سرايا المقاومة وأوتوستراد الجنوب و السعديات

 

أثارت الإشتباكات التي حصلت الجمعة في بلدة السعديات بين عناصر من سرايا المقاومة وآخرين من تيار “المستقبل” الكثير من التساؤلات عن سبب إندلاعها، وإن كان المرجح أنها حصلت من دون قرار حزبي من الطرفين، فإن المعضلة الأساسية تكمن في الهدف من عمل “سرايا المقاومة” في بعض القرى ذات الغالبية السنية؟

تتحدث مصادر عليمة عن أن الغاية الحقيقية من تأسيس “سرايا المقاومة” كان إيجاد مجموعات مقاومة تقاتل إلى جانب “حزب الله” من خارج الطائفة الشيعية في مواجهة إسرائيل، حيث تطور دورها بشكل ملحوظ في الفترة التي سبقت الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000. وتضيف: “تراجع دور “سرايا المقاومة” في الفترة التي تبعت حرب تموز، ليعود دورها إلى الواجهة بشكل كبير مع الإنقسام السياسي، حيث عمد الحزب إلى إعادة تنشيط خلايا السرايا في مختلف المناطق اللبنانية وخاصة في القرى والبلدات السنية”.

وترى المصادر أن الحزب سعى إلى تجنب الخوض في أي معركة بنفسه داخل أي منطقة سنية لبنانية تحاشياً لأي ردود فعل في الشارع السني، لذلك عمل على تقوية “سرايا المقاومة” المؤلفة من أنصاره السنّة، كي يشغل بعض الحالات السياسية والأمنية من خلالهم، وهكذا فعل مع حركة الشيخ الأسير، أو في الطريق الجديدة في مرحلة من المراحل.

وتشير المصادر إلى أن “سرايا المقاومة”، وعلى رغم فوائدها بالنسبة إلى “حزب الله”، كان لها الكثير من السيئات أهمها “خربطة” الكثير من العلاقات مع الحلفاء السنة مثل أسامة سعد، إذ إن “سرايا المقاومة” إستقطبت كُثراً من أنصار سعد وغيره من حلفاء الحزب.

وتعتبر المصادر أنه وعلى رغم تراجع دور “سرايا المقاومة” وتحجيم دورها في الكثير من المناطق مثل صيدا وبيروت، إلا أن ما يحصل مراراً في السعديات يهدف إلى تعزيز نفوذ الحزب في المناطق الواقعة على محيط أوتوستراد بيروت – الجنوب.

التعليقات مغلقة.