إسم الرئيس لحود بقضية رون آراد يقلب الجلسة إلى سريّة

الطيّار الإسرائيلي رون آراد

 

كشف إستجواب متّهمَين أمام المحكمة العسكرية اليوم، معطيات جديدة تُعلن للمرّة الأولى عن الطيّار الإسرائيلي رون آراد، حيث أكّد أحد المسؤولين في الحزب القومي السوري، أنّ آراد توفي عام 1988 بعد تعذيبه وإنهاكه في التحقيق وأنّ جثّته قد دُفنت في ڤيلا بمخيم بولونيا، مشيراً إلى أنّه لم يتمّ إعلام السلطات اللبنانية بالأمر فور حصول الوفاة، وإنّما تمّ نبش الجثّة بعد نحو 10 سنوات بعدما تناقلت الصحف معلومات وصوراً عن الطيّار الإسرائيلي، وبعد إجتماعات متكررة من قبل قياديين في الحزب تقرّر إبلاغ رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك العماد إميل لحّود بالأمر، وهنا قرّر رئيس المحكمة العميد خليل ابراهيم، التوقف عن إستكمال الإستجواب وتحويل الجلسة إلى سريّة على أن تعقد في نيسان المقبل .

تابعت المحكمة العسكرية برئاسة العميد خليل ابراهيم، محاكمة خمسة متهمين مخلى سبيلهم ، هم “جورج. د”، “مهدي د”، “مفيد. ق”، ا”لياس. ض” و”كارينا. ط”، في قضية “الاتصال بالعدو وعملاء الموساد الاسرائيلي ومساعدتهم على كشف مصير الطيار الاسرائيلي رون آراد، وأيهام المدعى عليها الأخيرة أن لديهم معلومات حول الطيار المذكور، وتسليمها صوراً وعظاماً له غير صحيحة مقابل الحصول على مبالغ مالية استولوا عليها، وتسليم أحد عملاء الموساد في تايلاند أسنانا مزعومة على أنها لآراد ومعلومات أخرى بهدف المقايضة والحصول على المكافأة المالية التي رصدتها الدولة العبرية لمن يقدم معلومات عن طيارها، فيما سلمت كارينا زوجها وهو كاهن قبرصي تلك الصوروالعظام، لنقلها الى السفارة الاسرائيلية في قبرص للتأكد من صحتها، وعلى دخول بلاد العدو من دون إذن”.

وقد استجوبت المحكمة المتهم “الياس ض”، الذي أكد أن عماد القسيس (مات) سلّمه أضراساً وعظاما بعد أن أخبره أنها تعود لرون آراد، وأن القسيس كان يحرس الطيار الاسرئيلي خلال فترة اعتقاله من قبل الحزب السوري القومي الاجتماعي، وطلب منه أن يلعب دوراً في موضوع رون آراد، فسأله “الياس”: “من يحميني وماذا سيكون مصيري”؟ فكان جواب عماد: “لا تخف هناك قصرين جمهوريين معنا”. وعندما استفهم منه العميد ابراهيم ما إذا كان يقصد القصرين الجمهوريين في سوريا في لبنان، هزّالمتهم برأسه موافقاً.

أضاف “الياس”: “وافقت مع عماد على عرضه، فأحضر لي كيساً يحتوي على أضراس وشيكاً مصرفياً قيمته 1200 دولار أميركي، احتفظت بالكيس، ثم حضر عماد بعد يومين ليخبرني أن تلك الأضراس غير صحيحة، وفي تلك الفترة توفي عماد فدخل المتهم الآخر “مهدي. د” على الخط، وسأله “بدك تكمّل بالموضوع؟، إذا قبلت سأحضر لك أنا الأضراس، لكنه وبعد فترة قصيرة أعطاه عظمة لتسليمها الى المتهم الرئيسي في القضية “جورج. د” المكلّف بالذهاب الى تايلاند، وتسليم هذه العظمة الى الموساد هناك”. لكنّ “جورج” عاد وأوكل المهمة الى “الياس” الذي وما إن وصل الى تايلاند حتى قابله شخص يتكلّم اللغة العربية بصعوبة، وأخبره أنه مرسل من قبل جورج، فقام بتسليمه الأضراس وأعطاه الأخير مبلغ ثلاثة آلاف دولار.

بعد عودته تعرف “الياس” عن طريق “ميلاد. ي” على المتهمة كارينا، بصفتها مسؤولة في منظمة انسانية وتتابع وضع آراد، فأعطاها “الياس” و”ميلاد” صورة للطيار المفقود مقابل ألف دولار كدفعة على الحساب، ليتبن لاحقاً أن الصورة ليست له، حينها عرّفه “مهدي” على الـ(BOSS) “مفيد. ق”، واجتمع الثلاثة مع كارينا في قبرص وأعطوها عظمة على أساس أنها تعود لآراد مقابل 12 ألف دولار أميركي، واتفقوا أن يوهموها بأنهم يقيمون خارج لبنان حتى لا تكتشف أمرهم.

