشاركة لحفظ حقوق الناشر، لا تسرق كن مثل بلال”.

بلال الفلسطيني

فيما احتلت تعليقات بلال عن التصرفات الافتراضية كانت هناك قصة لبلال آخر ولكن بلال حقيقيا، فنشر احدهم صورة للاسير في السجون الاسرائيلية بلال ابو غنام وعلق عليها : “أخبرتونا عن بلال الذي غير معروف من هو، وأخبرتونا عن الذكاء الخارق والتهذيب و … سوف نخبركم عن بلال له قضية ..

بلال شاهد “اخته” قتيلة على أيدي جيش الاحتلال .. !

بلال ما تحمل يشوف بنت بلده يقتلها الجيش ع الحاجز .. ! بلال حمل سكينة وراح عمل عملية بباص صهاينة .. !

بلال قتل ثلاث جنود .. الآن بلال أسير .. بلال بطل .. كن مثل بلال ابو غنام”.

وكالعادة اي موجة عالمية ستتحول الى سخرية وطابع سياسي محلياً وعربياً، فتحول جعفر الى عشرات الاسماء وشخصية انتقادية للاوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية. فعلق احدهم على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالقول، “محمود عباس لديه انتفاضة مسلحة في بلده ولكنه يحاربها ايضاً وينسق مع الاحتلال… لا تكن مثل محمود عباس”، بينما نشر البعض “جعفر سرق الفكرة من bill ما تكون متل جعفر”. فيما استخدمت أسماء وهمية عديدة لوصف التصرفات وإيصال الفكرة، التي كان معظمها يحمل الطابع المرح والفكاهي، وهو ما اعتبره الكثيرون سبب نجاح الزائر الجديد.

انتقاد الواقع المعيشي

جعفر انتقد الواقع المعيشي للمواطن اللبناني: “هيدا جعفر. جعفر اشترى سيارة، سيارة BM عقد حالو. جعفر ما قسط Rover على البنك وصفو بالبيت لأنو ما معو يعبيلو بنزين. جعفر ذكي. كون متل جعفر.”

كما أنه مرر رسائل مفيدة في صوره: “هيدا جعفر. جعفر مصاحب. جعفر ولا مرّة فكّر يقول لصاحبتو تشيل كل رفقاتها الشباب عن فايسبوك وتمحي أرقامهن، لأنّو شاب واعي وفهمان ومش متخلّف. جعفر ذكي. كون متل جعفر”. والمميز بالنسبة لجعفر حسب رواد المواقع الاجتماعية انه ساعد على ابتكار فكرة للانتقاد حيث يقول البعض انه كان يتجنب المواضيع التي يعلم انها قد تؤذي اصدقاء مقربين منه، ولكن بمجرد ان تشارك الصورة وتنشرها على صفحتك فإن الرسالة ستصل وبطريقة أقرب إلى المزاح منه إلى الجدية”.

ومن الاسماء التي اخذت عددا كبيرا من المشاركة اسم مايا، “مايا تزوجت من سنتين وكتير فرحنالها ونزلت وقتها صورة كتير حلوة لعرسها، مايا مش كل جمعتين بتفاجئنا بصورة جديدة من عرسها، مايا بنت بتعرف حدودها كوني ذكية متل مايا”.

الفكرة والتي لاقت ترحيباً وانتشاراً، الا انها بالمقابل تلقت العديد من الانتقادات، فعلق حسن عواد: “كل اسبوع هناك موضة وتعاود وتختفي، فبعد التضامن مع قضية مضايا ونشر الصور الكاذبة وتكذيب المجاعة هناك، ها هو اليوم جعفر يحتل الفيس بوك”، بينما استغل آخر الهاشتاغ لاغراضه الشخصية فالموضوع الاكثر تداولاً فقام بنشر بعض الاعلانات مرفقاً بوسم “كن مثل بلال”.

الحملة نجحت وبشكل غير متوقع محلياً وعالمياً على امل ان تؤدي تلك الحملة غايتها وتساهم في التوعية والقضاء على العادات والمفاهيم السيئة في عالمنا الافتراضي والحقيقي على حد سواء، وان لا تكون نهايتها كما العديد من الحملات السابقة.

التعليقات مغلقة.