ثم استجوبت المحكمة المتهم “مفيد ق”، وقبل أن توجه اليه أي سؤال قال: أريد أن أروي الموضوع بكافة تفاصيله: “في العام 1988 كنت مسؤولاً في الجناح العسكري للحزب القومي حين تلقيت اتصالاً من بعض الشبان في منطقة الفرزل البقاعية، وأبلغوني أنهم ضبطوا شخصاً يشكّون في هويته وظروفه، وبعد أن حققنا فعه في مركزينا في شتورا وبوارج، تبين أنه يتكلم بطلاقة عدد من اللغات، فإذا كلمته العربية يجيب بالفرنسية، وإذا كلمته بالفرنسية يجيب بالاسبانية، ولو كلمته باللغة الاسبانية يجيب بالانكليزية”.

وتابع: “كان الوقت بلغ ساعة متأخرة من الليل فتوجهت الى لقاء الشباب الذين كانوا يهمّون بوضعه في صندوق السيارة بعد أن لفّوه في بطانية وانطلقنا به، وما إن وصلنا الى منطقة ضهور الشوير حتى أنزلناه وكان بحالة صحية يرثى لها”، الا أن المستجوب لم يؤكد ما إذا كان الرهينة يرتدي ثياب طيار أم لا. لكنه أوضح أنه طلب من عناصره إلباس الرهينة ثياباً نظيفة والاهتمام به صحياً، وبعد أقل من 48 ساعة، وأثناء وجودي خارج المنطقة، حضر اليّ أحد العناصر الذي أخبرني أن الرهينة قد فارق الحياة، وباستيضاحه عن كيفية حصول الوفاة، أبلغني أن المتوفي دخل الحمام وطالت فترة بقائه فيه، ولما تفقده وجده ميتاً، ولاحقاً علمت بأنه ضابطاً يهودياً”.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان الضابط قد توفي نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب خلال التحقيق معه، أجاب “بالتأكيد توفي نتيجة إنهاك، وأكيد تعرض للضرب والتعذيب، وهكذا تتم التحقيقات عادة”، مشيراً الى أنه أوعز بدفنه في مكان محدّد كونه مجهول الهوية”.

أضاف مفيد: “بقيت القضية منسية لعشر سنوات، لم نبلغ خلالها أي جهة رسمية كوننا كحزب كنا نقوم بعمليات ضدّ اليهود وجماعة أنطوان لحد في الجنوب، باسم “منظمة الزوبعة” وأذكر أنه وردني في شهر تشرين الثاني أو كانون الأول في العام 1998، من مسؤولنا “أبو فراس” إتصالاً هاتفياً يُفيدني فيه أن الصحف تتناقل معلوماتا وصوراً لرون آراد، فحضرت على الفور الى المركز لأسأل الشباب عن مكان دفن الجثة، وكان المكان ضمن فيلا في مخيم بولونيا، فقمنا بنبشها وأبلغت من يجب ابلاغه في الأمر، وأقصد “فريق عمل المقاومة” وصرنا نفكر جدّياً بما يجب أن نفعله، وانتقلت على الفور الى الفرزل واجتمعت بالشباب الذين حققوا معه، وقد أخبرني أحدهم بأنه وبعد سلسلة محاولات مع الرهينة، وبعد أن وعده المحقق بمساعدته أدلى بهويته الحقيقية، أي أنه الضابط الاسرائيلي رون آراد”.

واستطرد المتهم: “لقد أخبرني المحقّق بأن التحقيقات لم تستكمل مع الضابط الأسير، لأن أحد المسؤولين حضر خلال جلسة التحقيق، وركل الباب بقدمه صارخاً “يهودي وعم تحكوا معه؟”. وبسؤال المتهم عن علاقته بالمتهمين الآخرين الياس ومهدي قال “كنا فريقاً واحداً، وبعد تفكير ارتأينا أن نخبر رئيس الجمهورية آنذاك اميل لحود بالأمر ووضعناه بالصورة من خلال ضابط لديه، وطلبت موعداً للقائه وبعد إلحاح مني وإبلغه بأن الموضوع في غاية الأهمية استقبلني الرئيس لحود”.

وعند هذا الحد طلب رئيس المحكمة من المتهم التوقف عن الكلام، وارتأى تحويل الجلسة الى سرية، وقرّر إرجائها االى 20 نيسان المقبل لمتابعة الاستجواب.

التعليقات مغلقة.